إعلان
إعلان

النظام العالمي الجديد من دمشق . بقلم : علي عمران

#سفيربرس

إعلان

كان يا مكان في قصة ٍ بالماضي اقشعرت لها الأبدان وصارت مألوفة اعتياديّة في حاضر الزمان، إذ هبت علينا رياح شمالية قادمة من البيت الأبيض، جحور هيرودوس، كهوف النازيين المظلمة وبلاد آل عثمان تتار العصر والزمان:
“يـُـحكى عن جماعات في بلاد الهند يعيشون قرب المقابر ويستعملون عظام البشر في طقوسهم الغريبة كما يفضلون شرب الماء بواسطة جماجم بشريّة ويأكلون لحوم الجثث الميتة التي يعتقدون بأنها تقيهم من الشيخوخة وتمنحهم قوى ً خارقة ”
في أيامنا هذه لا غرابة في تصور تلك الاقتباس القصصي، على اعتبار أن ما ذكر ليس إلا جزء من واقع عشناه في بلادي منذ سنوات، حيث واجهنا فكرا ً عقيدته جاهليّة معدوم الرادع الإنساني والأخلاقي، يبقر البطون ويقطع الأوصال ويذبح بوحشيّة ويلتهم القلوب والأكباد البشريّة، مُسيّر بالسحر التلمودي الأسود ويلقى الدعم اللامحدود من ربيباته في واشنطن و أوربا، فشهد الزمان حربا ً لو استمر تناميها فإن أمما ً بأكملها ستلقى مصير الفناء الشامل في صراع لم يشهد مثيله كوكب الأرض ! ..

مفارقة:
محافظة إدلب البوابة السورية إلى اسكندرون باتت تشغل حيز تفكير الدول العظمى في حين تناست الأخيرة حرائق أمازون، أوبئة افريقيا، مجاعات يـَمـنٍ وغيرها الكثير من الكوارث التي حلت بهذا العالم فعن ماذا تكشفت هذه المفارقة ؟
إن المجريات العسكرية في إدلب أثارت الهلع داخل حزب العدالة والتنمية مما دفع العصمنلي أردوغان للقيام برحلة ماجلانية مدتها أيام ثلاثة شملت أرض السوفييت أولا ثم بلاد العم سام وصولا ً إلى الجزر البريطانية، بالتزامن مع انجازات الجيش السوري المتتابعة لا سيما في خان شيخون، التمانعة وغيرهما لكن الغريب في الأمر أن القوات السورية عندما كانت تخوض أشرس معارك الجنوب فإن حزب العدالة والتنمية من أنقرة ازداد صراخاً ومراهنة على دوما، القلمون، الشيخ مسكين وكذلك الحال مشابه في حلب، إذ كانت أعناق التركي متطاولة لا مخاوف يـُـفصح عنها، فما هي حقيقة العمليات العسكرية السورية في ادلب التي دفعت انقرة لإطلاق نداءات الاستغاثة الخفيّة لكل من موسكو، واشنطن ولندن؟

دعوة Ice Cream:

دعا بوتين أردوغان لتناول Ice Cream خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، وربما يكون هذا الموقف إشارة دبلوماسية مبسّطة لقبول أردوغان دعوة بوتين وضيافته التي أثلجت جوفه التركي، مرتع التخبطات والهواجس والقلق.

التوسع العسكري بين موسكو وأنقرة:
بعد الحرب على بلادي بدأت غرفة عمليات حلف الأطلسي مهامها لإنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد في سوريا، لكن مخططهم تلقى المسمار الأخير في نعشه عقب العمليات العسكرية الأخيرة في ادلب وهنا يطرح نفسه تساؤل جديد حول مضمون التقارير التي كانت تنقلها نقاط المراقبة التركية لقيادتها مما دفع الأخيرة لتغيير موقفها اتجاه سوريا وعلى الضفة المقابلة لما لم يستخدم الجيش التركي منظومات الباتريوت التي نشرها حلف الأطلسي قبل سنوات لرصد الأجواء الشمالية لسورية خصوصاً ان الأتراك هددوا مراراً باستخدام هذه المنظومات في حال قيام الطيران السوري بأي عملية جوية في الشمال؟
ربما منظومات الدفاع الجوي الروسية S400 حولت بطاريات الباتريوت إلى مجسمات كرتونية بلا مفعول، وهنا تساؤل آخر برسم الإجابة عن مستقبل العلاقات العسكرية الروسية التركية وهل الولايات المتحدة ترى هذا التقارب على حسابها لا سيما أن صفقة شراء تركيا لطائرات (Su-57) الجيل الخامس ربما تلوح في الأفق؟!!

ما تبقى:
انطلق ما يسمى الربيع العربي من ثورة الياسمين في تونس لكن نعشه انتظره في عاصمة الياسمين، إنها دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، رغم علقم السنوات العجاف قدمت للبشرية نظاما ً عالميّا ً جديدا ً،فأحادية الهيمنة الأمريكية على العالم تلاشت على يد فرسان الشام كما قام أجدادهم من قبلهم بطرد بيزنطة هرقل، مغول هولاكو، آل عثمان وأحفاد بونابرت وأذكرك يا حفيد أتاتورك أن حدودكم لن تتعدى شريط الأناضول بينما أمجاد الحقبة العصمنلية التي امتدت ل418 سنة في بلادي باتت من الماضي فحتمية الزوال مصير كل احتلال لأنه ما من جيش دام انتصاره خارج أرضه والتاريخ خير دليل فعنده البيان ولتبيين والخبر اليقين.

#سفيربرس..بقلم : علي عمران

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *