إعلان
إعلان

مبدعون ولكن… بقلم :صبا أحمد يوسف

#سفيربرس

إعلان

يقولون أن اليد الواحدة لا تصفق وحدها، فكيف باليد التي قطعت اصابعها،
وتفرقت عن باقي الأيادي الأخرى في شتات الأرض….. لن أكون مع أو ضد،
انا مع الوسطية في موضوع حساس، وأحد أعمدة الثقافة والفن في سورية..
وهو الدراما التلفزيونية السورية وكل رفاقها من سينما و مسرح وو
أتذكر الطلب المشروع والمحق للأساتذه الاعلاميين في جريدتنا المحترمة
والعريقة، خلال اجتماعاتنا الدورية بين المحررين وهيئة التحرير، طلبهم
بمواد مبدعة وخلاقة ومميزة، هذا عملنا وهو من حقوق المؤسسة لمن يعمل
بها من صحفيين، لهم عمرا وتجربة طويلة.. ولكن ثمة صوت يرد على
صاحب الطلب ( وهو منا وفينا ويعيش ويعاني ذات المعاناة التي نعانيها)
كيف يمكن الإبداع، وتأمين لقمة العيش يؤرق أيامنا ليلا نهارا، والراتب لا
يكفي بالتنقل بوسائط نقل سريعة، تحفظ لنا كرامتنا خلال ذهابنا للعمل
وعودتنا منه، أو الذهاب لجمع المعلومات، ومواعيد العمل، فجميعها يحتاج
لذهن صاف، وجيوب مليئة بالمال، أو تستر وتكفي للماكل والمشرب.
الشعب السوري بكل شرائحه تأثر بظروف البلد، وبتداعيات الحرب الإرهابية
عليه، والحصار الاقتصادي الغربي الجائر ضده .. لا نتحدث عن مؤسسات و شركات
الإنتاج الفني الخاصة المتخمة بالمال، ويعرف أصحابها من أين تؤكل الكتف، ولا
عن أثرياء البلد حد التخمة …..
نتحدث عن الشعب الحقيقي، بخلاف ما ذكرنا سابقا.. ومنهم كاتب الدراما
والممثل والفني، وصانع الكلمة والنوطة الموسيقية وو( هل ابالغ؟؟….. لا أظن
ذلك) .. نحن لا يمكننا الإبداع والقلق يغفو على وسائدنا، لا نبدع والألم
يعتصرنا ليخرج دموعا من دماء في المقل، نحن لانبدع والفقر والقهر يسلط
سكينه على رقابنا….نحن الشعب …نحن الوطن
أليست الدراما التلفزيونة بشخوصها جزء من الـ”نحن” في الوطن.. وقد يقول
قائل إن الألم والقهر والجوع (اي الازمات) تخلق الإبداع والمبدعين، وكبار
العمالقة في العالم عاشوا ظروفا معيشية قاسية.. ونحن نقول ايضا هؤلاء
رحلوا وجاء من يخرج درر أعمالهم ويقبض الثمن.
وبين هذا وذاك ورغم كل الظروف فإن درامانا بخير رغم الظروف الصعبة
التي يمر بها البلد، وفي ظل تبعثر مبدعيها وانتشارهم في بلاد الارض.. ليبقى
الإعتقاد أنه لو عادت الاسرة الفنية الدرامية لتعيد تشكيل تلك الدائرة
المتوهجة.. دائرة الإبداع، مع البحث عن كتّاب دراما.. من أولئك الذين
يكتبون ويسطرون انتاجهم على رفوف في غرف نومهم، وتحت أسرتهم لانهم
ببساطة لا يعلمون الى أين يتوجهون، واذا ما رأوا طريقا من بعيد يخالونه
الطريق الصحيح للوصول بعصارة جهدهم ونصوصهم ، ليكتشفوا لاحقا أنه ليس
سوى سرابا أتذكر أنني يوما ما أردت أن أوصل نصا دراميا لكاتبة غير معروفة، وبرأي
النص المكتوب أكثر من جيد جدا، لجهة ما صديقة للمساعدة، كان أول سؤال سئل ؟؟
“هل هي جميلة ……. هل الكاتبة” جميلة؟؟!.
السؤال ما الفرق إن كانت جميلة، فهل سيضاء النص بجمالها، وإن كان
العكس هل سيغرقه بالفشل والظلام؟؟!!. ولكن للأسف كلنا نعرف لماذا ……
بالمختصر المفيد..تعقيدات وعوائق وعلاقات خاصة وشللية، تطبق جميعها
على عنق الزجاجة التي يتخمر الإبداع في قاعها.. وأخشى أن يتحلل ويصبح
بلا قيمة مع مرور الوقت.

#سفيربرس ـ بقلم : صبا أحمد يوسف

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *