إعلان
إعلان

أيها العابرون إلى الياسمين… بقلم: ماجدة البدر

#سفيربرس

إعلان

الجمال جزء مكمل لجوهر الإنسان يعكس ما بداخله من حب، ومازال الشعر أحد أهم الوسائل التي تؤرخ الجمال وتحتفي بوجوده، فالقصائد الجميلة تجلب المتعة والإحساس بلذة الأشياء ورؤيتها بشكل مختلف..
في جو مفعم بالمتعة والشفافية ألقى الشعر رحاله في فعالية شعرية تحولت إلى مهرجان أقامه فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره الكائن بدمشق يوم الاثنين 15/6/2021.
شارك فيها مجموعة كبيرة من الشعراء قدموا من المحافظات السورية، وهم: (أميمة إبراهيم، أحلام غانم، بسام حمودة، صالح سلمان، عبير حبيب، عبد الكريم شعبان، فتون الحسن، ليندا إبراهيم، لينا حمدان، نعيم علي ميا).
**
في البداية ، رحب د.إبراهيم زعرور رئيس الفرع، بالحضور جمهوراً، ومشاركين، ونوه بأنَّ فرع دمشق مازال الصدر الرحب لاستقطاب جميع الشعراء والكتاب، وهو المنبر الحر الذي يرحب بجميع الأدباء لعرض أفكارهم وكتاباتهم ومناقشتها في حوار حر بناء.
*خزائن القلب فاض شوقها والشاعرة أميمة إبراهيم
شاعرة من شعراء حمص، كتبت للأطفال أدباً وشعراً، كما صدر لها عشر مجموعات شعرية. ترجمت مجموعتها (هودج الياقوت) إلى الفرنسية.
تشغل حالياً منصب (رئيس المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب في حمص)، قرأت نصين من الشعر الحديث: (حادي الروح، وخذ معولك واتبعني).
من مشاركتها نقتبس:
حادي الروح
يا حادي الروح / عرّجْ على شوقٍ سقتهُ مُزنةُ الدّمعِ / وما اكتفى
حتّى تبرعمَ زيزفونُهُ / وأثمرَ / يا حادي الرّوحِ / هَبْ أنّ خزائنَ القلبِ
فاضَ شوقُها / قلْ لي / كيفَ ألملمُ ما فاضَ / وما اندثرَ؟!
هَبْ أننا اعتدْنا الوحدة / وأغلقنا نوافذَ الرّوحِ / عن بهائها / من ذا يعيدُ للكونِ
بهجةَ اللقيا / وللنسيمِ اعتلالَ أصائلهِ / وللحبّ ضمّاتِ الشّغفِ؟!
خذْني إليكَ / عطرَ زنبقةٍ / تراوغُ الحقلَ عن زهرهِ / علامةً موسيقيةً
تراودُ “الصولفيج” عن إيقاعِه / وشماً على وجهِ امرأةٍ مُندّاةٍ بالحُبّ.
خُذني إليكَ / سأرتّبُ أغاني الفجرِ / أُدوزنُها على مقامِ الرّيحِ /
كي تنثرَ بذورَ اكتمالِها / في حقولِ الندى /
**
نصٌّ شعري جمعت من خلاله الحب والشوق والألم، تطغى على النص المشاعر الأنثوية المرهفة، المنعكسة على الطبيعة الجميلة للزهور والحقول، حادي الروح يعرج على الشوق الذي سقته الدموع فنما وأزهر، بينما خزائن القلب فاض الحبُّ فيها، بانتظار محب سيحضر ويروي هذا الشوق، فتبدأ حياة جديدة من خلال انتعاش بذور في تربة خصبة ستسقيها قطرات الندى.
ولا يخفى على القارئ تأثر الشاعرة بالشعر القديم من خلال استخدامها العبارات الشعرية: (يا حادي الرّوحِ / حادي العيس)، و(وللنسيمِ اعتلالَ أصائلهِ / وللنسيم اعتلالٌ في أصائله ـ كأنَّه رقَّ لي واعتلَّ إشفاقا)، بينما تملأ النص المشاعر الأنثوية، فالأنثى زهرة جميلة نداها الحب..
***
من طرطوس المعطاءة ، زنبقة الساحل السوري، قدمت إلينا الأديبة والشاعرة أحلام حسين غانم، (عضو اتحاد الكتاب العرب/ جمعية الشعر، عضو الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب، عضو الهيئة العليا لحقوق المرأة، عضو جامعة شعراء الأبجدية الدولية، عضو فخري بمؤسسة بنياد الشهيد في جمهورية إيران الإسلامية، – منسقة دولية umpl لمهرجان الشعر الدولي /غانا / للجائزة الدولية للسلام ودفاع حقوق الإنسان برئاسة الشاعرة الكوبية – الإيطالية ( GERDA GARCIA HERNANDEZ). تحمل شهادة دكتوراه من الجامعة البريطانية المصرية ، وشهادة دكتوراه من الأكاديمية العالمية للسلام والدفاع عن حقوق الإنسان في أمريكا التي يترأسها سفير السلام Ortiz ridney ومن السفير حسن الشرماني رئيس منظمة السعيدة للإنسانية والسلام سفير السلام للجمهورية اليمنية . كرمت في معظم الدول العربية التي سافرت إليها.
وتم اختيارها من ضمن عشر شخصيات على مستوى العالم لعام 2017 .. 2018 ..2019 كان لها التأثير في نشر ثقافة المحبة والسلام ، وشاركت في عدة دواوين عربية منها “بكاء الجبل’بالعراق والموسوعة للشعر العربي في مصر / وأيضا الموسوعة للشعراء بالعالم عنوانها “مواويل البحر /أصدرت العديد من الدواوين الشعرية: (قصائد لجلنار البحر، رقص على رماد الجسد، امرأة بكى في عينيها أوليس، ومن الماء أنثى، الوسط البعيد، تيم البنفسج، وينكسر الغياب : مجموعة شعرية من مطبوعات اتحاد الكتاب العرب- دمشق، رتاج الشمس مجموعة شعرية .. سُكنَى الأحلام.. ، قدَّاحة العشق.. ، هذا الذي كان، – فنتازيا المعنى-اصدار دار المتن-العراق، مرقد اليقين ٍ، – رواية – في حضرة الرصاص ، – رواية : “حيث يسكن الياسمين”..، مسرحية…تحمل عنوان :”وأبحث عن آدم “.عشرات الدراسات النقدية لعدد من الأدباء في سورية والوطن العربي المنشورة في الدوريات اليومية والأسبوع الأدبي .
من نصها: * في حَضْرةِ العملِ*.. نقتبس:
مـن حضرةِ الشَّامِ أم من حضرة الأملِ … في الحضرَتَيْنِ ابتكارُ النَّصرِ في العملِ
ولـيـس كـالأسـدِ الـراسـي لـنـا مـثلاً … مــن الـشـآم إلــى الـدُّنيا إلـى زُحَـلِ
نَــسْـرٌ كـــأنَّ الـثُّـريَّـا رهْـــنَ شــارتِـهِ … مـن الـحرامِ إلـى الأقـصى ، بـلا زلـلِ
أحْـيَا الـعروبةَ من (حيفا) إلى (عدنٍ ) … فـكـلُّ شِـبْـرٍ بـصـلصالِ الـشـآم وَلِــي
قَــــدْ أودعَ اللهُ فــيــه كُــــلَّ مَـكْـرُمَـةٍ … شـعـائـرَ الـعِـلْـمِ والـهـاديـنَ لـلـسُبُلِ
نـقـول : يـا مُـنتهى الآمـال يـا وطـني … بـشّـارُ مــا بـيـن غِـمْدِ الـروحِ والـمُقَلِ
يـــا قــائـدًا زَحَــمَ الـمـعنى بـحِـكْمَتِهِ … لـبَّـيـكَ يــا مُـلْـهَمًا يــا مَـنْـهَلَ الـمـثلِ
إذا تــنــمَّــرتِ الــغِــربــانُ واهـــمـــةً … عـــادتْ بـحـضـرتك الــغـرّاء كـالـمَـهَلِ
فــهـل يُـبَـسْـمِلُ بالله الــذيـن غَـــوُوا … فـفي فـلسطينَ ما يدعو إلى الوَجَلِ؟
واءَمْــتَ نَـهْـجَ (عـلـيٍّ) فــي بـلاغـته … فــي الـنُّـورِ والـلـيلَةِ الـلَّـيلاءِ والـجَـلَلِ
أعْـظِمْ بـقائدِ هـذا الـشَّرقِ مـن أسـدٍ … يَـحِـلُّ مــا عَـقَـدَ الـعُـربانُ مِــنْ حِـيَـلِ
يا غمدَ هذا المدى الممتدُّ في وطني … رأيـــتُ فــيـكَ جـنـودَ الله فــي رجــلِ
فـأنـت مــن يـنقذُ الأعـرابَ مـن غـرقٍ … يـأتـوا إلـيـكَ مــع الـغُـفران فـي ظَـلَلِ
وأنــتَ فــي الـقُـدسِ بـالتَّاريخِ مـئذنةٌ … تُـغْني عـنِ الـلَّغْوِ في الإعلامِ والدَّجَلِ
مَــنْ قـادَ مـن أولـياء الـقُدس حَـمْلَتَهُ … أغـنـتهُ عــن سـائرِ الأصـواتِ والـجَدَلِ
فـآيـةُ الـبـعثِ فــي عـيـنيكَ بـسـملةٌ … وصَـهْـوَةُ الـنَّـصْرِ والإخــلاصِ مــنْ أزَلِ
إنِّـي شَهَدْتُ بعَيْنِي وَهْيَ تَشْهَدُ لي … بـصورةِ الأمــلِ الـهـادي عـلـى الْـجَبَلِ
أعْـلَنْتُهُ لـكَ فـي صوتي وفي كَبِدي ، … ومـنْ يـفتّشُ بـعدَ الأُسْـدِ عـنْ أمـلِ ؟
هـذي دمـشقُ، وهـذا عُـرْسُ قـائدِها … أكـرمْ بـه ، مـنْ وَلِـيٍّ ، فـاقَ كُلَّ وَلِي
يتألقُ بحرُ البسيط بين يدي حروفها، فتتحول القصيدة الشعرية إلى ملحمة خالدة، تؤرخ فيها تاريخ السيد الرئيس بشار الأسد، الذي بايعته سورية وأهلها بالدم. واحتفلت دمشق بتجديد بيعته في عرس أسطوري، وكيف لا تأمن أمّة حاميها أسد شجاع مقدام ..
***
المشاركة الثالثة كانت للشاعر المتألق بسام حمودة، موسيقي مرهف الحس، (كتب الشعر والرواية
وفي حقيبته العديد من الدواوين الشعرية:(في الباب وجه السنبلة، أوراق لي..، هل يكفي دمي، أناشيد لا كالغناء، تجليات في زمن الردة، رواية القوقعة عود على بدء).. آلمه ما حلَّ ببلاده فكانت قصيدته التي يعتذر فيها من وطنه المتألم المجروح والذي خطت فيه سكاكين الأعداء وذوي القربى جراحاً لما تندمل بعد: من مشاركته (عذراً دمشق) نقتبس:
دمشق اعذريني / بنثفةِ حزنٍ وفُسْحة هجسٍ / وبعض العتابِ
تمرُّ البلاد بقلبي كطعم التمنِّي / ألملمُ روحي.. وبعض الحكايا تلوَّت بنار التجنّي
وغيضُ اصطبارٍ يقضُّ الحنايا/ يسائلُ عنِّي / وجرحي تنزَّى بأسئلةٍ لم تفزْ بجوابِ
أبيتُ طعيناً بما لم تنله يميني / ودربٌ سرابٌ ومامن سبيلٍ / سوى العشق هل يرتوي
من أقضَّ الجفاف مداه / بفيضِ سرابِ / أراقص في الظلِّ ظلّي
فأهوي طعيناً بعقمِ الخطا / وأنهض مستلمُ البوح لكن / كأنّي ضميرُ الغيابِ
ضجيج من الصّمت أم وقفةٌ لي / إذا ما ادلهمَّ الصباح / وصمتي تمادى
ومامن شريدٍ يمرُّ ببابي / فأرنو إلى موسمٍ مستحيلٍ / فيرمي إليَّ وشاحاً ويمضي
كوجه الوصول إلى مستقرٍّ / يصوغ الحكايا، / يلوِّنها بالأماني / فأرسمُ عمراً يكفكفُ مابي
وأرمي سلامي نديَّاً وأمضي / وصيَّاً على نبضِ حرفٍ تهادى / على برهة من نزيفٍ
وكومةِ حزنٍ تراني.. / أحاول رسم هلالٍ وباقة وردٍ / فأبحرُ في لجَّة الذكرياتْ
أرى وطناً يصطليني بطعم اللَّظى / ينام، يقوم، ويهوي.. / وبين القيام ووجه السقوط تنامى
على وقفةِ تستبيح اللّغاتْ/ فأيُّ نشيدٍ يبدِّدُ في البوحِ أوجاعنا، /
وأيُّ هتافٍ يكفكفُ وجهاً بطعم الشتاتْ / نبيت على مضغةٍ من أماني
فنصحو على فسحةٍ من خواءْ/ يقولون: صبراً.. / وكم أوقد الصَّبر أشلاءنا
مجامر تغفو على ظلِّها / تدثِّرها لعنة الانطفاءْ / سمعت صراخاً بلون السكارى
يقول تشظَّى.. /وقالوا: توارى.. / وقالوا: وقالوا.. / وهل يسعف القول صبَّاً
إذا ما استباح الأنين مداه.. / وهل يَسكبُ الدرب بعض النواح رفيفاً بلون الغناء..
قصيدة وطنية، واضحة الدلالات والمعاني، استطاع الشاعر أن يرسم بالحروف مشاعره المضطرمة في صدره، ويوضح الدلالات التي يتوخاها من عرض النص دون أن يصرح بها، كما أنَّه أبدع في استخدام الصورة الفنية للتأثير في مشاعر القارئ، بعيداً عن المباشرة والتقريرية، ترتفع حدة الألم في بعض العبارات الشعرية، في خط بياني طويل يتجه نحو أعلى مرحلة من مراحل الألم (على برهة من نزيفٍ، وكومةِ حزنٍ تراني، أرى وطناً يصطليني بطعم اللَّظى، فأيُّ نشيدٍ يبدِّدُ في البوحِ أوجاعنا..).
**

صالح محمود سلمان، شاعر أحبَّ الشعر منذ نعومة أظفاره، وكان لطبيعة طرطوس الساحرة الأثر الكبير في نفسه، وتعمق في معانيه من خلال دراسته اللغة العربية في جامعة دمشق (1980)، أصدر ثلاث عشرة مجموعة شعرية: (وللصهيل طقوسه أيضاً، أسميك سيدتي وأحبك، مكاشفات العاشق، حينما في الأعالي، الحلم يخترق المدينة، نافذة للرؤيا، هل تكفي الأسئلة ؟، تحتَ قُبَّةٍ ما ، كما في الحُلُم ، على قيثارة الروح ، من ترجيعات ينبوع، لم تكتمل فينا القصيدة، من أوراقها) كما كتب الدراسة الأدبية والمقالة والخاطرة والقصة القصيرة، حصل على عدة جوائز في الشعر والقصّة..
من مشاركته نقتبس: (قيــامة )
وَطَـــنٌ / يُلَملِـمُ ما تَناثَـرَ في المَسارحِ / مـن أَفانيـنِ الخُطَـبْ
ويَعُـــدُّ أَصداءَ الكـلامِ / يُعيـدُ تَرتيبَ المَواسمِ / فـي مَوائـدَ مـن سَغَـبْ
وَطَـــنٌ / يُغلِّـفُ حُزنَـهُ بالصَّمـتِ /لا يَنسى وُجوهـاً زَيَّنَـتْ /
صَـدْرَ التوَثُّـبِ في كَوَامِنِـهِ / فأطيافُ الحَنيـنِ تَشِفُّ في عينيْـهِ :
كانـوا …/قبـلَ أن يَسْطو على شُرُفاتهم / ليـلٌ تَوَشَّحَ بالخُطَـبْ
مَـن ذا يُقيـلُ الحرفَ من عَثراتِـهِ / إمّـا تَراكَمَتِ الدُّروبُ على الصَّحائفِ
وانزوى الحِبـرُ المُطارَدُ يَستقي وَمْضاً /تَراءى خلفَ جُدرانٍ من الأَحكـامِ ؟
من ذا يَفتَـحُ الأَبوابَ للطِّفـلِ المُعتَّـقِ / فـي جُـذوعِ الخَـــوفِ
كي تأتي المَواكبُ مُثقَلاتٍ باللَّظى المَقدودِ / مـن ذاكَ الحَطَـبْ ؟
وَطَــنٌ يُبَلْسِمُ جُرحَـهُ / بدمـاء من عانَـوا طويـلاً /مـن جِـراح الفقـــرِ
والجُـوعِ المُوَزَّعِ في زَواريبِ الحَواري / عـانَدوا التيَّـارَ
كانـوا يَنْهلـونَ الحُـــبَّ / مـن صَـدْرِ الأُمومـةِ / صاعدينَ إلى الأعالـي
رَغْـــمَ أَثقـــالِ التَّعَـبْ /لــم يَعرفوا مَعنى العُقُـــوقِ /
سَعَـوا كما تَسْعى النُّسورُ إلى مَعارجها /خِفافـاً من سُلالاتِ التَّـرَدِّي
فـي مَهاوي البُغضِ والزَّبَـدِ المُراوِغِ / لـم يَخُطُّوا دَربَهـم نحـوَ العُـلا /مـن غيـرِ أَبْ
وطَـــنٌ سَيَنهَضُ / مُطلِقـاً ، في وجْـهِ من خَذَلـوهُ / واغتالوا الوُرودَ على نَوافـــذهِ ،
أَبابيـلَ اللهَـبْ
نصٌّ وجداني، يحلق فيك إلى أعالي المشاعر الإنسانية، من خلال تكثيف المشاعر والأحاسيس والصورة واللغة المترافقة مع الإيقاع الموسيقي الساحر، الحزن يرافق عبارات النص، ويخيم الأمل فوق سمائه، إنَّها ليست قصيدة، إنها تاريخ وطن، سينهض، ويقف في وجه من خذلوه، وينتصر عليهم ..
***
في مدينة اللاذقية ذات الطبيعة الأخَّاذة المحبة، نشأ الشاعر الشاعر نعيم علي ميَّا، وأزهرت رياحين الشعر في قلبه ، عملَّ مدرساً في ثانوية المتفوقين في اللاذقية، وكتب في الصحف والمجلات الرسمية والمحلية، (الشعر ، والنثر)، من أهم كتبه: (كتاب بعض الذي..، وكتاب مشروع مفكر) (مقالات)، ، (بوح شوق، تسافرين في مدار مقلتي، لوجهد يرهجُ ضوء النهار) (شعر)..
لموسيقا شعره وقعٌ خاص في النفس والقلب، من مشاركته نقتبس:
توهجي مثل النبوءة / لا تعبري فوق الجراح / دمي / يجرجرُ نزفه
يرعى قطيعَ نواحه يصل التنهد بالتنهد /يوقظ الآهات في بغو المساء /
زمني تهدَّلَ وانطوى تاريخه المقتولُ والريحُ اللجوجةُ تسألُ القمرَ المسافر
عن شتاءٍ لم ينزَّ بقطرةٍ / والغيمُ يمشي في الحقول / ومقلتاهُ كفيفتان،
يمدُّ لي كفيه يوقظ أنجماً / كانت توارَتْ في ثآليل التراب
لا تعبري جرحي / طريقي ضلَّلته كواحل الأحلام /تنبتُ في مياسيم اليَبابْ / وعلى التخوم العاريات / ستائرُ النسيان تغزل ثوبها/ وتودُّ لو قمرٌ يساهر حزنها
ويبثها شوقاً مذاب/ دربي تضجُّ به انكساراتُ الخُطا / فأُخبئُ الأوجاعَ في دَرَجِ الكلامْ/ قد عشتُ عمري نائياً في غربتي / حُلمي / يُسافر في عناقيد الغبار.. / أسرجتُ أمنيتي ـ على شغفٍ / فغشَّاها الدوار / واغتالني حورٌ يرشُّ طيوبه/ واغتالني نوحُ الحمام / لا تعبري جرحي / مللتُ تجلجلُ الأجراسِ أجراسِ النَّدمْ / وضحكتُ مما قيل: إنَّ الحبَّ عطره السرابْ / الحبُّ يا عصفورتي / ترتيلُ صومعةٍ / وبوحُ كنيسةٍ/ وثغاءُ حسون وشدو بلابلٍ / وبُكاء طفلٍ باحثٍ عن ثدي مرضعه / وروحٌ من ضياء..
***
فتون الحسن، شاعرة من شعراء حمص ، درست المعهد الهندسي، أحبت الشعر، وأصدرت العديد من الدواوين: (كواليس، أكونك أنت، وعود في أقاصي الرماد، مزمار ناي)، ولها مخطوط شعري تحت الطبع بعنوان: (شآبيب)..
من مشاركتها (إلى صدر الجلجلة):
مثل كل النساء / ينادمني الشكّ شبعَ ليالٍ إلى أن تفور
تعاويذَهُ من دنان الدنا / ثم تدفن من غاص في همهمات اليقين
بجوف الضنى / مثل كل الثكالى أردْدُ للريح / أحلامَ أطفالي الذاويه
ثم ألثم أصداءها / علّني أسترد من الدمع / والنطع / والرجع والعبرة الداوية
مثل كل الأيامى / أهدهد نسل النبيذ م على شجر أدمنته الطيوف
وهام بترتيلة المخمل / أتقي يقظة النوء /
في موعدٍ غص بالمعتم المعول / مثل كل الصباحات
***
ليندا سليمان إبراهيم، شاعرة متألقة نمت في مناخات وأجواء متعددة ومدهشة، تخرجت من جامعة دمشق كلية الهندسة، طغى حبُّ الشعر على رونق حياتها، وأضفى عليها رائحة العطر ، لها مشاركات عديدة في المهرجانات الأدبية والفعاليات الثقافية في سورية والدول العربية، وشاركت في العديد من الندوات المحلية والدولية، وكرمت في العديد من الدول العربية. عكست قصائدها عشقها وتوقها للحب ، والوطن، انفتح وعيها الشعري على تلك الدلالات الضافية من الرموز والتنوع ، فتشكلت القصيدة بين يديها نسيج موحد، كتبت القصيدة مضمنة إياها براءة الصوت، وطزاجة اللحظة وبلاغة الحال، فكان حروفها خطاباً تألفه الأذن وترنمه الحواس في ترجيعاته الكبرى..
صدر لها: (“لدمشق هذا الياسمين”، “فصول الحب والوحشة”، “لحضرة الرسولة”، “أنا امرأة الأرض” ، “لسيدة الضوء”، “منمنمات دمشقية”، “على الجسر العتيق”، /مخطوط/ مختارات شعرية ” نصوص” للشاعر”كارل ساندبرغ” عن الشعر الأمريكي/ ترجمة عن الإنكليزية/، تم تلحين عدد من النصوص الشعرية للشاعرة مثل “القصيدة الشآمية” الفنان مهدي إبراهيم”، “لدمشق هذا الياسمين” للفنان “كمال حميد” وكان لها مشاركة في العديد من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية والصحفية مع وسائل الإعلام السورية والعربية، من مشاركتها نقتبس:
نُبوءةُ صَبيَّة…
…………………
كصبيةٍ عَثَرَتْ بِبَرْقِ أنوثةِ الرُّمَّانِ، فانتفضَ المجازُ على مخامِلِ رَوعِها وتَلَفَّتَتْ حُجُبُ الظُّنُونْ… /قد قامت الرُّؤيا فحَيَّ على الجُنونْ / وتململَ العرشُ السَّديميُّ الرُّؤَى/ وأشار للَّوزِ الحكيمِ، وشيخِ أعناب الكروم، ِوجدةِ الينبوعِ، والراعي المقيمِ على وصايا النايِ، عَرَّافِ الحُقُولِ، أميرةِ السُّمَّاق: / ثَمَّ صَبِيَّةٌ قدحَتْ عُرُوقَ النَّعْنَعِ المَلَكِيِّ في قلبِ الإله…/ ثَمَّ صَبِيَّةٌ قدَحَتْ قناديلَ القصيدةِ.. أسرجَتْ مِشْكاتَها… / فَلْتَجْمَعُوا رُسُلَ البديعِ، وأخبروا جَدِّي البنفسجَ، كلَّ أخوالي ينابيع اليقينِ… وبنتَ عَمِّي الياسمين، بناتِ خالاتي الخزامى… كلَّ أترابِ الغَواية، ولْتُلاقُوني إلى وادٍ بذي شعر وقافية شذية… /ولْتُحضِروا رَشَأً تَتَيَّمَ بالجمال فغابَ في المعنى… /ولْتُرجِعوا كلَّ السُّنونو إذ ضللن طريقهن إلى الربيعِ /وأَذِّنُوا في الأفق… والأرضين… في كلِّ الِفجَاجْ…/ قد كُوِّرَتْ شَمْسُ المجازِ وشَفَّ عن دَمِها الزُّجاجْ / ها قدِ اقتربت نُبُوءةُ خاتم الشُّعَراء / قد قامت الرُّؤيا /فَحَيَّ على إله من ضياءِ الشِّعر يُودِعُ سِرَّهُ في قلبِ أنثاهُ العَلِيَّة… /حتى إذا التقتِ الذُّكُورةُ بالأنوثة فاضَ فيضُ الكوكبِ الدُّرِّيِّ / وانسدل الوشاحْ / كيما تجيءَ صَبِيَّةٌ أخرى بقلبِ نَبِيَّةٍ، / فتعيدَ للأزمان سِيرتها القصيَّة / ولأنَّهُمْ بُسَطَاءُ كالمَعنى، / تَذَرَّرُ رُوحُهُم فَهُمُ جِراحْ / هُمْ كُوَّةُ الرُّؤيا، ومِشكاةٌ صُراحْ / نَفَرُوا خِفَافاً يحمِلُونَ دَوَاتَهُمْ ويبسمِلُونْ…/ بِاسمِ الذي برأ الرِّغابَ بخاطرِ التُّفاحْ / بِاسْمِ الذي قد قال يا ريح الجُنُونْ / كوني انبثاقَ النُّون… / كوني كرمة ًآنَ اختمارِ الوحي في رَحِمِ المشيئةِ، / واسكُني خَلَدَ النَّبيذِ وقد تخلَّلَهُ بريقُ النَّشوة اللَّفَّاحْ… / حتى إذا شهقوا بِآيِ الوصلِ، / شافوا عُريَها إلا وشاحْ / هم شمسُها هم غيمُها / هم ظلها هم ظنها / يَتَهَودَجُونَ على رِيَاحْ… / ولأنهم بُسَطَاءُ… / هُمْ شُعَرَاءْ… / ولأنَّهُمْ شُعَراءُ:/ صاروا ذاتَها / مُتَخَضِّبِينَ /دمَ الوِشَاحْ
***
الشاعرة لينا منير حمدان ، ولدت في حلب الشهباء، رعت دمشق طفولتها البريئة، واحتضنت حمص إيناع صباها، حتى التقت نصفها الآخر في طرطوس واستقرت فيها، جمع قلبها أجمل الذكريات من مختلف المحافظات الحلوة التي زارتها خلال النشاطات الأدبية المختلفة.. صقلت تجربتها الشعرية من خلال درستها للغة العربية في جامعة دمشق، تغلب على قصائدها روح التفعيلة ولا تخلو من بعض القصائد العمودية أو الومضات النثرية الشاعرية . تناولت فيها موضوعات متنوعة تراوحت ما بين الهمّ الإنساني والوجداني والوطني والاجتماعي.. شاركت بالكثير من الندوات و الأمسيات و المهرجانات الأدبية و الشعرية داخل و خارج سوريا .. ونشرت في الصحف و المجلات الأدبية المختلفة. تؤمن بالكلمة الواعية المسؤولة، وترى أنَّ من الضروري الاهتمام بالمواهب الشابة، وتشجيعها ما أمكن لترى النور وتتقن الانتقال إلى مستقبل أفضل فناً و أدباً…
لها أربع مجموعات شعرية،
من مشاركتها نقتبس: ” نداء .. نداء …..نداء ”
غداً .. بعدَ عصفِ الجنونِ ../ …. الذي انتابنا .. / … بعدَ نزفٍ عنيدٍ لقلبِ الجراحْ/ و بعدَ اختناقِ الندى في .. /…. عيونِ الصباحْ /سيرجعُ للشمسِ .. لا بدَّ يرجعُ … للشمسِ حلمُ التوهّجِ …/ … رغمَ انكسارِ المرايا/ ورغمَ الدّوارِ ال جرى في /ضميرِ الرياحْ/ بهذا تحدّث قلبي / و رفرفَ بالدمعِ هدبي/ و نادى ابتسامٌ لطفلٍ / على شرفةٍ من رحيلٍ ينزُّ احتراقا/ و لوَّحَ أنْ لن أظلٌَ غريباً هناكَ / و أنّ انتظاراً شفيفاً سيحنو / إذا ما الشراعُ تهادى / فلا بدَّ يوماً يُلبّي. /إذنْ … مثلَ كلِّ الطيورِ …/ سنرجعُ يوما / هو الثلجُ يوقدُ في الدربِ نارا/ وهذي الدروبُ العتيقةُ بالهمِّ ../ .. لا بدَّ تصحو /تصبُّ الحكايا حنيناً ندياً /ليومضَ قلبُ الشراعِ منارا / سنطوي اختناقَ البحارِ التي .. / … ضَيّعَتْنا .. / و نروي لهاثَ النجومِ الحيارى / لنسكبَ شمساً … / و نعلنَ أنَّ الضبابَ العنيدَ ../ الذي انتابنا كان يوماً بخارا / و أنّا التقينا /هنا .. في عيونِ البلادِ التي عاتبتْنا / ولكنْ .. و بعدَ احتراق .. التقينا
بكينا على صدرها .. كم بكينا .! .
و قد ضمَّتِ الأمُّ في أضلعِ الحبِّ ..
… أوتارنا بعدَ تيهٍ عنيدٍ
و صارَتْ .. مدى غربةٍ من حنينٍ ..
أشدَّ انهمارا .
هنا .. في الدروبِ العتيقةِ عُدنا
نرمّمُ أضلاعنا بالنداءْ
هنا … بعدَ كلِّ الضياعِ التقينا
دماءً و ماءْ
و قد جدّدَ الوعدُ أحلامنا ..
… آنَ لوّنَ الحبُّ أصواتنا …
… غارقاً بالصفاء .
و عدنا التقينا …..
بكينا .. بكينا كثيراً
كثيراً بكينا على جرحنا …
… إذْ تمادى تمادى بنزف الدماءْ
بكينا .. و لكنْ
هنا … هاهنا لملمَ الطفلُ ألعابَهُ ..
… ظلَّلَ الدربُ أهدابَهُ ..
… رتَّبَ الخطوُ صحوَ الطريق
و جفّفَ عن مقلتيه البكاءْ .
إذنْ يا صديقي
تعالَ …. تعالَ صديقي
أخي في نداءِ الحياة
تعالَ نُقطّفُ أحلامَ كلِّ الجهاتْ
نرمّمُ أوجاعَ عمرٍ غريبِ الليالي
عقيمِ الصدى .. جاهليِّ الصفاتْ .
و باسمِ المحبةِ في هذه الأرضِ ..
.. نغرسُ نبضاً ..
… و نكتبُ أسماءنا كلَّ وهجٍ
على جذعِ عمرٍ حبيبٍ ..
…. قريبٍ …. بكلِّ اللغاتْ .
لأجلِ الطفولةِ نرجعُ أحلى
لأجلِ الغدِ المثقلِ الروحِ بالانتظار
نُضيء النهار
و نُغرِقُ كلَّ ارتدادٍ عن الحبّ أعمى
و نرجعُ أسمى ..
فلا نشتكي أنه الوقتُ فاتْ
و باسمِ المحبةِ في هذه الأرض ..
…. جمعاً .. جميعاً نقيمُ الصلاةْ .
كما كان للشاعر عبد الكريم شعبان من محافظة اللاذقية مشاركة مميزة، وجدير بالذكر أن الشاعر عبد الكريم حائز على إجازة جامعية في الآداب وله 10 دواوين مطبوعة منها “الجمرات وجياد الريح وتهرب – ومن مشاركته نقتبس:
يشقُّ على الفؤاد بأن أولي / ولم أترك له أثراً جميلاً/ يشق عليه كوني صرت شيخاً / عليلاً / وهو لم يرج طفيلا / نسري معاً ولي عيناه لكن… / برجل عاجزٍ / أمشي عليلا / يعنفني لأن هواء نار / وفي طمريَّ أطفأت الفتيلا / يروح ينطُّ قدامي ويجري / كعصفور / وألهث مستقيلا / يقول لي : اتبعني / لا تدعني وحيداً / وهو يسبقهنَّ / وفي مرآته وجهٌ بشوشٌ ..
واختتمت الفعالية بشكر الحضور على اهتمامهم ومواظبتهم لحضور الفعاليات المقامة في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.

ّ#سفيربرس _ ماجدة البدر 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *