عباءةالرجل.. بقلم : ميّادة سفر

تمكنت الهيمنة الذكورية من تكوين بيئة اجتماعية وثقافية عززت من سلطتها، وساهمت في استمرارها وترسيخها في كثير من المجتمعات، لكن هذا الواقع ما كان له أن يستقر ويحوز شرعية إلا بخضوع ضحاياها، وتواطؤهن معه وتغذيته، فكيف يمكننا أن ننتشل المرأة من هذه التبعية الذكورية؟، لتستعيد إنسانيتها المسفوحة وكرامتها المستباحة.
” نحن لا نولد نساء بل نصبح كذلك” بهذه العبارة التي قالتها الفيلسوفة النسوية سيمون دو بوفوار، يمكننا تلخيص واقع الهيمنة التي تسهم فيها النساء، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فتتولى نساء العائلة الأكبر سناً تعليم الفتيات كيف يصبحن نساءً، وتبدأن بمراقبتهن، وتلجأن للرجل لتقويم أي “اعوجاج” يشوب سلوك أي واحدة منهن، وتغدو عبارة “هوي صبي” شعاراً لتبرير كل التصرفات الذكورية، والتحذيرات بتجنب معارضة الأب أو الأخ أو أي ذكر في الأسرة، مكرسين بهذه التربية الهيمنة الذكورية، التي ستكون المرأة ضحيتها الأولى، مستعينين في فرضها على أعراف وتقاليد ومبررات مستمدة في بعض الأحيان من القوانين والأديان التي مازالت تمارس ساديتها على النساء، ليصل لحد القتل بدافع الشرف، والمفارقة أنها تمارس على المرأة فقط.
كان وجود النساء ضمن دائرة مغلقة ومحاصرة، مساعداً في استمرار الهيمنة والتبعية للرجل، أما اليوم فلم تعد المرأة عاجزة وقاصرة عن التصرف بشؤونها، بل أثبتت بكل جدارة قدرتها على إدارة حياتها والتخطيط لمستقبلها، فليست ذلك الإنسان الجاهل، المسّير، الفاقد للأهلية والإرادة، بل تمكنت الكثيرات من الحصول على مراتب متقدمة من التعليم والوعي، ما مكنهن من امتلاك القدرة على التصدي لمصاعب الحياة ومشاكلها، فكن أسوة حسنة لفتيات فرض عليهن المجتمع طوقاً، وحولهن لمزهريات يوضعن في البيت للزينة، إن عدداً كبيراً من النساء أثبتن تفوقاً على الرجل في القيادة والإدارة والتحكم، وأثبتن نجاحاً في الأعمال التي أوكلت إليهن.
لا تملك أغلبية النساء الوعي والقدرة اللازمة لكسر الطوق والتمرد، ولا تحظى كثيرات بفرص التحرر، لعدم توافر فرص متساوية في التعليم والعمل، لذلك نحتاج لتحسين فرص التعليم، وتغيير النظرة المجتمعية تجاه المرأة، وتمكينها للخروج من عباءة الرجل.
#سفيربرس _بقلم :ميّادة سفر _الصباح العراقية