إعلان
إعلان

كتب ناصر قنديل… هل هناك ربط نزاع
 أميركيّ ـ إيراني يظلل العراق؟
ماذا عن فرص مماثلة للبنان؟

#سفيربرس

إعلان

 لا يمكن اعتبار القرار الأميركيّ بتمديد الاستثناء الممنوحللحكومة العراقية من العقوبات الأميركية لقاء السماح لهاباستجرار الكهرباء والغاز من إيران، شأناً ثانوياً، لو كانتالمناخات تذهب بين واشنطن وطهران للتصعيد، وإذا أضفنالهذا القرار الصيغة التي ولد فيها تكليف مدير المخابراتمصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد لقاء معرئيس مجلس الأمن القومي الإيراني الجنرال علي شامخاني،ثم بتسميته من ائتلاف البناء وتكتل الفتح كقوة رئيسية فيمحور المقاومة، وكيف تمّت تسوية خلاف الكاظمي مع كتائبحزب الله، وكيف أوقفت الكتائب عملياتها ضد الأميركيين، لابدّ من أن نلحظ أن العراق الذي كان مرشحاً لتشكيل ساحةالاشتباك الرئيسي بين إيران وأميركا بعد اغتيال القائدينقاسم سليماني وأبي مهدي المهندس، تحول إلى ساحة ربطنزاع رئيسيّة في زمن كورونا.

– الكاظمي كجسر يربط العلاقات الأميركية الإيرانية في زمنحكومة حيدر العبادي، ليس محسوباً كرجل أميركا ولا كرجلإيران، بقدر ما هو رجل الواقعية السياسية في العراق بنظرالكثيرين الذين يعتبرون أن الحكومة التي يشتغل عليها لاتستمدّ قيمتها من تركيبتها، بل من موقع الكاظمي وضماناتهلقوى المقاومة من جهة، وعدم تشكيل اسمه تحدياً للأميركيينمن جهة موازيةوهو في هذا يشبه في كثير من الجوانبالرئيس حسان دياب الذي لم يأت من شخصيات قوى الثامنمن آذار، رغم تكليفه بتسمية من غالبية نيابية معلومةالسياساتوالسؤال الذي يطرحه فضول البحث عن الفرص،هوهل يملك لبنان فرصة مماثلة مع حكومة الرئيس دياب،بالحصول على عائدات ربط نزاع إيراني أميركي، يمنحه بعضفرص التنفس؟

– في الظاهر تبدو القوى الحليفة لواشنطن في حالالاستعداد لمواجهة حكومة الرئيس دياب، وهي تشحذسكاكينها طائفياً ومذهبياً، وكثيرون يتحدثون عن أمر عملياتأميركي بالتصعيد مستندين إلى جولات السفيرة الأميركية،لكن هذه الجولات حطّت رحالها في دارة رئيس التيار الوطنيالحر، وليس ما يوحي بقرار أميركي تصعيدي بمقدار ما يبدوالأمر، تعويضاً أميركياً بالحركة والنصائح والتدخلات عنالعجز عن مواصلة المواجهة في المنطقةوربما يكون ذلكتعبيراً عن قلق من نيات تصعيدية على مستوى الحكم فيلبنان، لفرض تركيبة في مراكز الدولة المفصلية من لون أشدّبعداً عن الأميركيين وقرباً من المقاومة وحلفائها، وليس بعيداًأيضاً أن يكون ذعر حلفاء واشنطن من الاستهداف تحتعنوان مكافحة الفساد، قد وقع عند الأميركيين في دائرةالاختبار، لكن لا شيء يُوحي بنيات تصعيد أميركية بوجهالمقاومة، كما لا شيء يوحي باستعداد أميركي لتقديم أيشيء لحكومة الرئيس حسان دياب.

– السؤال قد يبدو غريباً، لكن المنطق يستدعي طرحه، طالماأن العراق أهم من لبنان للأميركيين، وطالما أنهم هناكعسكرياً، ورغم ذلك وافقوا للحكومة على استجرار الكهرباءوالغاز من إيران، ولو لم يكن العراق بلداً منتجاً للنفط واحتاجنفطاً إيرانياً لوافقوا له على استجرار النفط، بينما بالمقابلفإن لبنان يحتاج الكهرباء والنفط وتعرضهما عليه إيرانبتمويل ميسّر، ومقسّط وبأسعار مخفضة، ويشكلان فيفاتورته بالعملات الصعبة نسبة نصف النزيف غير القابلللاستغناء عنه، فلم لا تجرب الحكومة مخاطبة الحكومةالأميركية طلباً لاستثناء مشابه للاستثناء العراقيوثمة مَنتحدث أمامي من الدبلوماسيين أنه لو فعل لبنان ذلك لحصلعلى الاستثناء بالمثل لما حصل عليه العراق!

#سفيربرس _ بقلم:  ناصر قنديل _رئيس تحرير البناء 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *