إعلان
إعلان

ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية ـ بقلم : فراس علي

#سفيربرس

إعلان

ما الذي سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية بالنسبة إلى منطقتنا منطقة الشرق الأوسط فهناك من يتوقع أن التسوية الكبرى في المنطقة قادمة بعد الانتخابات، من إيران إلى سورية إلى لبنان.

مخطئ من يتوقع أن هناك انفراجة بعد الانتخابات الأمريكية فلا فرق بين ترامب أو بايدن ولا ننسى أن كلا المرشحين ملتزم بأمن إسرائيل.

بالنسبة إلى إيران
إن التسوية مع إيران ستخفف من حدة الصراع في المنطقة وستنعكس إيجاباً على العراق وسورية ولبنان لكن هل فعلاً هذا ما سيحدث؟
بايدن وترامب متفقان على أن إيران قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة ولا يجب السماح لها بامتلاك أسلحة نووية. انسحاب ترامب من الاتفاق النووي كان من ضمن وعوده الانتخابية 2016 وبالفعل انسحب من الاتفاق عام 2018 وتبنى استراتيجية الضغوط القصوى ضد إيران للحد من سياستها المزعزعة للأمن في المنطقة فإدارة ترامب اعتقدت بأن الضغوط القصوى ستؤدي إلى تغيير النظام في إيران نتيجة تصاعد حركة الاحتجاجات في الشارع الإيراني لكن هذا لم يحصل بل تشبثت إيران بمواقفها. وأعلن ترامب مؤخراً أنه في حال فوزه بالانتخابات سيبرم اتفاقاً مع إيران بغضون شهر وبشروط أفضل للطرفين، لكن كما نعلم أنه يريد اتفاقاً مع إيران لكن بشروط أفضل لإسرائيل ولضمان أمنها فأمريكا ملتزمة بأمن إسرائيل بالمطلق. أما بالنسبة لبايدن فهو تعهد بالعودة إلى الاتفاق إذا عادت إيران للامتثال ببنوده ثانيةً ففي آب 2019 في تصريحات له أمام مجلس العلاقات الخارجية قال” إذا عادت إيران للامتثال بالتزاماتها النووية فإنني سأعود مجدداً لخطة العمل الشاملة المشتركة(الاتفاق النووي) وسأستخدمها كنقطة للانطلاق في مواجهة تصرفات طهران الخبيثة الأخرى في المنطقة” كما أنه دعا إلى تخفيف العقوبات عن إيران في ظل جائحة كورونا، فهو كان من مؤيدي الاتفاق النووي كونه كان نائباً لأوباما في تلك الفترة 2015 وسيكون موضوع التفاوض هو أنشطة إيران المزعزعة لاسيما دعمها لحركات المقاومة، من هذا الملخص لا يوجد فرق بين ترامب وبايدن فكلا الطرفين سيعودان إلى إبرام الاتفاقات مع إيران وهذا ما لا يحبذه الكيان الإسرائيلي الذي يدعو إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران، لكن الفرق هو في التكتيك فالأول يستمر في فرض العقوبات ويدعو إلى اتفاق جديد والثاني يدعو إلى تخفيف العقوبات والعودة إلى الاتفاق ومن ثم تعديله، والغرض النهائي هو ضمان أمن إسرائيل أولاً وأخيراً.

بالنسبة إلى سورية
قرار ترامب بالانسحاب من سورية 2018 قوبل بمعارضة واسعة في الداخل الأمريكي فبحسب رأيه إن أمريكا لن تلعب دور شرطي العالم وأن دول المنطقة عليها أن تتعامل مع الأمر بنفسها فهو يرى أن تدّخل بلاده في الشرق الأوسط كان أسوأ القرارات، لذلك فقد تم مؤخراً وضع أليات لتخفيض عدد القوات الأمريكية في العراق ولم يطرأ أي تغيير على وضع القوات الأمريكية في سورية بل إنها في تزايد. إن الاعتراض على الانسحاب من سورية لم يكن من الداخل الأمريكي فقط بل كان اعتراضاً إسرائيلياً في الأساس لكي تبقى سورية بين فكي كماشة أمريكا في الشرق وأقصى الشمال الشرقي وإسرائيل في الجنوب بالإضافة إلى الاحتلال التركي في الشمال ريثما يتم تمرير صفقة القرن، بمعنى آخر إن ترامب مؤيد تماماً للانسحاب الأمريكي من المنطقة لكن بقاء القوات الأمريكية في سورية هو مطلب إسرائيلي أي أن أمن إسرائيل يتقدم على رغبة الرئيس الأمريكي بالانسحاب. في المقابل إن بايدن مؤيد لاستمرار الوجود الأمريكي في المنطقة والانخراط الفاعل في أزماتها، إن بايدن يميل إلى استمرار الوجود العسكري في المنطقة لكن بأعداد محدودة لمحاربة بقايا تنظيم داعش في العراق والانخراط أكثر في الأزمة السورية. إذاً لا أعتقد بأن شيئاً سيتغير بعد الانتخابات الأمريكية فترامب ملتزم بأمن إسرائيل لذلك يبقي قواته في سورية رغم رغبته بالانسحاب كما وأن بايدن مؤيد للبقاء العسكري الأمريكي في المنطقة.

بالنسبة إلى لبنان
انهيار اقتصادي وعدم القدرة على تشكيل الحكومة. في الداخل اللبناني هناك من ينتظر التسوية المرتقبة بعد الانتخابات الأمريكية معتقدين بحسب التحليلات أن التسوية الأمريكية الإيرانية ستلقي بظلالها على لبنان وستحل جميع المشكلات لأن الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن منشغلة بالانتخابات وبغض النظر عن الفائز بهذه الانتخابات، لكن ما الذي يمكن أن نستنتجه من هذه التحليلات هل نحن مقبلون على تنازلات وما هي هذه التنازلات؟ هل ستتوقف إيران عن دعم المقاومة؟ أو أن حزب الله سيقدم التنازلات في الداخل اللبناني ويتخلى عن المشاركة في الحكم أو يسلّم سلاحه؟ من المؤكد أن هذا لن يحدث، إن لبنان في المخطط الصهيوأمريكي كما أرى يجب أن يبقى في حالة نزاع وصراع وأن يدخل في حرب أهلية تنهك القوى اللبنانية وتستنزف حزب الله لتسهل السيطرة على لبنان، فقد خرج علينا وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو بنظرية إشعال لبنان ووضع اليد عليه، وذلك من أجل التخلص من المقاومة للحفاظ على أمن إسرائيل. إن ما يعاني منه لبنان ليس سببه وجود المقاومة بل النظام الطائفي ونظام المحاصصة القائم في لبنان بالإضافة إلى الفساد المستشري في مفاضل الدولة.

سواءً ترامب أو بايدن، جمهوري أو ديمقراطي، يرغب بالانسحاب من المنطقة أو مؤيد للبقاء العسكري في المنطقة، لا يهم فالمهم هو أمن الكيان الإسرائيلي في المنطقة والتزام الدولة العميقة في أمريكا بأمن الكيان إضافة إلى لعبة التوازنات الدولية فالاختلاف ليس في السياسة العامة لأمريكا بل في أدوات تنفيذ هذه السياسة. لا يمكن أن نقول إن هناك تسوية كبرى في المنطقة وأن أوضاع المنطقة في طريقها إلى الحل مادام أمن الكيان الإسرائيلي في مقدمة أولويات الدولة العميقة في أمريكا بالإضافة إلى عدة ملفات تهم هذه الدولة العميقة، الصين ومشروع الحزام والطريق، روسيا ومشروع التعددية القطبية، منابع الغاز وعقدة أنابيب نقل الطاقة، أردوغان والمشروع العثمانوي الجديد.
بعد الانتخابات الأمريكية ندخل من جديد في مشروع إعادة تركيب وترتيب الشرق الأوسط والذي يحتاج إلى سنوات وليس بين ليلة وضحاها. لكن في حال دخلت أمريكا بعد الانتخابات في حال من الفوضى والفراغ سنكون أمام خيارين إما انسحاب أمريكي من المنطقة أو تجميد كامل الملفات في المنطقة.

#سفيربرس ـ ـ بقلم : فراس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *