إعلان
إعلان

مهرجان كلنا للغة العربية يختتم فعالياته في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب

#سفير برس _ ماجدة البدر

إعلان

لليوم الثالث على التوالي يستمر مهرجان (كلنا للغة العربية) الذي يقيمه فرع دمشق برعاية د.إبراهيم زعرور، رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.. وذلك بالتعاون مع (فريق التدريب الاحترافي) ومشاركة (رابطة أدباء سورية الافتراضية)..
حضر المهرجان عدد كبير من أعضاء الرابطة ومحبي الأدب من جامعة دمشق (مختلف الاختصاصات)،
في البداية رحب د.إبراهيم زعرور بالحضور قائلاً:
(.. أنا سعيد بوجودي بينكم.. وأرحب بكم، أنتم جيل المستقبل الواعد، وسعيد بكل ما قدمتموه من أدب وثقافة تنم عن ذوق رفيع، وعمل جاد ودؤوب، وأرحب بكم لتنضموا إلى (أصدقاء فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب)، الفرع جاهز لاحتضانكم، ومساعدتكم، واحتضان مواهبكم، وتنميتها بطريقة أدبية سليمة، وكما بدأنا بكمية من الحب المتبادل، نختم بحب أكبر منه، لأن الحبَّ يؤسس لعلاقات ومكونات راسخة، وعميقة الجذور، وتكون أكثر مصداقية، لا نريد علاقات عابرة، ولا نريد مصالح ، ولا نريد علاقات تعتمد على الانتهازية والوصولية، نريد الصدق.. الصدق في التعامل، الصدق في الكتابة، الصدق في التعبير، الصدق في الأدب..
كل واحد منكم، أكيد لديه أكثر من قضية ومشكلة .. (مواصلات، عمل، دراسة)، وكل سورية تعاني، نحن هنا يجمعنا حب الوطن، ونهتف بصوت مرتفع: لا للفاسدين والمستغلين والذين ويستغلون هذا الوطن لمصالحهم الشخصية.. خطر ببالي أن أقول من وحي الضمير والوجدان وبعيداً عن النفاق، أعتقد جازماً.. أنا من موقعي كمدرس للتاريخ في جامعة دمشق، أن التاريخ لن يرحم الظلمة والانتهازيين والفاسدين والفاسقين، وكل من يتاجر بالأديان، ودماء الشهداء، والسياسات المتوحشة، وما تسببه من قهر وجوع ومعاناة لأبناء هذا الوطن..
وأقول لهم: إنَّ التاريخ سيحاسبهم…
كلنا نريد الوطن.. نريد الأمن .. نريد السلام..
ولكن ليس على حسابنا وحساب الوطن..
الوطن ليس ملكاً لأحد.. الوطن ملكٌ لجميع الأفراد…
ولذلك يجب أن ننضم إلى جانب من يحارب لعودة هذا الوطن آمناً سالماً غانماً معطاءً، نحارب الطغاة، والظالمين، والفاسدين.. والمحتلين..
والتاريخ سيكتب ما نفعله بحروف من ذهب..
أرحب بكم في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.. وأدعو الإعلامية فرح جمول، لتقديم المهرجان.
***
* كلمة مقدمة الحفل.. الإعلامية فرح جمول:
أسعد الله صباحكم بكل خير السادة الضيوف السادة الحضور
النثر بوح الروح منذ الوجود فيه يناجي الأديب ربه المعبود أو يداعب برقيق الكلام قلب المحبوب ويحمل بين طياته خاطرة أو ومضة أو موضوع ونجدد الترحيب في يومنا الثالث والأخير في فعالية كلنا للغة العربية نشكر د.إبراهيم زعرور رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق، والآنسة حلا حاج حسين مدربة فريق التدريب الاحترافي، والسيد قصي الطُبل رئيس مجلس رابطة أدباء سوريا، السيدة فدوى المغرقوني وكل المشاركين والداعمين والمساهمين في نجاح هذه الفعالية
والشكر الجزيل للسيدة ماجدة البدر التي أسهمت بدور كبير في التنسيق ووقفت معنا في كواليس التدريب لنقدم الأفضل لكم..
كما أشكر الفنانين المشاركين في المعرض المرافق لأيام الفعالية :
الفنانة فاطمة السودي وتضمنت مشاركتها لوحات زيتي تجريدي
الفنان عبد الكريم رمضان المشاركة بلوحات من نوع بورتريه
الفنانة سوسن مصطفى بلوحات من فن الورقيات
ونبدأ يومنا الثالث مع النثر
**

مهما اختفى من حياتك أمور ظننت أنّها سبب سعادتك تأكد أنّ الله صرفها عنك قبل أن تكون سبب في تعاستك. إحدى الدروس القاسية التي عليك تعلمها في أغلب الأحيان ليس الجميع يتمنى لك الخير. تجاهل فليس كلّ شيء يستحق الانتباه. ولا تحزن على شخص تغيرت تصرفاته اتجاهك فجأة فقد يكون اعتزل التمثيل.
إذا استطعت أن تسيطر على غضبك لحظة واحدة ستوفر على نفسك ألف يوم من الندم. إذا أحسست بالألم فأنت حي وإذا أحسست بألم الآخرين فأنت إنسان.
مع الموهبة نورا الحوري، ومن مشاركتها نقتبس:
مقيّدون بلا أصفاد

مقيّدون بأغلال الفقر.
نجاهد ونقاتل في سبيل حماية أنفسنا من الهلاك، حيثما نسير، نجد جيوش الجوع تحيط بنا، وبنظرة الفريسة ترمقنا.
بهدوءٍ وصبر عظيم نمشي، نحارب متمسكين بصلابتنا مهما علونا بالتّظاهر درجات.
غريبٌ هو حال الدنيا!
نجري، ونسعى، والكثير من المطبَّاتٍ والمصاعب تعترضنا.
بين الحين والآخر، وبعد صمودٍ عظيم، تأتي أيامٌ وتغتال قوتنا، ترمي بنا ضحايا على حافة الطّريق.
لا ندري حينها أين سينتهي بنا المطاف، وكيف سنمضي ما تبقى من أيام.
بسبب الفقر، بتنا نعيش أيامنا وكأنَّنا مرغمين على أنّ نعيشها كما تشتهي هي!!
الفقر!
ويحه من آفة نَغَصُّ عليها وتصيد أطهر القلوب، يرسل جيوشه من تلك الصَّايُدات القاتلة؛ ليذبح ما تبقّى فينا من قوّة.
وما نحن لنستطيع الصّمود طويلاً؟!
لسنا جبالاً، ولا أنبياء منزَلين من السّماء، ولا حتى بالجبروت نتمتّع.
غليظٌ ميثاق الدّنيا، يعقد علينا ونجبر على البصمة ببلاهة!!
مكبَّلين بأصفادها بشكلٍ يعيق حركتنا، يعيق عيشنا بسلام.
المال!
ويحه من حاكم.
ومنَّا من يموت هالكاً لجمعه، وآخرُ وهو جالسٌ تتساقط عليه الهِبات كمطرِ السّماء.
حتى كسرة الخبز باتت نادرة، كي نحصل عليها نحتاج لروح المغامرة الّتي تجتاحنا ونحن نلهث وراءها.
والدفءُ قد نسينا شعوره، حتى بتنا نفتقد للبرد حين لا يزورنا.
بلا رحمةٍ ينهش عظامنا، وبكلِّ قسوةٍ لا يصيب سوانا كأنَّه قصدنا عمدًا ورُغمًا عنّا!؟
الفقر!
يحولنا لوحوشٍ مفترسة، لصوص ساذجة.
نصرخ ونعثو في الأرض ناشرين الفساد.
تُرانا برؤية المال نصمت؛ كإلـٰه بسبب الجوع بتنا نعبده رغم معرفتنا أنّه وسيلةً لا غايةً في حياتنا!!

***
علم النفس العلم الذي يذكر لك أشياء تعرفها فعلاً بكلمات لا تستطيع فهمها
ولنكمل في خواطر الأدب مع المتألقة مريم الصبرة، من مشاركتها نقتبس:
يهبطون إلى الطرقات بِأعين يأكلها التعب ويسكنها الوجع، يحملقون في الطرقات وينتظرون!
أهذا هو سقف أحلامهم؟!
مقعدٌ مهترىء يحملهم مع مآسيهم في غربتهم الصغيرة داخل هذا الوطن المغدور!
فقرٌ وإملاق وندرةٌ من كُل شيء إلا تلك الآهات الجاثمة في الصدور والناهشة للعظام، حشودٌ غفيرةٌ على أرصفة الوجع كُلَّ يومٍ لأجلِ حافلةٍ تقلهم بالعشرات سويّاً كجنازةٍ جماعيةٍ في بلدٍ سبعةٌ وثمانين بالمئة من سكانه يتلوون تحت خط الفقر؛ أجلس الآن بحافلة نقل عمومية، الوجوه كُلّها شاحبة وكأنَّ شبح الموتِ ترك قُبلته الباردة على جبينِ كُلِ واحدٍ منهم!
تجلس بجانبي سبعينيةٌ بأجفان متهالكة متعبة، القهر بنى أعشاشه واستوطن في أحداقها!
ترتجف بقهر وتداري تعبها، كم أودُّ لو أطبطب على قلبها بأهدابي أو أغطيها بشغافي!
وأقدم اعتذاري لعمرها الطاعن وجسدها المتألم نيابةً عن هذا المقعد الذي أصبح منالَها الوحيد، وعن أقدم عاصمةً مأهولة في التاريخ!
-آخر موقف- ترجل الكُلّ من الحافلة ينتعلون قلوبهم ويقبضون على أحلامهم خشية الإفلات!
غارقين بين أطنان ال “لماذا وإلى أين و متّى”
قلبي على مدينة الياسمين المشلولة، وعلى أسقف الأحلام المتهاوية.
مريم الصبرة
***

إن لم يكن سوى حسن الظن بالله تبدأ به يومك فاعلم أنّك تمتلك أهم أسباب نجاحك.
مع الأنسة غنى آق بيق ، ومن مشاركتها نقتبس:
أيها الخباز، لا تغرك مهاراتك بالخبز، فالحلوى التي أملكها ألذ ما قد ترى، أيها الخباز لا تخدعني بالخارج، فالقطعة تحمل قيمتها بما داخلها، وما وجدته داخل فتاتي أعظم من أن يوصف، إن حلواي يا سيد غير قابلة للتقطيع أو التذوق، لا يعرف سحر داخلها إلا من سمحت له التملك، إنها نسخة أصلية وليست مزورة، إنها قطعة لانهائية الوصف وليست خردة مدورة، إياك وأن تحسبها ضعيفة فتستغلها بما يرضي هواك، فإن لعنتها إذا أصابتك ستبقى أمد عمرك تدور بدوامات الهلاك.
إنني فنان يا صديقي ولست متسول، إن كنت لا تطرب لسماع لحني فتجاهلني وكأنك لم تراني، أما إذا أعجبك فساعدني ولو بكلمة تطيّب فيها خاطري، كل يوم تظهر الفتاة ذاتها وتشاهدني، من بين كل من وقف كانت عينيها تحاربني.
تحارب أصابعي فازداد شغفا في العزف..
تحارب عيني وكأني قبلها لم أكن أُبصر..
أتعلمين يا مجنونة?!
إنك لعيناي أيقونة..
كفاك بريق، أصبح قلبي حريق، صوتك لأذناي كمقطوعة المونامور، وجودك في حياتي كالعيش بين فاتنات الزهور، أنتِ للسعادة والاطمئنان جسور، بل بوابات عبور، أنتِ صيادة مثالية باصطياد القلوب، وأنا ضحيتك صاحب الأمر المغلوب.
سأستمر أشكو منك لشوارع بيلاجيو، متى سيرتحل هم هواك عني ويجلو?! أحبك يا فتاة فضعي بين هذه الكلمات أقواسًا، إنني وجدت قلبك لقلبي تفصيلًا ومقاسًا، هل سأستمر بالوقوف محدقًا أمام البوابة?! وأنا أنتظر من عينيك الإجابة، أخبرت عنك الطيور فباشرت بالبحث عنكي والعثور، وصفتك للغيوم فتخيلتك في سمائها رسوم.
تعلمت إمساك القوس ولكن لم أتعلم الرماية، وفي صعودي الجبال أيقنت أن بعدك كارتفاع الهيمالايا، في قضيتي.. عجز القاضي عن وضع الأحكام، كلما كتبت نهاية قصتي وجدت أنني عاجز عن الاختتام
***
ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية.
ونكمل مع المبدعة مرام أحمد أسود، من مشاركتها نقتبس:
بعد عدة سنوات من الفراق ..
رمَّقني عصفورٌ يحمل لهفة ، صدمَ رأسي بورقةٍ حمراء تحمل حروفك ، لم يكن لديَّ القدرة على البدأ بفتحها ، فضولي يراودني لا محالة بأن أبدأ بالقراءة حالاً ..
العزيزة مرام ..
الحبيبة والصديقة والأخت ..
أيامنا لم تمرّ على ذاكرتي لأنَّها لم ترحل قط ، لم أكن أنوي الرحيل ولا التخلي عنك أيضاً ، كما قلتِ : قدرنا خطَّ الفراق لنا ويعود الذنب له ، كان الذنب الأكبر للحياة التي لم تساعد قلبي في شيء أراده ، أتلقى رسائلك بكامل لهفة وحبّ ، لم يعد بوسعي الرد ، أنا أيضاً انتظر اللحظة التي يلوِّح لي القدر بها بأنّنا سنلتقي وسيُمحى كلُّ أسى مررنا بهِ ، لكني أرى الطيور فقط وألوِّح لها ، حتى الطيور ملَّت مني وأبت أن تجمعني بكِ كي لا أُخيافها بتلويحي لها ، لكنني أراكِ بها ، هل الطيور وجدت هذا شيء كثير على قلبي أن يتخيلك في طيور عابرة ؟!
لكنّك لم تكوني عابرة أبداً ، لا تسألي عن لون الورقة ، اعلم وتعلمي كم تحبين الأحمر ، أردتُ أن تكون ذكراي بلون تحبينه ، محفورة أنت في قلبي كما حفرتَ القذائف بيوتاً عجز المهندسون عن إعادتها كالسابق ، عاجز أنا٥ عن إعادة قلبي خالياً منك ، حتى وإن عدّت سنين أخرى ، رسالتي واحدة
دمتِ حبيبتي
ودَّعتُ الطير وقرأتها بحبٍّ وتمعن ، لم يكن بوسع عيوني أن تضبط الدموع كي لا تُذرَف لأجل حروفك ، لا تقلق حيال أنّي سأفقد الأمل من رجوعك ، الأمل لدى حواسي حاضر لآخر عمري ..
حتى وإن جال فكري ذات يوم بأنّك وجدت حبّي حملٌ ثقيلٌ عاجز أنتَ عن حمله .. وعاجزة أنا عن تركه ..
ولو بعد مئة عام ، لن أختار غيرك ، أنت فقط ، حتى وإن زادتنا الحياة بالفراق ولم تجمعنا ، سأرجوك عند الله أيضاً .
دمتَ حبيبي
***
أكثر الأشياء وجعاً هو أن تنام كل ليلة وما زال في صدرك أحاديث النهار لم تجد من تخبره بها أبداً.
الآن مع المميزة رانيا الصبرة من مشاركتها نقتبس:
إلى شبيهي الّذي يسكنني

سلامٌ لكَ وألف تحية يا شَبيهي، رُبما لستَ من أشباهي الأربعين، ولكِن كياننا زلزل بضراوة أزمات واحدة، ولنا قلبٌ بينَ سَرايا التيه ، تقَصَّ عن قبسِ أمانٍ يلوذُ بهِ بالفرارِ، وبين زوايا الألم قبع يعزفُ تَرانيم الفَقد، ويُناجي الشَوق بدموعٍ تتصببُ مدراراً ، بعد أن لطَمَنا الواقِع بفاجعةِ موت الأحباب وتهاوي الأحلام الورديّة لمستقبلٍ قريب نسجناه ُ من حبالِ الأملِ، أعلم واللّه، أعلم ما تمرّ بهِ، وأنّكَ تشعرُ بطعمُ الصمت في حلقكَ لكثرةِ ما ابتلعتَ من كلماتٍ ضاقَ بها صدركَ، وتحاشدتْ بين أضلعكَ، وأنّكَ تشعر بحرقةٍ تنسَكِبُ في وعاءِ جوفكَ، حينَ تعيدك الذاكرة لأمسك القريب، وترى أُناسًا كانوا لكَ الدنيا بما فيها، فتخلى عنك وعنهم القدر لتتشرد وحيداً في غياهبِ الفراق من بعدهم، وتذهب الرُّوح منا بالشوقِ، فيطرحكَ التساؤل: لِمَ لم نسرق من الدهر مزيداً من لحظاتٍ تشاطرنَاها معاً؟!
لمَ لم نحتَفِظ بالمزيدِ من الضحكاتِ؟!
لِمَ لم نبتع كاميرا تلتقط الأنفاس والنبضات بعينها السّاحرة؟!
تُصوِّرُ الابتسامات و تُسجِل الضحكات، ما لي بصورٍ باهتة بلا حياة كحياتنا دونهم؟!
والسؤال الأقسى كم مرةً ولدنا في هذه الدنيا لنموت فيها بهذه الكثرة، أعلم أنك تعبت وأقلامكَ جفّ دمعها ودفاترك وهنتْ أعصابها من كثرةِ ما شهدتْ من الوجعِ بين سطوركَ، ولكن لك البُشرى أيها الشقيق من رحمٍ واحد .. المصاب، فأنا وأنتَ تقاسمنا نفس المصير، كما تقاسمنا نفس السّماء، لكَ البُشرى بأنّ كل مُرٍّ مَرّ على مرِ العصور جاءَ بعدهُ جبر بحجمِ السّماء، ولكن يجب أن تصمد في البداية فإن استطعتَ النّجاة في أولِ معارككَ فقد نجوتَ واللّه؛ لأنّها أصعب وأشرس المعارك رغم اختلافها واختلاف عظمها من قلبٍ لآخَر، ولكنها الأصعب على حد سواء؛ لأنّ الواحد قلبنا ما زالَ غراً أعزل لا يفقه من عدةِ الأيام والحروب شيئاً، نعم في البدايةِ ستعود للواقعِ بأجنحة شرختها الأزمات، ولكِن بحبال العزم تُخاط، اضحكْ قليلاً، اجبرْ نفسك على أن تكون لطيفاً كما اعتادَ الناس منكَ، رغم فقدانكَ شهية التنفس، فما بالك بالتبسُم، ولكن قاوم شياطينكَ، ولا تمُتْ في الدروبِ القديمة، أحِبَ الدُنيا كي تُحبّكَ، لا تقرّ بحرائقكَ واشتعالكَ الذاتي أمام الآخرين، بلْ ابتَسِم ببرودٍ وشاهِدْ حفلة الشواء، وعندما تنفرد بنفسكَ التفِتْ لتَضميدِ جروحكَ، فلا تدري من منهم يضمر لك الخير، ومن يضمرُ الشرّ، كُنْ نجماً في علوكَ وكبريائكَ حتى يأتي يوم وتعدّ نفسك عندما تحصي عدد النجوم في السماء، الجَأ لحضنِ العائلة فإن الدفء والأمان الموجودان فيه قادران على إذابة جليد قلبٍ جمدهُ البُعد والخيبات، يتقبلونكَ بهزائمكَ ويزركشونها بشرائط المحبّة، لتغدو انتصارات ونياشين شرف تزين صدركَ، فكأنّ أيدي المحبين بلد للّهِ در وطنٍ في جسد، فإن مدوا لكَ يد أزهرَ الحُبّ في كفِكَ، فاختبِئ من برودةِ أيامك السوداء في ضحكاتهم، لا تتنازل عن أحلامكَ مهما تعبت فإن إفلات اليد في منتصفِ الطريق جريمة في حق نفسكَ، محيط أحلامكَ وسماء آمالك لا تخسرهم، لا تخسر تعب عمر مضى في لحظةِ يأسٍ، اركبْ بِحار الحلم، وأطلِق لروحكَ العنان وغامر، احتسِبْ أجر كل شوكةٍ وخزتك في سبيل اللّه، داوِ نفسكَ المُرهقة بالقرآنِ فهو علاج وبَلسم لندوبِ قلبكَ، والجأ إلى الذي قالَ في كتابهِ الكريم جلّ جلاله: { كلّ شيء خلقناه بقدرٍ}،
وتحتَ ذاك السواد الحالك بياض كالياسمين مُثلج للقلبِ قبلَ العين، الجأ إلى الذي لا يغلقُ بابه في وجهكَ أبد الدهر .
لم يخلقك عادياً فكيف سيوهبك حياةً عادية مُملة؟!
قد جئتَ على هيئة رسالة اعتذار إلى هذا العالم الذي ملّ التقليد والتطبع، قد اشتاقَ للتفردِ و لعنقاء تحترقُ ثمَّ تُخلق من جديدٍ من رمادها، وهذهِ العنقاء هي أنت، هذهِ العنقاء هي أنا،
لم نخلق لننطَفِئ بل لنكُن شعلة ونبراساً لمن بعدنا، إياك واليأس، هذهِ الرسالة ليست مني فقط، إنّها أيضاً من ذاتكَ المستقبلية، لتخبركَ بأن الألم زائِل وسيمضي وسيستحيلُ أملاً، ثقْ بي،
ثقْ بشبيهتكَ، من استحالَ الألم أملاً في صدرها، واليأس قوّة قادرة على الصمود عبر أزل الحياة.
***
أكبر كوارث البشر أنّهم قد يمحون كل تاريخك فقط إذا فعلت موقفاً واحداً لم يعجبهم وينسون كل ماضيك.
مع الفراشة إيناس بيرقدار
فاحَ عطرُكِ بين الزهور فتمكلني الشوقُ اليكِ
فجئتُكِ سائحاً آسير ضائعاً بين ساحاتكِ
أحاولُ البحثَ عن دليل
قالو لي إنكِ زهرةُ الخميلة
وإنكِ فتنةٌ للناظرين
محاطةٌ بأسوارٍ منيعةٍ
تصمدُ أمامَ كلِ مراوغٍ أثيم
لكنكِ تحمَلين من الحنان
مايكفي لكلِ زهرةٍ وعاشق
مايكفي لأحتواءِ العالمِ بأسرهِ
لكنكِ ستبقين يازهرتي شامخةً
تَتَحدّييَن الأهوالَ والطغاةَ والطامعين
جئتكِ حاملاً حُبي لأدثّرَكِ به
سأجعل حروفي تسجد في محرابكِ
جئتُكِ لأضُمَّ بين ذراعيَّ عنفوانك
لست أدري كيفَ مضتْ تلكَ السنون؟؟
كيفَ دقتْ أجراسُكِ عَبْرَ الحروب
كيف وكيف و كيف لا أدري
أخبريني كم تحّمليَنِ من الصبرِ
على الرغم مما حلَّ بك
على الرغم من الحروب التي حاولَتْ أَنْ تغتالَ أراضيكِ
يا يوسفيةَ الحسنِ
ها أنا هنا أقفُ ذاهلاً مذهولاً
وجدتُكِ ووجدتُ فيكِ ضالّتي
ابهرتني قوتَكِ التي لا تشيخ
فأنتِ الحلم الذي لا يموت
ومن ذا الذي يشبهك سوريتي
***
وأخيراً أصبحت قادراً على أن أخلق سعادتي بنفسي، أتوقع الأفضل دائماً وأستعد للأسوأ ثمّ أتقبل ما يأتي مهما يكن. حينما ترى أنّك لم تعد تهتم بأي أحد اعلم أنّه قد خاب ظنك بالكثيرين.ولأول مرة ومشاركته الأدبية الأولى الأستاذ عبدالله مصيبيح من مشاركته نقتبس:
“أنا”

كم أحاول أن أرسم بسمة دونكِ،
لا أعرف، لا استطيع
لا حياة لها طعم إلا معكِ
نعم، أنشودة العصافير أنتِ
أنتِ الفرح
أخذتِ نصفي، لا بل كلُّي
النور فوق النور أنتِ
لا بل القمر، في منتصف الشهور
لا جناح للسرور، إذا ما تبِسَّم ثغركِ
يا مُجَمّلةً بالحبّ تبختري عليّ فحسنكِ تخللّ العظام
يا مليحة الأوصافِ ، والقسماتِ
دعي غصنَ قلبكِ
يميل حيث الهوى يميلُ
لو تعلمين، كم وكم فؤادي
بك قدِ عاشَ مرهفَ الوجع والحنين
يحملُ شوقاً فاضحاً
أبحث عنكِ، لكنني في واقعي لا اجدكِ
فتسرحُ بي جذوةُ نفسي
إلى السراب، أقابلُ طيفكِ
أقبلهُ وأضمهُ وأصافحهُ
يا أجملَ، مُصادفةٍ جعلت
بيّ جمراتِ العشق، مشتعلةً
أرجوكِ لا تغيبي عني، ولا تظني
أن جذورَ الحب تموت فيَّ
بل هي تغوص، إلى العمقِ
إلى الأعمق حتى تصلَ
لتبلغَ نبض قلبي، ويرقرق الوتين
باسمكِ راءٌ، يروي وجدَ روحي
وهاءٌ ، هيام يتدفقُ في عروقي
لكِ اكثرُ من الدمِ الذي ينبضُ في شراييني
وألفٌ، لفا قلبي لاجئاً ، إلى ربيعِ دفْئكِ
والميمُ، مُرامُ وصلكِ محتوم لا محال فيَّ
رفقاً أرحمي عزيزاً رنا شوقاً وحباً لكِ، وأكثر
ما في نفسي أود قولهُ
أمامكِ يَصمتُ الكلام، ويتكلم القلبُ

-ألا ليت نجلسُ أنا وأنتِ
فوق سقفً عالٍ
تحت نجوم السمر
-نسمعُ أغانينا تلك التي تنبتُ
كالناي في الجبال البعيدة
وألمح بوجهكِ القمر
-يا أجمل صورة بشر
عيناي كم عشقتا الأجلكِ السهر
وكيف حبكِ تسللَ بهمسهِ السَّاجرِ
في شراييني
حيث قلبي بموجِ الشوق
ابحر بيّ كجمر الشهدِ
وغداةَ لا اراكِ
فإن شيئاً بي يبقى
قاتلي بقسوة!؟

عبدالله مصيبيح
Mageda
Mageda Badr
“أنا”

كم أحاول أن أرسم بسمة دونكِ،
لا أعرف، لا استطيع
لا حياة لها طعم إلا معكِ
نعم، أنشودة العصافير أنتِ
أنتِ الفرح
أخذتِ نصفي، لا بل كلُّي
النور فوق النور أنتِ
لا بل القمر، في منتصف الشهور
لا جناح للسرور، إذا ما تبِسَّم ثغركِ
يا مُجَمّلةً بالحبّ تبختري عليّ فحسنكِ تخللّ العظام
يا مليحة الأوصافِ ، والقسماتِ
دعي غصنَ قلبكِ
يميل حيث الهوى يميلُ
لو تعلمين، كم وكم فؤادي
بك قدِ عاشَ مرهفَ الوجع والحنين
يحملُ شوقاً فاضحاً
أبحث عنكِ، لكنني في واقعي لا اجدكِ
فتسرحُ بي جذوةُ نفسي
إلى السراب، أقابلُ طيفكِ
أقبلهُ وأضمهُ وأصافحهُ
يا أجملَ، مُصادفةٍ جعلت
بيّ جمراتِ العشق، مشتعلةً
أرجوكِ لا تغيبي عني، ولا تظني
أن جذورَ الحب تموت فيَّ
بل هي تغوص، إلى العمقِ
إلى الأعمق حتى تصلَ
لتبلغَ نبض قلبي، ويرقرق الوتين
باسمكِ راءٌ، يروي وجدَ روحي
وهاءٌ ، هيام يتدفقُ في عروقي
لكِ اكثرُ من الدمِ الذي ينبضُ في شراييني
وألفٌ، لفا قلبي لاجئاً ، إلى ربيعِ دفْئكِ
والميمُ، مُرامُ وصلكِ محتوم لا محال فيَّ
رفقاً أرحمي عزيزاً رنا شوقاً وحباً لكِ، وأكثر
ما في نفسي أود قولهُ
أمامكِ يَصمتُ الكلام، ويتكلم القلبُ

-ألا ليت نجلسُ أنا وأنتِ
فوق سقفً عالٍ
تحت نجوم السمر
-نسمعُ أغانينا تلك التي تنبتُ
كالناي في الجبال البعيدة
وألمح بوجهكِ القمر
-يا أجمل صورة بشر
عيناي كم عشقتا الأجلكِ السهر
وكيف حبكِ تسللَ بهمسهِ السَّاجرِ
في شراييني
حيث قلبي بموجِ الشوق
أبحر بيّ كجمر الشهدِ
وغداةَ لا أراكِ
فإن شيئاً بي يبقى
قاتلي بقسوة!؟
***
ما أجمل الحياة عندما تعيش لأجل حلم حتى لو كان صعباً، وما أصعب الحياة عندما نعيشها بلا حلم.
ولأول مرة على المنبر في قصيدة لابن زريق بأداء خطابي وإلقاء مع الآنسة براءة السوفاني:

ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا‏‏ / عند الشهيد تلاقى الله والبشر‏‏
ناداهم الموت فاختاروه أغنية‏‏/ خضراء مامسها عود ولاوتر‏‏
تقدس المطر المجدول صاعقة‏‏ / وزنبقا ؛ ياشموخ الأرض يامطر‏‏
لاتفلتي قبضة التاريخ عن غدنا‏‏ / أطفالك السّمر ياصحراء قد كبروا‏‏
ريش على صهوات الرّيح فجّرها‏‏ / بالمعجزات وريش راح ينتظر‏‏
تعانق النسر والتاريخ ملحمة‏‏ / وكبّرالعشب والينبوع والحجر‏‏
تعانق الفارس المقدور من ألم‏‏/ والتلّ؛ فالعاشقان التلّ والشّرر‏‏
وأينعت بالدم الجولان وانضفرت‏‏/ سيناء ؛ ياروعة الاكليل ينضفر‏‏
سرّ الصحارى وسلها كلما يبست‏‏/ من أين ينبع فيها الظلّ والشجر ؟‏‏
**
في ختام هذه الفعالية لا يسعنا سوى أن نشكر كل القائمين على هذه الفعالية ونخص بالشكر اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق متمثلة بالسيد إبراهيم زعرور وأسرة الاتحاد
الفرق والمبدعين المشاركين ولكل من ساهم في إنجاز ونجاح هذه الفعالية وقبل أن ننتقل الآن إلى تكريم المشاركين كلمة الختام للسيد إبراهيم زعرور.

#سفير برس _ ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *