“أليس في بلاد العجائب” بقلم المهندس باسل قس نصر الله
سفيربرس

إن زيارة قداسة البابا فرانسيس إلى أبوظبي – والتي هي أول زيارة لحبر أعظم وهو الزعيم الروحي للكاتوليك في العالم – لها أبعاد سياسية شاء من شاء وأبى من أبى.
تعود بي الذاكرة إلى عام مضى عندما زار غبطة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي البطريرك الماروني السعودية، وقد سبق أن كتبت لماذا زار البطريرك السعودية؟ لاشك أن من يعرف هرمية الفاتيكان يفهم تماماً أن قداسة البابا يتعامل مع مسيحي الشرق عبر مجلس بطاركة وأساقفة الشرق، وهذا المجلس يرأسه البطريرك الماروني – وهو دائما كاردينال غير البطاركة الآخرين، والتي هي رتبة وظيفية في الكنيسة الكاثوليكية – وعادةيعطي قداسته الرتبة، لبعض شخصيات في الشرق، وهم الآن “بطريرك الأقباط الكاثوليك والكلدان ودائما للموارنة”، ذهب البطريرك الراعي الى السعودية لأنه حتى المسيحيين في السعودية إذا ارادوا التواصل مع الفاتيكان عليهم أن يتواصلوا مع مجلس بطاركة وأساقفة الشرق، ثم أتى الى الرياض احد الكرادلة المهمين واجتمع مع الشخصيات الساميرية القيادية.
قداسة البابا في ابو ظبي، اليوم لماذا؟ لأن اليوم هناك صراع بين تيارين، تركيا التي تريد أن تكون المهيمنة على الشارع الاسلامي السني، وهناك السعودية التي تريد ايضا فرض هيمنتها. تركيا تقول إن الخلافة كانت لها وتريد استعادتها، والسعودية تقول بأن هناك مناسك الحج لديها . أنا أعتقد أن الاوروبيين والاميركان ودول العالم تريد أن يتبوأ الأزهر هذه المهمة والمكانة بحيث يصبح الازهر مثل الفاتيكان.
في الاسلام السني لا توجد مرجعيات، حتى لو كان الامام الأكبر احمد الطيب، ولكن ليست له طاقة تأثيرية على الجميع.
هناك رغبة أن يكون الأزهر هو من يقود الاسلام السني، تحت رعاية من؟ برأيي الامارات تمثل الخليج، ولأن السعودية لم تصل الى مرحلة استقبال حبر أعظم، بينما الامارات مخولة، فكانت الحل الامثل لاستقبال البابا. عندما أقرأ ان الامارات بلد تسامح، يجب ان أذكر بأن التسامح والاخاء الديني حسب ما تتمتع به ابوظبي هو وليد القرن 15 هجري، بينما بلاد الشام، هي التسامح والتآخي، وهو نتاج 15 قرنا هجريا.
رغبة سياسية بأن تكون أبوظبي دولة التسامح، ولديها قدرة مالية. الامارات اليوم كانت المكان الوسط بين تركيا والسعودية، واحتضنت ذلك بدلا عن منطقة الخليج وأصبح الأزهر زعيم الاسلام السني برعاية اماراتية ظاهريا وخليجية فعلا.
لكن أن يقال أن الامارات هي دولة تسامح ، فهو امر مضحك ، فأين التسامح في دولة يمنع فيها قداس مسيحي حتى الآن.
لا شك انه لو كان الوضع في بلاد الشام من الناحيتين السياسية والمالية افضل … لكانت هي الزعيم السني وصلة الوصل مع الشيعة والتيارت الاسلامية الاخرى.
إنها فعلا “أليس في بلاد العجائب”
اللهم اشد اني بلغت
سفيربرس _ بقلم المهندس باسل قس نصر الله