إعلان
إعلان

كتبت صبا أحمد يوسف … بفلسفة الحياة … من منهم الخاسر ؟!!.

#سفيربرس

إعلان
 ليس جهلا ما هم به، انها جغرافيا البحر، بسهله وجبله، وما حمله من انفتاح وثقافات كونت شخصية ذاك الانسان الغارق برومانسية المكان، والحافر في صخوره بأصابع من دم وشقاء،من نار ودم الحالم بالافضل رغم ضيق الحال، ووعورةالطريق الذي لم يمتلك يوما المال لتعبيده، هو ابن الورق والقلم، ذاك الفينيقي السابح في صفحات تاريخ من الحضارة والجمال، الغارق في بحر من العلم والشهادات، ليس هناك بينهم من جاهل.. لا عقول متحجرة، لاركام من صخور تمنع انظلاقة العقول هناك.
فهل تراهم لايخافون، أم لايابهون للخطر القادم عبر الفضاء العالمي، الذي ينشر الموت حول العالم.. هل يعتقدون أن “كورونا الموت” لن يزورهم، وأنه لشدة بهاء وسحر ربيعهم سيخجل منه ملك الموت القادم من بعيد..
وهل أوكسجين البحر والجبل أقوى من أن يصمد ويعيش فيه مجردفيروس حديث العهد، أم أن الموت قد صغُر في اعينهم لهذه الدرجة من الاستهتار، بعد حرب العشر سنوات الارهابية التي شنها اعداء الخارج عليهم،وبعد آلاف الشهداء بات الموت زائرا عاديا لا يخشاه احد، تساوت الحياة والموت في ميزان حياتهم، وذلك في حضور ما هو أشد رعبا لديهم من الموت..
الفقر والجوع، وموت أحلام جيل من الشباب المثقف المتعلم المنفتح للحياة. نعم نتحدث عن أبناء تلك البقعة الساحرة من ارض الوطن الساحل ببحره وجبله..
كل الصور التي نراها بالاعلام، وما نسمع من قصص تؤكد انهم غير خائفين وغير عابئين بكورونا، تجمعات بشرية مرعبة أمام الصرافات ووسائل النقل والافران.. صور اناس تلهث كل وراء همه دون ادنى وسائل الوقاية من الفيروس” كمامات وقفازات”. هناك في الريف تنتقل الاسر وتختلط بعضها بالاخر، طقوس وزيارات، وجلسات في الطبيعة مازالت مستمرة كما هي، كما قبل كورونا، فالقناعة ان كورنا لن يعرف طريقا الى تلك الاجواء النقية النظيفة الساحرة، قناعة مدعومة بايمانهم بالقضاء والقدر” ما حدا بيموت قبل ساعته”.
يحملون شهادات علمية كبيرة، يتمتعون بذكاء، يمتازون بانهم جيران البحر، الذي كان وعبر التاريخ طريقا رئيسا لقدوم الحضارات الى أراضيهم، وسببا في اختلاطهم بشعوب الارض الاخرى، بواسطة التجارة.. اذا فلما لايكترثون، حتى أن ادنى انواع الحذر من الخطر القادم ليس في قاموسهم. من الواضح أن ان الفيروس قسم المجتمع السوري بشكل عام الى ثلاثة أقسام رئيسيين، وثالث وسط ولو بشكل قليل، فئة شدديدة الحذر والحيطة، وفئة غير مهتمة أبدا لا حذر ولاحيطة، ووكل له فلسفته في ذلك، لتتراوح تلك الفلسفة بين ” درهم وقاية خير من قنطار علاج” وبين ” قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا”، وفئة ثالثة تأخذ من كلا الفلسفتين قليلا من الحذر والحيطةوقليلا من اللامبلاة ولكن مع انقشاع هذه العتمة، وذلك الرعب الاسود لاحقا، من سيكون الخاسر الاكبر..
من احتاط وقتل الوقت وقتله بصراع لاجل الحياة، أم من تابع حياته تاركا خلفه كل التحذيرات والاحتياطات، طبعا عدا مسالة النظافة الشخصية والتي تعتبر فطرة وطبيعة لدى الجميع، ليبقى ابناء الحي الواحد يجتمعون في جلسات السمر، وابناء البناء الواحد في زيارات فيما بينهم و وكأن شيئا لم يكن .
في المطلق لا اعتراض على الحريات الشخصية، الا أن الوضع في زمن كورونا يختلف تماما، فلا حرية شخصية عندما تكون سببا في تعريض المجموعة للخطر، فتجمع هنا ولقاء هناك قد يكون سببا في توليد الخطر العام، و نشر الموت بين الجميع.
نحن أمام الموت، وقدسية الحياة لسنا أحرارا، حياتنا وحياة الاخرين مسؤولية كبير، وليست “لعبة ورق- فتت لعبت”، لسنا في امتحان فردي، اذا رسب احدنا سقط وحده، هو امتحان جامع بورقة امتحانية واحدة، العلامة فيها تكون شاملة باسفل الورقة الامتحانية..
فاما نتيجة:” كنتم ممتازين بالحفاظ على الصحة أغلى الكنوز، أو تم خروجكم من فوق الارض لتكونوا من السكان تحت ترابها”. ونعود لفلسفة الفئات الثلاثة فمن الخاسر ومن الرابح .. وهل من الضروري أن تكون فقدهم للحياة ثمنا لمعرفة ذلك، أم نقول للجميع ” اعقلها وتوكل”.
# سفيربرس ـ بقلم : صبا أحمد يوسف
 
إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *