إعلان
إعلان

الإنسان الواعي وضرائب المجتمع ….. ريف محافظة حماه نموذجاً. بقلم : ساعود ساعود

#سفيربرس

إعلان

ما يزال الوعي بمعنى النضج العقلي وسعة الثقافة ضرائبٌ يعاقب عليها المحيط الاجتماعي وذلك عبر تحميل من يحمل هذه الصفات العبء الأكبر والأثقل في تحمل ثمن المشاكل الاجتماعية التي تفرزها المواقف، والتي تبدو لي حالة ديناميكية وطبيعية بفعل الاختلاف والتفاوت بين بني البشر على أساس المعايير المتعددة التي لا تحتاج إلى سرد.
إنّ مجرد نشوب أي خلاف، سيذهب اللوم في ظهور النتائج السلبية إلى ما يسمّى في مجتمعاتنا الريفية بـ (الواعي)، بالشكل الذي يظهر المحيط على حقيقته البائسة المقيته الكريهة الكافرة العفنة ألا وهي محاولة غمس رأس المتميز والمتفوق بالتراب ليكون نعامة تطرق رأسها لتقييم المجتمع المحيط التي غالباً ما يفتقدون إلى النضج العقلي والسلامة المنطقية والمستوى العلمي المنفصل عن المستوى الثقافي.
إن المتعمّق والباحث العلمي السارح الشارد المتجول بين الناس والمنصت إلى مشاكلهم من جهة وطريقة معالجتهم لها، يدرك مدى الظلم الذي يقع حاملي صفة الواعي: فعلى سبيل توضيح الفرق يكفي أن استمع لطريقة حل مشكلة شخص يتناول الناس بالسب والقذف لمشاكله من جهة وبين طريقته ورؤيته لحل مشكال الناس لأدرك الفرق الشاسع الذي يظهر حالة التعسف الذي تقع على كل ما يتعدّى الأنا الأنانية التي باتت هي الأس والأساس والبسط والمقام والجمع الذي لا يشوبه طرح، ففي هذه الحالة سيطفو الاستهتار على السطح، والتهاون في معالجة مشاكل الناس معالجة أخلاقية منصفة وإن لم تكن قانونية فلتكن قريبة من القانونية، ولكن هيهات أن توجد هذه التوصيفات في مجتمعات وثنية لا يحكمها رب ولا دين ولا ضمير ولا اخلاق ؛ أجل هي مجتمعاتنا مجتمعات ريف محافظة حماه الوثنية، حيث الانتقال من طور الإلحادية والوثنية الدينية إلى الإلحادية والوثنية الاجتماعية.
إن زمرة الواعي عبارة عن أناس مثلنا مثلهم ولكن أرتقوا بأخلاقهم وعلومهم ومستواهم الثقافي والعلمي ورفضوا البهائمية كحالة ركود تعيشها البشرية اليوم لا سيما في مجتمعاتنا التي لم تعد تنقصها لوازم العيش سواء بدعم حكومي أو دولي أو غير ذلك.
إن نموذج الأنسان الواعي هو أنسان أولاً وأخراً يحب ويكره وينزعج ويكبت ويتسبب له كبته في مشاكل هو غنى عنها تضطره للانسحاب فقط للحفاظ على عقله على استمرار تفوقه وديمومته العلمية والثقافية، أنّه هروب بدينه هروب بقلبه من وحش الحقد والحسد الذي دخل البيت الواحد.
أنه ليس من الأنصاف ولا الدين ولا العقل ولا المنطق أن يتم تحميل العاقل والواعي مغبات وإفرازات المواقف الاجتماعية التي تضعه في موقع المقدّر لما يتناسب مع الموقف، والأهم من هذا هم أطراف المواقف الاجتماعية التي تحتاج لمخاطبتها والتعامل معها على أساس ثقافتها هي ومعاملتها ه وطبيعتها هي ، وهذا كله في حال كان العاقل الواعي في موقع ردّة الفعل ، وهنا من كان ذا قلب سليم وضمير وعقلاني سيقف معي في هذا، أما إن كن العاقل الواعي في موقع الفعل فهذا أمر أخر ويحق إلقاء اللوم عليه، ولكن اللافت للانتباه أن هذا حدث نادر الحدوث؛ لذا كنتيجة نهائية يمكن القول إنّ نموذج الإنسان الواعي المثقف في مجتمعاتنا ؛ مجتمعات رف حماه الغربي يتحمل الواعي ما تحمله الأنبياء والرسل من قومهم في سابق الأزمنة، لأن الأغلبية الساحقة للأسف همج رعاع حيث الغني والزاني والفاشل هم أسياد المواقف، والرد عليهم يتطلب قوة تجعل صاحبها في حالة استنفار دائم، وهذا ما يستنزف الطاقة والجهد الأمر الذي لا يحبذه أي إنسان واعي، وإن اللوم والعتب والتنديد بالإنسام الواعي يكون عندما يعيش في مجتمع يسوده أهل العقل والوعي ، وهذا باختصار مجتمع طوباوي مثالي قل وندر أن يوجد سيما في عالمنا العربي، الذي يفتقد حتى لتطبيق القوانين الوضعية.

#سفيربرس-_ بقلم:  ساعود ساعود 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *