كتبت ماجدة البدر ـ روح أبي جلال تحلق في فرع دمشق
#سفيربرس

تقاس المجتمعات والشعوب والأمم بما تقدمه للحضارة الإنسانية من إبداعات وإنجازات، تسهم في ازدهار ونماء البشرية والإنسانية وتطورها، ودفع عجلة التقدم والنماء، تلك هي طبيعة التجربة الأدبية والثقافية الإنسانية الفذة، لذلك تسعى جميع المجتمعات إلى تشجيع المواهب الأدبية والثقافية والعلمية، وتقدم لها جميع التسهيلات للإنجاز، وليستطيع أن يكتب اسمها بماء الذهب في صفحة التاريخ، وما تكريم الأديب والمبدع في حياته إلا تحريضاً صريحاً على التميّز والتفوق وتحفيزاً على البذل والإصرار والإخلاص ودعوة صادقة للجميع للاستمرار في هذا الطريق وبذل الجهد الكبير وتحفيز الطاقات لمواصلة العطاء والإنجاز..
فقدت الساحة الأدبية والثقافية في الآونة الأخيرة العديد من أدبائها وشعرائها ومثقفيها الذين كان لهم دورٌ مميز في الساحة الأدبية ولهم عطاءاتهم وإبداعاتهم، وتمر في هذا اليوم (15/12/2019) ذكرى وفاة قامة من القامات وهو الأديب الفلسطيني أحمد جميل الحسن عن عمر يناهز 62 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض..
وفي هذه المناسبة أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره الكائن بدمشق وبحضور هيئة الفرع، د.محمد الحوراني، رئيس الفرع، د.إبراهيم زعرور، أمين السر، د.إبراهيم سعيد، أمين الصندوق، وذلك بالتعاون مع عائلة الراحل أحمد جميل الحسن، (حوارية مفتوحة في الذكرى السنوية الأولى لرحيله لاستذكار مآثره ومناقبه ومنجزه الإبداعي)، شارك فيها جمهور واسع من المثقفين والأدباء الذين أشادوا بمنجزات الراحل، وأثنوا عليها وتحدثوا عن تجربتهم الأدبية معه.
الفعالية من إعداد وحوار الإعلامي أ.ملهم الصالح
الذي قدم ملخصاً عن سيرة حياة الراحل:
قاص وروائي فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
أمين سر جمعية القصة (2003-2005)
مقرر جمعية القصة (2001- وحتى وفاته)
فاز بجائزة:
– القدس للإبداع – الجائزة الثالثة في القصة القصيرة 2001
– اتحاد الكتاب العرب – الجائزة الأولى – ريف دمشق 2004.
– الزباء – المرتبة الثانية 2005.
صدر له:
1 – الزواج والموت في الأغنية الشعبية الفلسطينية 2001.
2 – انكفاء – المجموعة القصصية الأولى 2004.
3 – أيا فيلا – روايته الأولى 2004.
4 – شيء من الحزن – مجموعته القصصية الثانية 2006.
5 – الغريبة روايته الثانية 2010.
***
في البداية تم عرض ريبورتاج مهم لخص فيه التكريم الذي قامت به وزارة الثقافة للأديب والذي حضره الراحل، واستلم درع التكريم، وكان فرحاً جداً به.
*جلال أحمد جميل الحسن: (ابن الفقيد) (من خلال الشاشة الإلكترونية)
(السلام عليكم، أبدأ كلمتي بالدعاء للرحمة والمغفرة لوالدي، وأتوجه بالشكر لكل الحضور، والدي أحمد جميل الحسن هو ذاك الأب الحنون، والمعلم اللين الحازم، والصديق، لم تغيره السنون، ولد في إحدى قرى مدينة جنين وعاش فيها حتى العاشرة من عمره، حيث عاش النكسة، وهجر ومجموعة من العائلات إلى الأردن، ولم يمكث فيها كثيراً، حتى انتقل مع الأهل إلى سورية، وسكن في مخيم اليرموك، والتحق بجامعة دمشق – الحقوق، وتخرج منها. ولكن حبه لفلسطين جعله يلتحق بصفوف المقاتلين، وقاتل من أجل تحريرها، ولكنه أصيب في إحدى المعارك، والدي أحمد جميل الحسن، ربانا تربية صالحة علمنا القيم والمبادئ والأخلاق الحسنة، واحترام آراء الآخرين، اتجه إلى الاهتمام بالأدب والمطالعة والقراءة، وكرس لها معظم وقته، حيث بدأ مشواره مع القصة القصيرة والرواية، كتب مجموعة من المجموعات القصصية والروايات، وعدد كبير من المقالات والدراسات المنشورة في الصحف المحلية، ولكن المرض حال دون إكمال مسيرته، لروحه الرحمة.
في البداية : تحدث د.إبراهيم زعرور:(كاتب – أستاذ جامعي)
(هو الموت، وهو الحق، ولكنه الحق المكروه، وما نفعله اليوم هو قيمة إنسانية تعيش في وجداننا وضمائرنا أن نكون أوفياء لمن نحب ونحترم، ونقدر، خاصة لمثل الراحل الأخ والصديق والعزيز أحمد جميل الحسن، نحن وأهله وزملاؤه وأصدقاؤه، ومحبيه، نفتقدك لكن روحك تعيش معنا..
*سمير عدنان المطرود:(كاتب –ومخرج مسرحي): لروح من جمعنا اليوم الرحمة السلام والخلود لأدبه، كان يكتب دائماً بالدم.. يكتب دائماً لفلسطين… علاقتي معه بدأت منذ زمن .. حيث كان يقيم في منطقة تقع جنوب دمشق تدعى الحجر الأسود، وكان ثمة بيت بسيط، على سطحه كم هائل من الحب، يتوزع في أوقات معينة، كثر ارتادوا هذا المكان، حيث أطلق الثلاثاء الثقافي أول مرة، قبل أن يأتي لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، في منزله البسيط، في منطقة الحجر الأسود، انطلق الملتقى الثقافي الذي أسسه مليئاً بالحب والنقد والرواية والقصة وغيرها.. اجتمع روادها وتناقشوا في أمورها وقضاياها..
بدأت علاقته معي منذ فترة طويلة، وسأترحم على كل من رافقنا .. باسم عبدو، خليل الموسى، يوسف الأبطح، يوسف اليوسف، ماجد أبو ماضي…
فعندما تمرُّ بهذا المكان تشعر بالصدق.. لقد عاش أحمد جميل الحسن، نكبة فلسطين والتهجير،.. حيث كانت الأولى التهجير من فلسطين، وقيض لي أن أعيش معه النكبة الثانية حين هجرنا (هو من منطقة الحجر الأسود)، و(أنا من منطقة عدرا العمالية)، حيث سكنا في منطقة نهر عيشة، وكنا نلتقي العديد من الأدباء الذين أقاموا معنا في هذا المنطقة، المرض صعبٌ وقاسٍ وموحش، والأصعب إحساسك بالاغتراب والتهجير وأنت في موطنك الأصلي خلال هذه اللحظات كانت الكتابة عن هذه الأزمة تدفعنا للتكافل والتماسك..
أحمد جميل الحسن… كاتب مكافح.. عمل ونحت بالصخر.. صقلته قسوة الحياة التي عاشها فجعلت منه أديباً..مبدعاً ..
*رياض طبرة(صحفي)
يعزُّ عليَّ التحدث عن صديقي العزيز أحمد جميل الحسن، جميل حاضر في كل حراك ثقافي في أي مكان.. وخصوصاً في المراكز الثقافية… هو رجل مكافح، عمل بجد، حتى إنَّه أسس في بيته ملتقىً ثقافي مهم جداً، جمع مجموعة كبيرة من الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين، وانطلقت منه أسماء كبيرة ومهمة في تاريخ الأدب …
هو رجل عصامي بكل معنى الكلمة، وكثيرون رحلوا وهم يستحقون التكريم، ولكن المحبة في قلوبنا تبقى لهذا الرجل الرائع…
*رسلان عودة:
للأديب الفضل الكبير علي.. فلقد انطلقت من بيته..
أحمد جميل الحسن اختصر حياته بكلمة. وهو من الذين التزموا كلمتهم وعقيدتهم… كان ملتقى الثلاثاء في بيته ورشة عمل حقيقية له ولأهل بيته ، هو شخص فاعل مندفع للحياة، هدفه الأول والأخير الثقافة أولاً وبعدها لا شيء..
عاش غريباً ومات غريباً..
*أيمن الحسن( قاص – روائي)
لا أميل للاحتفال على الطريقة التقليدية بذكر محاسن المتوفى، فككلنا سنموت، لأن الموت هو الحقيقة الساطعة في الحياة..
ماذا إذاً؛…
أحب أخذ العبرة ممن يرحلون، وماذا نستفيد من تذكرهم وما الذي يلقيه عليه هذا التذكر من مهام واجة، أما العبرة فأراها في هذا الحضور وهذا الإصرار من فرع دمشق على تذكر رجل قدم الكثير فلا أقل من أن نجلس في حضرته نتأمل وجوده الحاضر على الرغم من غيابه الجسدي
لقد تحول الرجل من بائع أحذية إلى كاتب له حضوره على الساحة الثقافية فلقد قاد اجتماعات وفعاليات جمعية القصة في اتحاد الكتاب الفلسطينيين لسنوات عديدة وفي أحلك الظروف وأقام المهرجانات والمسابقات، أراد وسعى فحقق بعض ما يصبو إليه، كتب مجموعة كتب تقدم في إبداعه ولكن لا تشعر أنه بدأ كبائع أحذية، أقام الأمسيات في بيته وبذخ عليها كان يحترم الجميع، ولا يعادي أحداً .. شارك في العديد من الأمسيات في المراكز الثقافية على مستوى القطر العربية السوري وشكل له ذلك صداقات هامة..
كان يفرح عندما ننجز أي منجز مهم وقدشجع الكثيرين فتعالوا وفاءً لذكراه نتخلص من أنانيتنا ما أمكن ونكون أصدقاء أوفياء فالساحة ا لثقافية مفتوحة للجميع..
*توفيقة خضور:
للكلمة سدنتها وفرسانها الذين وإن سحبت الحياة يدها من أيديهم فالنور يبقى نزيلهم وعاشقهم الذي يسري كنسغ الحياة في شرايين ذكراهم فتستمر متقدة .. حية … فياضة بالخلود .. فما أجدرنا وقد ترجل عن صهوة الدنيا صديقنا الأستاذ الفارس أحمد جميل الحسن أن نحافظ على شعلة ذكراه وقادة بكل أناقة النور إذ يعانق النور..
فالراحل الباقي أجاد عندما روى سيرة الكفاح الفلسطيني ومعاناة الشعب المبتلى بأبشع أنواع الاستعمار وأحظ ألوان البشر.. وأبدع عندما أ ضاء على التراث الشعبي الفلسطيني.. وحلّق في سموات الإبداع والأدب الراقي
وهو يقتطع من الحياة لقطات حية فريدة ليقصَّها بعذوبة أسلوبه المشبع بإنسانية كانت بعضُ روحه ولبوست حياته وأدبه فالمرحوم الأستاذ أحمد كان الإنسان النبيل الذي يعتنق الكرم في كل شيء، فالكرم في عرفه لا يجزأ، فهل لأحد من جميع معارفه أن ينسى بيته في الحجر الأسود الذي كان مشغلاً لإنتاج الأدب والنقد والصداقات الراقية.. فكم من أديب خرج من تحت جناحي ذاك المشغل وهل لأحد أن يتجاهل حسن استقبال الأستاذ أحمد لرواد مشغله وحسن ضيافته وإدارته لملتقى ما كان ليخبو لولا بطشُ يد الحرب العمياء غير أنه لم يترجل عن سدّة الفروسية حتى بعد توقف الملتقى أو المشغل فقد تابع مسيرته بنفس الوتيرة والطريقة من خلال اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين..
وتابع مسيرة الإيثار التي قلما نجدها في وسطنا الأدبي فكم نسّق مع المنابر الثقافية لنشاطات تستقطب الجميع كباراً أو مبتدئين، ويسارع إلى حضورها بغبطةِ سيِّد الكرم الأصيل الذي يُسعده العطاء فيشكر من كل قلبه مَنْ تقبّلَ عطاءَهُ … وهو ينسى نفسَهُ فمعظم الأمسيات التي يسعى لإقامتها لزملائه تخلو من اسمه..
فهل لخلق الإيثار هذا من شبيه..
رجل يجدر بنا أن نُفعل سجاياه وأعماله وإبداعاتِهِ؟..
لك النور يا أبا جلال.. ومن أرواحنا سلامُ لروحك…
*صالح هواري(شاعر، أستاذ متقاعد)
في هذه المناسبة، أنا أفتخر جداً بكوني أستاذ الراحل أحمد جميل الحسن، كان هذا الطالب مميزاً، ومشاغباً، ولكن مشاغبته كانت من النوع الراقي، فيه دهاء ليس سلبياً، لذلك عينته عريفاً للصف، كان أحمد من الطلاب النجباء، لفت نظري عندما كنت أقرأ مواضيع التعبير التي يكتبها للجمل والعبارات التي يستخدمها أثناء الكتابة، لقد امتلك الأدوات التي تؤهله أن يكون كاتباً في المستقبل.. بالإضافة إلى تفوقه في لعبة كرة القدم، التي ولدت لديه شرارة المقاومة.. كتبت عنه هذه الأبيات:
جمعية القصة / تقول في غصة/ قاسية هي المنية/ على رحيل المبدعين/ ماذا تقول الأزبكية/ يوم ثلوثاء الحزين/ يا أحمد الجميل/ عجلت في الرحيل/ ما أجملك تزين الجلسة/ بوردتين من حديثك الجميل/ ياليت أن الموت / أمهلك لتكمل استدارة الضوء/ عزاؤنا أنك في ضوء العيون ماتزال…
*د.عاطف البطرس: (كاتب وناقد)
الأدباء والكتاب لا يموتون يغادرون الحياة فقط، مايعيق ضميري أنني قلت ما أعرفه عن الفقيد الراحل في حفل تكريمه..
أحمد جميل الحسن .. أديب متميز، استطاع تحويل منزله البسيط إلى قصر للثقافة، وجمع في بيته أطياف مختلفة متنوعة..
كيف وزع الأدباءوالشعراء والمثقفين العرب في دمشق وريفها توزيعاً عادلاً رغم صعوبة هذه المهمة..
هي محطات تكثيف وتلخيص لعلاقة شخصية ربطتني بهذا الأديب المبدع في تجربتي المتواضعة في الكتابة..
رافقت أحد الأصدقاء لحضور الملتقى الثقافي الذي يقيمه في بيته، وفي أحد الأيام طلب مني المشاركة وإبداء الرأي الذي كنت أضمره، لأنني في حضرة أدباء كبار، وإذا به يساعدني لأتجاوز حاجز الخوف هذا، وأدلي برأيي بكل شجاعة، قدمني إلى الناس في الساحة الثقافية، وشجعني على الحضور والمشاركة في اتحاد الكتاب الفلسطينيين..
منذ سنوات أطلقت صيحة مهمة لجميع الأدباء والشعراء لمن يملك كلمة حلوة في حق أصدقائه أن يقولها وهم على قيد الحياة لأنهم بعد أن يموتوا لا معنى لهذه الكلمات ولا قيمة لها بالنسبة لمن قيلت فيهم أما بالنسبة إلى تاريخ الأدب تبقى هذه الكلمة محافظة على مكانتها وقيمتها
*د.غسان غنيم: (كاتب، أستاذ جامعي).
هو شخصية معطاءة طيبة، كان يكتب بكل ما أوتي من عفوية وتلقائية وصدق، لم يؤمن بكتابته بالخزعبلات تناول الموضوعات البسيطة التي تهم الناس العاديين، وحياتهم، وكان أهم موضوعاته المقاومة وفلسطين..
عرفني أبو جلال على مجموعة هائلة من الكتاب والأدباء الذين لهم الدور الفاعل في الساحة الأدبية..
وكانت منتداه على الرغم من بساطته وتلقائيته مليئاً بالعطاء.. لم يؤخر أي جهد يساهم في تقديم الجميل للناس، الحزن يمثل الوفاء.. ولكن جلستنا هذه تمثل كل الوفاء..
*أحمد علي هلال: (كاتب، ناقد).
لكل ما تفضلتم به ولكل ما تفضل به الأفاضل..
أحمد جميل الحسن..
يعاند ويجترح لشقه الإنساني..
هو جندي في مؤسسة الثقافة يحلم على طريقته لجمع الأعمال الكتابية التي أرجو للدرس النقدي أن يقف عليها..
كنت قارئاً لمجموعته الأخيرة التي صدرت عن الهيئة السورية للكتاب..
أحمد اليوم ليس محض غياب، بل الحضور المتوهج حاضر بمأثرته الإنسانية الجدير بالنقد أن يقف عند القيمة الإنسانية.. عند أحمد جميل الحسن…
*صبحي سعيد: (كاتب، شاعر)
عاصرت المرحوم وزرته في منزله، وحضرت العديد من الندوات، كشف الأدب بصدق روح منفتحة، عاش الأدب كقضية أساسية عشق الأدب وأعطاه من روحه، هو إنسان غائب جسداً،حاضرٌ روحاً، تنفس القضية وعاش ألمها ..
*كمال سحيم: (كاتب، شاعر).
صديقي أحمد جميل الحسن
الراحل الذي لفظته منظمة التحرير الفلسطينية ولم تعترف بفضل حراكه الثقافي ولم تتعامل معه بكامل وفائها المؤسسات الثقافية..
هذا الرجل ظاهرة لا تتكرر فيه من العنادة والكرامة ما تحتاجه فلسطين وأنا متوافق تماماً مع كل ما قيل عنك يا أبا جلال …
هو حالة نقية تبحث عن فلسطين
عمل بجد وكان يأتي متعباً متهالكاً من التعب، ويعود إليه نشاطه وألقه عندما يقترب موعد النشاط والمنتدى الأدبي الذي يقيمه في منزله..
*أيمن الحسن:
اسمحوا لي أن أقدم اقتراحاً .. لماذا لا تسمى القاعة في اتحاد الكتاب الفلسطينيين باسم الراحل، تكريماً وتقديراً لما قدمه لها من جهد وإبداع…
*خليفة عموري: (كاتب وشاعر)
روح أبي جلال بيننا ترفرف ..
أرى أن الكثير مما قيل ويقال عن مآثر الفقيد لا تفيه حقه…
قيمته أنه فدائي أضفى على الجو الثقافي الدمشقي عطراً.. مما أعطاه الحق بأن يتبوأ هذه المكانة الكبيرة في قلوبنا.. لم يغتر بالنجومية، كان بمثابة أخ لي.. يصرف من جيبه ليكمل مراسم الضيافة في الملتقى الذي يشرف عليه..
*نجوى هدبة: (كاتبة، شاعرة):
بدأت مداخلتها بالبكاء ..
لقد عرفت أحمد جميل الحسن عن طريق صديقي الشاعر صالح هواري، وصرت ألتقيه في الملتقيات والمراكز الثقافية، استمع إلى آرائه وأعمل بها، هو بمثابة أب، أخ، صديق، حنون، رؤوم، أسلوبه التشجيعي رائع، وكان كلما كتب كتاباً يهديني نسخة منه لأطلع عليه..
أبو جلال… الله معك…
*جمال قجة:(كاتب، شاعر)
الموت الحقيقة الكبرى المدججة بالانصياع.. كيف نواجه الموت ونحوله إلى منصة سلام وفرح..
ترك أثراً لن يزول ..
ما وجدته مرة يستصغر أحداً ..
أتاح طاولته الأدبية والمنبر للجميع..
أسماء عديدة كانت انطلاقتها من منتداه ومنبره…
ساعدها وأنهضها وأخذ بيدها..
*رضوان قاسم:(كاتب )
الرحمة لروح فقيدنا ..
استطاع من خلال منبره الثقافي أن يستقطب أسماء مهمة جداً، وصار لها دورٌ ثقافي مهم في الساحة الأدبية، كان يشعرك بأنك زميله، حتى أنه حين يسمع أي ضجة في القاعة، يقول: يا زملاء إن زميلكم يُلقي، فاستمعوا له..
كانت أمنيته أن يكرم وهو ع لى قيد الحياة، وقد قامت وزارة الثقافة مشكورة بذلك:
كتبت عنه هذه الأبيات:
أبكي غيابك لا أبكيك يا قمر
ظهر الثلاثاء قد أضحى لك حلكا
كيف الليل ينتصر..
(صهر الفقيد أحمد جميل الحسن).
ولد الفقيد الراحل 1958 في قضاء جنين
في عام 1967 لجأ إلى الأردن، وفي أيلول الأسود هاجر من الأردن إلى دمشق وترك بيته،شارك في القتال من أجل تحرير فلسطين مع الفصائل المقاتلة، وأصيب، أعاقته إصابته عن إكمال مسيرته القتالية، ولكن أتاح المجال ليبدأ النضال على جبهة أخرى، هي جبهة الأدب، وخرج منها منتصراً بما قدمه من عطاء رائع.
*فاطمة أبو شقرا ..
لقد كنت أيها الأديب الرائع الملاذ للعديد ضاقت بهم صدور نسائهم تعيد السكينة إلى حياتهم، والمياه العكرة إلى مجاريها..
هو إنسان عاصمي بنى نفسه بنفسه، واستطاع أن يحقق مكانته الأدبية بجهده وإبداعه.
اختتمت الفعالية بشكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بما يقام في فرع دمشق من فعاليات أدبية.
#سفيربرس ـ ماجدة البدر
