بلا هدير ..! بقلم : سعاد زاهر

ترتج مرتعباً.لاتفرغ هواجسك،تهز رأسك معتقداً،انها مجرد كوابيس،ولكن حدث..وانتهى الامر..!
ان يحدث ما لاتتوقعه..ان يفاجئك غدراً ، حدث اعتقدت أنه لن يقترب منك يوما..أي تفكير..من أين نأتي حينها بكل هذه الثقة..
يأتيك كصاعقة ضربت كيانك..يشل تفكيرك كأنك انسلخت عن الحياة… كأنك انشطرت نصفين،أي ندم حينها..؟
اي فعل..؟
كلها لاتبدو مجدية…
كيف لم تستغل كل اللحظات،كيف لم تصمت…كيف لم تترك لهدوئك ان يغمر المكان..لاشيء يفيد..
وحدها حرقة قلبك..وتفتت روحك…يرافقك…
سلفاَ ..وبمجرد خوضنا في حرب طويلة، بتنا ندرك عبثية اللحظات، و نعتقد للوهلة الاولى ان مناعة ما تولدت لدينا..وأن صلابة باتت تكسو شخصيتنا..
حدث ما يذيب كل هذه الصلابة..يصهر فولاذنا الظاهري…وندرك أنه لم يعد لأي شيء معنى..!
ياالله حينها كم تبدو الحياة..ضيقة..عبثية..قاسية…لاتحتمل.
العجز…شعور يتغلغل في اعماقك..لاتشعر معه برغبتك في الفعل..
كل الايام مظلمة..الاعتيادية ..الروتين…أي شعور اقترب منك يوماً..تتمنى لو انه يفعلها حالياً
لاشيء فارغ حتى الخواء..
نحن الخارجين من حروب مظلمة…نحن الذين اعتدنا التعامل مع قتامة بشرية..
فجأة نتوقف عن الهدير..كمحرك فقد صلاحيته إلى الابد..!
إنها لحظة لايمكن وصفها..
كأن دماءك نزفت قطرة .. إثر قطرة…
كأن عروقك أضحت جافة..أي هزة صغيرة ..نتلاشى الى غير رجعة..!
لا الصمت ينفع..ولا البكاء يريح..ولا الاقتراب ينجي..
كلها افعال عبثية..!
وحدها روحك..احاسيسك..تعاندك..معلنة أن لاشيء قد حدث…ربما لحظة قدرية سيعود بعدها كل شيء كما كان..!

#سفيربرس _ بقلم : سعاد زاهر _ الثورة