لأجل عيون بهية _ بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس

كما جرت العادة .. أتسلل ليلاً باتجاه الحي الخامس حيث تسكن بهية، متنكراً بزي رجل كهل يعاني من عرج بسيط في المشي و متحدياً جسارة و فظاظة أهل الحي .
عندما أصل سأقول لها أن الحياة إذا استمرت هكذا ستكون صعبة يا بهية، أنتِ محاصرة تماماً و لا يسعني أن أغامر بحياتي هكذا لولا أني أحبك جداً و جداً و جداً ..
تقول لي في كل مرة :
“أنتَ سبب بقائي على قيد الحياة بالرغم من كل جراحي و فساد أعضائي داخل جسدي هذا… لولا بعض القبل و الهواء الذي ترميه داخلي لكنت الٱن ميتة يا مدحت. ”
ما الذي رماني على أرملة تعاني سكرة الموت… أنا بكامل قوتي و شبابي و هي في نهاية الطريق.. أي انتماء هذا يدفعني إلى تحمل تلك الكوارث و السباب و الشتائم و الذل، لقد توقفت مؤخراً إحدى كليتيها و بعض من كبدها بسبب نقص الاوكسجين و الهواء الفاسد الذي يدخل جسدها مخرباً كل ما في طريقه . لم تنجح في إعادة بناء صحتها السابقة و اخذت بالإعتماد عليّ حتى أُنهكت تماماً و لم يعد بمقدوري توفير أي شيء مطلقاً . ما العمل الٱن يا حبيبتي؟ لقد فقدت الأمل تماماً و انتهت حلول الأرض .
ماتت بهية في السابع عشر من أيلول سبتمبر الفائت، حيث تمكن السرطان منها بعد عناد و مكابرة زادت في تغلغل المرض أكثر و أكثر . ماتت بدون أي مراسم تذكر ولا حتى بعض النواح.
#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش