أم الأمجاد ..بقلم : د. غيداء حمدان

تعاندني الصعاب بغير علمِ…. فهي لا تَـدري بِـمِـقـدارِ عَـزمـي
وتَـحـسـبُ الأيام أنها مني…. أقوى وأن ستكسر مني عظمي
فقيد الحياة في يدي باقٍ … تُـراودني الـمَـنايـا في كُـلَّ يومِ
ماكلُّ من ذاق الموتَ ميتٌ… فقد ذُقــتُ لِـلمــوتِ كُـلَّ طَـعـمِ
أنا التي ما عرفت اليأس يوماً . اقبس النُّور من حالك العتمِ
فلا حنى ظلم الأُخوَّةِ ظهري … ولا زادَ كــيــدُ العِــدا هَــمّـي
نشأت و ما على الأرض سواي…. ربيعٌ يموجُ و غـيـثٌّ يَـهمي
فإذ أرخيتُ ضفائرَ حُســـني…. و ازدانَ جبيني بعـالي النجمِ
حار الجمال أين صار المسكنُ.. بعيني أم وجهي أم على فمي
على ناصيتي استكان  الزنبق… ولمَّ شعري ســابِـحَ الأنـجُــمِ
وغارت من حسني العاديات…. فَكِـدن لـي كـيـداً.. ولـم أُرْحَمِ
ولكـني ما أهـمـتني النـوائـبُ…. تعوّدَ الـبـدرُ صُـحـبـةَ ا لظُّـلَمِ
فـقـربـتُ إلي أهـلَ المُـروءة…. وأهـديـتُ عِـشقـي كُـلِّ مُـتيَّمِ
أروي القلوب من نبعِ حناني …. كَـما يروي بَردى  كُـلّ أَهـيَـمِ
وطرزت بقاني الدِما شرفي … هل أرفع من شرفٍ طُرِزَ بدم
ونقشتُ على الشعاع اسمي.. . حـتـى اسـتـقـرَّ فـوق الـقِـمَـمِ
تتغذى من عروقيَ الأمجادُ …. ما للأمـجـادِ غـيـريَ مــن أمِّ
راهنَ الصِّغارُ العابثين بعضَهم.. أنّ فجورهم سيحني لي هامي
ليســألـوا كتبَ التاريخِ عني… .لم يغفلِ التاريخُ عـن عـزائـمي
قد تكبو الأصايل في عَدْوِها… فَـمـا ذاك  لظـهـرِهـا بالقاصـمِ
يرتاح الـمُحـارب بعد جـهـدِه… و مـا هُــو أبــداً بالـمُـسـتـسـلمِ
إذا ما توالت سنونٌ عجافٌ… فأكلَتْ سِماني وأهرقَتْ لي دمي
نهضت من تحت الرماد أطير… أرمي بِالسِّـجـيـلَ على ظالمي
وأتـرُكُ الخَـلـقَ يَـرقبُ حائراً … روعةَ قيامي من تحتِ الرُّمَمِ
أنا ســوريا و لا لـن تـغلـبوني…. يُحـلِـقُ مَـجـدي بأعلى القـمم.

#سفيربرس _ بقلم د. غيداء حمدان