إعلان
إعلان

كتب ناصر قنديل….هل عاد بومبيو إلى نصائح فيلتمان ودعوة لومير؟

#سفيربرس

إعلان

– قبل تسعة شهور وغداة انتفاضة 17 تشرين الأول،استمعت لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي إلى السفيرالسابق جيفري فيلتمان في مداخلة مطوّلة، وكان أبرز ما وردفيها دعوة فيلتمان للاستثمار على الانتفاضة وتزخيمها كفرصةيمكن لها أن تخدم السياسات الأميركية في لبنان والمنطقة،على قاعدة أن الأزمة المالية والاقتصادية مستمرةومتصاعدة وهي في جزء منها ثمرة العقوبات الأميركية،بهدف محاصرة حزب الله كعنوان للمقاومة بوجه كيانالاحتلال، لكن فيلتمان وضع ضوابط لهذا الاستثمار علىالأزمة والانتفاضة معاً، أولها عدم المبالغة بتحميلهما أوزارمهام فوق طاقتهما، كطرح مستقبل سلاح المقاومة فيالتداول، وبالتالي الدعوة للتواضع في رسم السقف الذي يمكنللأزمة والانتفاضة أن تخدمه على هذا الطريق، وحصرهبمحاصرة وإضعاف التيار الوطني الحر كحليف للحزبوالمقاومة، ساهم بتوفير مظلة وطنية لهما، ومنحهما منموقع وجوده في رئاسة الجمهورية مقداراً أعلى من الشرعية،رابطاً صرف رصيد هذا الاستهداف بالانتخابات النيابيةالمقبلة وليس المبكرةالضابط الثاني الذي وضعه فيلتمانكان عدم المبالغة بالضغط المالي بالتوازي مع عدم المبالغةبالتوقعات، لأن المزيد من الضغط المالي قد يؤدي لانهيار غيرمحمود العواقب، والمزيد من الضغط قد يفتح أبواباً يصعبإغلاقها لاحقاً كاستحضار روسيا والصين، وتكامل دولالمشرق وصولاً إلى إيرانوالضابط الثالث كان الدعوة لوضعالاستعداد لتمويل لبنان على الطاولة، مستذكراً أن حجم كلديون لبنان الخارجية أقل من كلفة سنة واحدة تنفقهاالسعودية على حربها في اليمنوالضابط الرابع هو عدموضوع شروط سياسية تتصل بحضور حزب الله مقابل هذاالتمويل، بل حصر الشروط بطلب الإصلاحات التي وردت فيمؤتمر سيدر.

– قبل ستة شهور عقد في الرياض اجتماع افتراضي لوزراءمالية الدول المشاركة في قمة العشرين، التي تترأسالسعودية دورتها هذه المرة، وتكلم في الاجتماع وزير ماليةفرنسا برونو لومير، وقال إن “فرنسا مستعدّة لدعم لبنان مالياً،في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف»، ونقلت وكالة “رويترزعن لومير تحذيره في نهاية الاجتماع من “خلط التعافيالاقتصادي في لبنان مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدةلمواجهة إيران في المنطقة، وتابع: “نعرف أن ثمة روابط بينالمسألتين، لكننا لا نريد خلط قضية التعافي الاقتصادي فيلبنان، وهو اليوم في حالة طوارئ واضحة، مع مسألة إيران”.

– رفضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ممثلةخصوصاً بوزير الخارجية مايك بومبيو، الإصغاء لصوتيفيلتمان ولومير، وحددت إطاراً لتعاملها مع الوضع في لبنانبما أسماه بومبيو ومعاونه ديفيد شينكر بالضغط الأقصى،ووضع المقابل على الطاولة وهو تحجيم حزب الله وصولاًلانتزاع تنازل من الدولة اللبنانية في ملف ترسيم الحدودالبحرية بقبول خط الترسيم الذي اقترحه المبعوث الأميركيفريدريك هوف، وكان شينكر صريحاً بقوله، أنتم في معاناةكبيرة ولديكم ثروات واعدة في الغاز في البحر حولها نزاع معإسرائيل” وقد قدمنا لكم تصوراً للحل ومن مصلحتكم أنتقبلوا هذا التصوروجاء تفعيل قانون قيصر للعقوبات علىسورية، ليضيف للضغط الأقصى مزيداً من الضغط على لبنان،وحدد جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسوريةسقف المطلوب للتراجع، أسوة بما فعله شينكر، قائلاً إنحكومته تريد العودة إلى العام 2011، فتسلم بانتصار الرئيسالسوري، مقابل أن تخرج قواتها من سورية ويخرج بالمثلحزب الله وإيران منها.

– المطلبان يعنيان أمن ومصالح كيان الاحتلال، ولا علاقةلهما بالملفات الإصلاحية التي تحدث عنها سيدر، كما دعافيلتمان، ويمثلان الحد الأقصى من الربط بين الأزمة اللبنانيةوالمواجهة الأميركية مع طهران، كما حذر لومير، والعنوانطلب أمن “إسرائيل” ومصالحها من حزب الله، فخرج الأمينالعام لحزب الله بمعادلته الشهيرة، أنت تخيّرني بين الجوعوالقتل، فلن نجوع وسنقتلك سنقتلك سنقتلك، ومنذ ذلكالإعلان، بدا أن المقاومة وضعت للجهوزيّة ترتيباتها وبنوكأهدافها، وأعقبتها بوضع أطروحة التوجه شرقاً على الطاولة،من المشتقات النفطية الإيرانية مقابل الليرة اللبنانية، إلىالبوابة العراقية كبلد نفطي وسوق استهلاك، والتكامل السلعيالغذائي والاستهلاكي مع سورية، وصولاً لطرح حزمة مشاريعللتعاون مع الصين، وانتهاء بالإعلان عن الجهاد الزراعيوالصناعي.

– تراجع بومبيو وتراجعت سفيرته، ولم يعُد تغيير الحكومةمطلباً، وبات الحديث عن مساعدات للبنان مقابل الإصلاحات.وبدأ الحديث عن دول خليجية ستضع ودائع بالدولار لدىمصرف لبنان، بعد حصولها على إشارات أميركية، وزارتالسفيرة الأميركية السراي الحكومي لتناول طعام الغداء معرئيس الحكومة الذي دعت لاستبداله بالموظف الذي رفضرئيس الحكومة إعادة تعيينه نائباً لحاكم المصرف المركزي،وبعدما كانت السفيرة تقول إن التفاوض على الحدود البحريةمجمّد بانتظار تلقي موافقة لبنانية على خط هوف، بادرتلزيارة رئيس مجلس النواب لتستمع إلى شروط لبنانلاستئناف التفاوض وتعد بنقلها ودراستها للعودة مجدداً..

– معادلة الردع في المواجهة المالية بدأت تتشكل أسوة بماجرى في معادلات الميدان، التي يبدو أن ما فيها من بنكأهداف قد تسبب بالقلق لبومبيو وإدارته في واشنطن، بمثل ماتسبب الذعر في تل أبيب.

#سفيربرس _ بقلم:  ناصر قنديل _رئيس تحرير البناء

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *