إعلان
إعلان

المثقفون وإغراءات العصر . بقلم : بسمة مرواني

#سفيربرس _ تونس

إعلان

ان المثقف صفة تنسب الى الأشخاص الذين يتحلّون بالموهبة الاستثنائية وبالحسّ الأخلاقي الفذّ، فيشكلّون ضمير البشرية. ولكنّهم ليسوا معصومين وقد يقعون ضحية إغراءات ويخونون قضية ال*ثقافة، فيتخلّون عن رسالتهم ويتعرّضون للشبهة. للمثقف تعريفات لا كناشط يمكن اختزالها ولا يمكن حصرها نظرا للادوار المناطة له. كما عرفه في استدلال إدوارد سعيد المثقف كناشط اجتماعي وكملك فيلسوف ”
فالمثقف هو الذي يغير تصوراتنا الاجتماعية ، يبدّل نظرتنا للعلم ، يعيد بناء رؤيتنا للدين ، يعزز من اداة العقل لدينا ، يبني فلسفة جديدة للاقتصاد ، يؤكد مفهوم التسامح والتعددية ، يعمل جدلا مع الواقع والفكرة ، يدعو الى مفاهيم انسانية لا محدودة ، يحافظ على المنجزات الحضارية والثقافية يرشد لاستخدام العقل و الملكات الفكرية ، يقدم لنا مفاهيم جديدة للحرية والخصوصية ، يبحث عن عمق الانسان الروحي وعن عمق الدين العادل وسكينة الروح ،يقف على المتناقضات على احتدامها، والمتباينات على تفرُّدها ، ، يعرف أوضار الحياة اليومية ومن متطلبات الغرائز وينأى عنها بادراك وسمو الذات .
وان استحضرت تعريف الإنسان، حسب سارتر فهو” المحكوم عليه بأن يكون حراً”. وهذا يعني أن على كل إنسان، من منطلق المفهوم المطلق لحرّيته، إعادة اكتشاف قيمه الخاصة؛ الأمر الذي يحمَّله أقصى درجات المسؤولية الأخلاقية ليكون مؤهلا لتلك المشاغل. .
لازلنا نبحث عن ملامح التغيير بعيداً عن فهم آليات هذا التغيير واستيعابها أو محاولة إيجادها. لازلنا نبحث عن النقاء التام في وضع الفساد التام، نخطط للمستقبل بعيداً عن التفكير بالحاضر وقريباً من التفكير بالماضي. لا زلنا ننتظر مثقفا لا يعمل على طمس الحقيقة من أجل مصالح خاصة ومن أجل إرضاء أصحاب النفوذ والمال، مثقفا لا يبيع عقله بأبخس الأثمان ليكون أداة هدم وتخلف نحتاج مثقفا لا يبيع مبادئه ولا يدعم إسرائيل، ويمتدح أداءها،. ويطبع معها ويعترف بها .
فالانسان الواعي والمدرك لمسؤوليته الاخلاقية هذه المهمة الجسيمة هو من يكون من تصلح له التسمية -المثقف- ،باسم وطنيته يحاول أن يعيد تنظيم القوى الإجتماعية، لبناء الوعي الجامع وليس الوعي الجمعي الذي هو نتيجة مباشرة وطبيعية للأول. فأين ملامح النخبة الوطنية؟ صارت هوية النخبة غائبة ومغيّبة بفعل قوى وحشود متصارعة ما بين من لا يدرك أهميتها أو لا يجعل لها أهمية، وما بين من يدرك أهميتها فلا يسمح أن تكون لها أهمية. فما بين هذا وذاك صراع وجودي قائم على إتفاق غير ضمني بين المتصارعين (بين السلطة والمجتمع) لغاية تقويض دورالمثقف و دور النخبة و محاولة الإستيلاء على هذا الدور أو تشويهه بعمد وبغير عمد..
ومع كثافة هذا التفكير وجديته المفرطة وجدواه الحالمة هل يئس المثقف من رسم خريطة صحيحة من خلال الأدوات الإجتماعية والسياسية من داخل النظام السياسي والإجتماعي المتهالك نفسه.متى سيعي المثقف ان البدء من الصفر لا يعني الرجوع إلى الصفر، وإنما القفز على الإحتمالات والمراحل هنا وهناك وتصحيح ما من شأنه أن يجاوزنا المراحل الصفرية بالتقدم لا بالرجوع. وهل يمكن ان يشهد المشهد الثقافي العربي عملية وعي جماعي موحد يحمله المثقفون لقيادة الأمة نحو خلاصها والنهوض بها نحو الرقي الإنساني والحضاري..

#سفيربرس _ بقلم : بسمة مرواني 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *