إعلان
إعلان

احتفالية عراقية سورية خاصة بالقصة القصيرة جداً… ولقاء مع مخرج وفنان عراقي..

#سفير برس: ماجدة البدر

إعلان

تشهد القصة والرواية العربية إقبالاً كبيراً من قبل القراء العرب، وخصوصاً على مستوى الإنتاج والنشر والتلقي والاهتمام، مستقطبة القراء والدارسين والنقاد، نتيجة للتطور الهائل الذي عصف بالساحة الثقافية، وظهرت أقلام ومواهب وأسماء أثبتت جدارتها واستطاعت بكتاباتها تسليط الضوء على أهم الأحداث التي عصفت ببلدنا وما فعلته الحرب من دمار وخراب نتيجة انتشار الفكر الظلامي الذي أثر في النفوس الضعيفة واستقطبها وتجذرت فيها أفكاره ومبادئه الهدامة المدمرة، فانبرت تدمر مستقبل الوطن والأمة والأجيال القادمة.
أقام اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق في مقره الكائن في دمشق يوم الاثنين 12/3/2021 احتفالية قصصية جمعت بين أدباء من قطرين شقيقين محبين، تقاسما آلام الحرب والفتن.. وذلك بحضور هيئة الفرع، د.إبراهيم زعرور، رئيس الفرع، أ.أيمن الحسن، أمين السر، أ.أحمد خدام سروجي، أمين الصندوق، ومجموعة من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.
أدار الفعالية الإعلامي عماد نداف والذي تحدث عن الفعالية قائلاً: (احتفالية من نوع خاص، شهدها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، شهدت قراءات في القصة القصيرة جداً(السورية والعراقية)، وقد حلَّ ضيفاً على الفرع الكاتبان العراقيان: عبد الكريم السامر، وعبد الأمير محسن، قرأ كلاً منهما نماذج من قصصه لاقت استحساناً من الحضور، وشارك فيها الكاتب أيمن الحسن، في قراءات شبيهة..
أيضاً جرى خلال الاحتفالية لقاء مع المخرج العراقي الفنان مجيد عبد الواحد تحدث فيه عن تجربته الفنية المسرحية والسينمائية وأجاب على بعض الأسئلة واختتمت الفعالية بتوقيع مشترك لكتاب ألفه الكاتب محمد الحفري عن قصص الكاتب العراقي عبد الكريم السامر)..
***
القاص والشاعر عبد الامير محسن والزمن الفائض..
من مدينة البصرة قدم إلينا القاص والشاعر عبد الأمير محسن، أحبَّ الأدب والشعر وكتب في شتى فنونه، نشرت أولى قصصه عام 1968م، في مجلة الطليعة الأدبية التي كانت تعنى في ذلك الوقت بأدب الشباب، نشر في أغلب المجلات والصحف العراقية، ومن أهم كتبه (قطيع أسود من السنوات، مجموعة قصصية عن دار تموز في سورية 2012. كما وصدر له ديوانان هما: (الصبي العجوز أنا، وألعب بوجهي الصريح) عن دار السامر في العراق، ودار أمل في سورية.
قصص عبد الأمير محسن بالغة القصر، تطمح أن تكون قصيدة نثر وهي تعكس مجريات واقع مؤس وفاجع وتقدم لنا حيثياته بحس شعبي ساخر يقوم على المفارقة الصادمة المبهرة بلغة بسيطة أدائية تتكفل بالتوصيل وتتوسل الدارجة أحياناً وهو يكتب عن تجاربه التي خاضها واقعاً ويقدم لنا عنها تخطيطات كروكية من خلال ما يسرده علينا منها فهو فاعل مشارك وصميم، وحين تستعرض هذه القصص موضوعها أو مشهدها اللحظي تستد إلى الرؤيا أو العين مكانة أولية موجهة الأنظار إلى ما تنشره على حبل غسيلها بجرأة فاضحة وصراحة في وضح النهار أمام أعين الجميع، دعابة سوداء، ألعاب طفولية شعبية خيبات وخسائر متلاحقة، وقائع الواقع ضنك ومرير، تاريخ طويل أو قطيع أسود من السنوات.. من الفواجع والندوب والقهر التسلطي والتهميش والانزواء..
ومع ذلك فإن متلقي هذه القصص لا يمكنه أن يمسك نفسه عن الضحك أو الابتسام ولا حاجة لذكر المثل الذي يقول: إن شر البلية ما يضحك.. وكذلك لا يمكن أن يمنع نفسه عن المتعة التي تجلبها له قراءة هذه القصص..
من مشاركته (الزمن الفائض) نقتبس:
(ما هذا؟.. طفلة تسلَّقت ظهري، طفلة ساطت مؤخرتي بمنشفة تحملها بيدها وهي تصيح: (هيا حماري.. هيا…)، فيما ظهر من الغرفة المجاورة ولد أمرد قاس حاد القسمات.. صوب مسدسه جهة البنت وصاح: (بم)، سقطت البنت بين ذراعي صارخة: (أماتني بابا.. قتلني بابا)، انتبهت فجأة فوجدتني في صالة يتحرك فيها الأولاد أحدَّق إلى امرأة تروح وتجيء… تفرست فيها لعلي أتذكر شيئاً، إنها تتصرف بعفوية بالغة.. الصبيّان يملأان البيت ضجيجاً.. صاحت: (اتركانا أيها الملعونان.. اذهبا خارجاً.. )ونشتهما بمكنستها.. في التفاتة جانبية نحوي.. توقفت… أرى في عينها عتباً صامتاً همست: (قم واعمل شيئاً ألا تراني أنظف)؟!.. وأنا أحدق في تكوير اليتيها.. وأتفرّس في قسمات جسدها وثدييها المندفعين من الثوب.. أحاول الإبطاء كي أمتع ناظري برؤيتهما هكذا.. نهضتُ متثاقلاً عميت وعند اقترابي منها.. أنا الذي يراها للمرة الأولى، أنا الذي يود من أعماقه أن يبكي على صدرها… لا أدري لماذا سمرت عينيها وكأنها تستغرب فعلتي… أرادت أن تقول شيئاً.. وهي تضع كفها حول عنقي.. ولكنها تراجعت إثر انكماشي… وقبل أن أدلف إلى الغرفة المجاورة… شاهدت شبحاً ملتصقاً في صقال مرآة البيت الكبيرة في الصالة فتجمدت..
مستحيل كل ما سمعتموه كان زوراً… والذي قيل على لساني كان كذباً في كذب، أما من قال أمام الجميع بأني مجنون ومن كلف بكتابة الواقعة فهو ككل زملائه غشاش…
قال الذي في المرأة:
كلا إنه لم يكذب..
هو مكلف بكتابة الواقعة فما عساه يفعل والمعلومات معدومة… ثم إن أية قصة هي مغامرة فكرية لاكتشاف الواقع وإن أي مساهمة لا تقف عند حافة الأمور بل تتجاوزها إلى جوهر العلاقة بين الإنسان ومجتمعه وبينهما وبين الآخر)..
***
المسرحي والسينمائي مجيد عبد الواحد
مجيد عبد الواحد. ولد الفنان مجيد عبد الواحد النجار في البصرة عام 1960م ونشأ في قرية الخاص وبدا رحلته الدراسية في مدرستها الخاص، ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة/ قسم الفنون المسرحية وتخرج منه عام1982-1983م، قدم الكثير من الأعمال المسرحية التربوية، وحصل على شهادة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة/ قسم الفنون المسرحية 2006م، ثم حصل على شهادة الماجستير من قسم الف نون المسرحية عام2015م. بدأ العمل في المسرح من خلال المسرح المدرسي عام 1972م، وأصبح عضو نقابة الفنانين عام 1983م… تحدث أ.مجيد عبد الواحد عن تجربته السينمائية والمسرحية، مبيناً أنه يحب المسرح، وله العديد من المشاركات والأعمال المسرحية، ولكن للسينما وقع خاص في نفسه..
***
المنجل المكسور والحرب وأيمن الحسن
قاص من سورية، من قرية العمارنة/منطقة جرابلس، محافظة حلب قدم إلينا القاص والمهندس المدني أ.أيمن الحسن، نشأ على حب القصة، والرواية، مقرر جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب، أمين تحرير مجلة المعرفة سابقاً، وأمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، صدر له: (محاولة.. في رصد ماحدث، قصص قصيرة، العودة ظافراً، قصص، شاي، قصص، عصا موسى، قصص قصيرة جداً، زهرة الشغف، قصص ، أبعد من نهار دفاتر الزفتية، رواية، ذات شفق، مدونة عشق، قصص قصيرة، مسك غزالة وقمر، قصص، في حضرة باب الجابية رواية)
من مشاركته نقتبس: (ـ ما يشبه التقديم/ ثمة شيء يحدث الآن: ـ لقد أيقنتُ أن الحرب لعبة قذرة قد تحاصرنا جميعاً، لا يفلت منها أو يربح فيها أحد.. سأخلع على ناصية الفرح ملامحي الحزينة، فيرسم قلبي حدود الوطن الجميل بما يليق بأبنائه الرائعين، يقاسمونني الحبَّ حتى ننتصر ببعضنا فلا غالب .. ولا مغلوب..** المنجل المكسور والحرب.. حين راح الفلاح يحصد قمحه فرحاً، وهو يقطع غمر السنابل اليابسة بمهارة، اصطدم منجله بصخرة قاسية، فانكسر على الفور، كان لابدَّ له من منجل كي يكمل حصاد أرضه، بعد ذلك يأخذ القمح إلى الطاحونة، ويرجع بالطحين الذي تصنع منه زوجته خبزاً طازجاً له ولأبنائه..
حاول أن يستعير منجلاً لم يستطع، فجرب أن يحصد قمحه بيديه، ولكن كفيه تشققتا، وملأت الجروح النازفة أصابعه المتخشبة، وذراعيه السمراوين، لذلك شهر أظفاره الطويلة، وقام بتشذيب غصن غضَّ حتى أصبح مسنَّناً، وكأنَّه رمح، ثم تقدم صوب القلعة المحصنة رافعاً صوته: – أريد منجلاً، وإلا قامت الحرب بيننا.. سمعه قائد الحرس، فمضى مسرعاً صوب قاعة الاجتماعات، حيث كان الحاكم يعقد اجتماعاً مع وزرائه، وحين قرع الباب، سمح له بالدخول، فأخبره ما يريده الفلاح عندئذٍ وقف الحاكم، ونظر من نافذة قلعته العالية إليه، وإذ شاهد الرمح في يده ابتسم وهو يقول لوزرائه الملتمين من حوله:
هكذا أريد موطني بلدي.. وسرعان ما أحضر منجلاً جديداً.. قدمه للفلاح النشيط بنفسه..
***
الخطوات.. وعبد الكريم السامر…
ولد الكاتب والمؤلف العراقي عبد الكريم السامر عام 1959 في البصرة، العراق. هو باحث وصحفي وأديب مستقل، عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب و اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، عمل في المسرح، من أهم مؤلفاته: (ثلاثية الشجرة ، المهد والهدايا، ما ينتظره الخوف، أفضل عشرين شاعر هندي في القرن)
من مشاركته نقتبس:
(لا يعي ما حدث، وصمت الليل أكثر إخافة من الظلام.. من ثقب في الباب ينظر إلى ممر تستقر في نهايته أضواء خافتة.. كان الممر طويلاً.. وعلى جانبيه أقفاص حديدية وسخة ، مغلقة، هواؤها فاسد، البرد يثقل كل شيء، الجدران رطبة، الجدران رطبة، رائحة اللحم البشري تمتزج مع الأنفاس، والعرق المتصبب من الأجساد، التي لم يمسها الماء منذ وقت طويل، كان ينصت إلى صمت المكان لعلَّ أحداً يسأله، يصرخ في وجهه، ويضطرب كلما وقع بصره على الجدران الموشومة بالذكريات.. ثمة صوت هشم الصمت، سد أذنيه، كانوا يسحلون أحدهم، اضطربت أنفاسه، بجسده المنتهك ارتمى على الفراش الملطخ بالدماء، عيناه صوب الباب الموصد، خطوات تقترب، صراخ، صرير باب، الخطوات تبتعد، إلى الثقب مرة أخرى، يرتطم بالجدار، تتبدد الخطوات، البرد، والخوف، يغلفان الصمت من جديد).
***
تلا الاحتفالية حفل توقيع المجموعة القصصية الجديدة للقاص محمد الحفري والتي تحدث عنها قائلاً:
(المجموعة تحمل عنوان: المتشظي وأثر المكان في الـ ق ق ج، عبد الكريم السامر أنموذجاً..)
وهي تتحدث عن القص العراقي وتستعرض أسماء من كتبوا في هذا المجال والمجاميع القصصية التي صدرت منذ عام 1940م، وتتخذ من الكاتب عبد الكريم السامر نموذجاً للقص العراقي وهي تدرس أربع مجموعات قصصية قصيرة جداً للكاتب ثم تستعرض بعد ذلك نتاج الكاتب في عيون عدة كتاب من سورية.. والكتاب يحمل في مضامينه عدة فصول منها: (التشظي وأثر المكان، الأبواب المشرعة، الإنسان المهشم، الكاتب الراصد والبطل الحقيقي، سور الكلمات في زنزانة، الظلام والنور في المنتج الإبداعي، المرأة ودروب العشق المرصوفة بالأشواك، تقابلات).
وفي النهاية اختتمت الفعالية بشكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بحضور ما يقام في الفرع من فعاليات وأنشطة ثقافية..

#سفير برس: ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *