إعلان
إعلان

عطر الشعر وبوح القصة في فعالية أدبية في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب

#سفيربرس _ ماجدة البدر

إعلان

أثار مصطلح (الأدب) بكافة أشكاله وألوانه وطيوفه الكثير من الاهتمام من قبل الباحثين في هذا المجال على اختلاف تنوعهم الثقافي والفكري والاجتماعي والجغرافي، وأجمعوا إلى حدٍّ بعيد على أنه (ذلك الكلُّ المعقد) الذي يتضمن (المعرفة، والمعتقد، والفن, والخَلق، والقانون، والعادات المجتمعية، والشعر، والقصة، والقصة القصيرة جداً، والرواية، والبحوث والدراسات، والنقد…..)، وهو يدون جميع الطبائع التي يكتسبها الإنسان من مجتمعه..

أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مقره الكائن بدمشق يوم الاثنين 13/9/2021 بحضور هيئة الفرع، د.إبراهيم زعرور، رئيس الفرع، أ.أحمد خدام السروجي، أمين الصندوق، فعالية أدبية (شارك فيها: سعد مخلوف، جمال المصري، غسان حورانية، رضوان القاسم).
في البداية رحب د.إبراهيم زعرور بالحضور قائلاً: (أرحب بجميع الحضور، تعودنا في فرع دمشق، أن نكون أسرة واحدة متحابة، نزرع الحب لدى الجميع، رغم ويلات الحرب القاسية الظالمة التي شنها أعداء الوطن على سورية، استمر فرع دمشق بإقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية، بالإضافة إلى المعارض والمهرجانات ..
نحاول دائماً أن نوصل رسالة للجميع، رسالة محبة .. نحن بحاجة للحب والتسامح.. يجب أن نخرج من أنفاق الانتهازية والفبركات والكذب وما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي من نفاق، والمثقف لا يليق به إلا أن يصدق مع نفسه مع أدبه، ومع من يمثلهم.. وعلينا كأدباء أن نؤدي رسالتنا على أكمل وجه، نحن نرحب بكم، وأدعو المشاركين لبدء هذه الفعالية..
***
نضج الخريف والشاعر سعد مخلوف
شاعرٌ من مواليد 1953 ، مدينة جبلة، عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر.. كتب الشعر بكافة أشكاله، وخصوصاً شعر التفعيلة، يقول عن نفسه: أحببت الشعر منذ المرحلة الابتدائية، ولد الشعر معي ، منذ الصف السادس، أحمل حامل شهادتين جامعيتين( دكتوراة في الرياضة والعلاج الفيزيائي ، وإجازة في اللغة العربية)، له دواوين مطبوعة، ويستعد لإصدار الديوان الخامس..
من مشاركته نقتبس:
(نضج الخريف، تقولُ سيدتي الحزينة،
بين أحلامي وخوفِ حدوثها،
ومشى الجفافُ يقودُ قافلةَ السقوطِ،
وقد تمدَّد بين حِبْرٍ كنتُ أعرفُهُ
حنوناً، شاهداً، لا يجرحُ الورقَ المعمد بالهيامْ
وأنا كقوسِ الحزنِ أسقطُ مائلاً
الرِّيح تهزأ بي.. ويهزمني الظلامْ
نضج الخريفُ بعالمي
وأنا أسابقُ في الهوى قلبي
لأخدعَ ما جنتهُ النفسُ من ظنٍ
تقصَّد جرحها
حتى تسلل حاضرٌ فيه الخصام
لم أقترف حباً، ولا إثماً ، يجرح روحها
لكنني كالعاشقين
أحب كل تملكٍ لأكونَ صاحبَ سطوةٍ
وينام قلبي في سلامْ..
**
فاوست والشاعر جمال المصري
ولد الشاعر جمال المصري في طرابلس / لبنان 1959، وتلقى تعليمه / بكافة مراحله/ فيه ، /مهندس معماري/ ، حائز على رتبة مستشار في الدراسات الهندسية. له ديوانان مطبوعان .. الأول سفينة الحلاج والديوان الثاني بعنوان شيبتي من ياسمين..
وهو من أنشط الشعراء على صفحات التواصل الاجتماعي.. يكفي أن نصفه بأنَّه شاعر غريد، رأى في سماء الأدب الرحبة ساحة واسعة تتسع لكل مبدع وتستقطب أجمل الطيور لتحلق فيها بكل حرية، باسطة جناحيها، محتضنة كل ماهو جميل ومبدع، فتحول أبسط الأشياء إلى جماليات مثيرة فينا الاهتمام والحب.
من مشاركته نقتبس:
فاوست
كتبتُ مقالةً بالأمس عني
وأنهيتُ المقالةَ بالوفاةِ
فصارتْ أحرفي مثلَ الأفاعي
وصار السم ينزفُ من دواتي
وتابوتي على كتفي خفيف
كأني لم أضع فيه رفاتي
وإذ بي راكضٌ فركضتُ خلفي
وما أمسكتُ إلا شعوذاتي
أنا بشرٌ أعاني من وجود
على أرض تغصُّ بكل آت
رمتني بين هذا الناس أمي
كما يرمي قتيلٌ في الفلاةِ
أراود وحدتي والناس حولي
وأهجرهم فأبصرهم بذاتي
ثيابي في الخزانة فارغات
وما أقسى الثياب الفارغات
وقلبي مثل مسمار قديم
تهدل من حمولةِ ذكرياتي
أنا إن شئتُ عصفوراً سأمسي
وأعشقُ من أريدُ من البنات
فأشرب حسوة من شعر أنثى
وأسكر من جميل الوشوشات
ولكني أغصُّ بشبر ماء
وأمسك بي إذا ضاعتْ جهاتي..
**
قطعة لك وقطعة لنا والقاص غسان حورانية
قاص وسينارست من مدينة دمشق، موايد الميدان 1972، عضو جمعية القصة والرواية، حاصل على شهادة تأهيل إعلامي، في فن كتابة السيناريو والحوار التلفزيوني والسينمائي والمسرحي، من معهد دراما أكاديمي بدمشق.. له العديد من الإصدارات منها (القناع، القط أكل عشائي، اسكيتشات مسرحية بعنوان الموظف والأميرة ) وغيرها…
من مشاركته (قطعة لك، قطعة لنا) نقتبس:
أخذت “نايا” تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة وهي تتأمل بحسرة وأسىً قطع الكيك المنوَّع، والكشك، والبوظة، ولفافات الكريمة الغربية الشهية، وهي تتهادى على الطاولات المجاورة لها، وما زاد من ألمها مقارنتها كل ما تراه بكأس عصير البرتقال اليتيم المنزوي جانب حقيبتها.. وفي هذه اللحظة ساورها شيء من الندم لتورّطها في الدخول إلى ذلك المكان، فأخذت في سرّها توجه اللوم إلى صديقتها رهف التي لم تفلح معها كل محاولاتها بالاعتذار عن الدخول أمام إلحاحها البالغ، فلم تجد نفسها إلا وهي داخل ذلك المقهى الذي كانت تفوح من كل جوانبه روائح الحلوى الشهيّة.
عضّت نايا على شفتها السفلى بقوة، وهي تشاهد ما يقدم من أنواع الحلويات المدهشة، خاصة أنها عاهدت أخصائي التغذية منذ أيام عدة على الامتناع عن تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية. وعلى الرغم من أن صديقتها كانت بارة بالوعد الذي أطلقتْه لها بعدم التطاول، أو اقتراف أي طلب مما كانت صديقتها تحظره على نفسها، إلا أن رائحة الحلوى اللذيذة، جعلتهما تكابدان الأمرين في محاولة الاحتفاظ برباطة الجأش.
بعد مرور نصف ساعة على دخولهما المكان، شعرت “نايا” ببعض الراحة تسري في نفسها، فقد استطاعت على الرغم من كل الإغراءات التي يصعب على أي شخص تجاهلها أن تبقى بارة بعهدها، واثقة من نفسها.. حتى أنها بدأت تسترسل بالحديث مع صديقتها، وتتعاطى مع محيطها من بعض معارفها بألقها وعفويتها ومرحها المعهود.. متجاهلة كل المنغِّصات التي عانت منها بادئ الأمر.
مع امتلاء طاولات المقهى بالروّاد، وازدحام مقاعدها من الشابات والشبان، بدأت الأصوات تعلو داخل المقهى، وفي غمرة ذلك قطع استرسال الصديقتين في الحديث قدوم شاب في بداية العقد الثالث، يحمل قطعتين من الكيك، وكوباً كبيراً من النسكافيه مع الحليب.. كانت القطعة الأولى مؤلفة من طبقات ثلاث، تفصل بين كل منها كمية كبيرة من كريمة البندق، وقد غمرتها الشوكولا البيضاء، وفوقها حبة كرز، ما جعلها تبدو مغرية إلى أبعد الحدود.
أما القطعة الثانية، فكانت بيضوية الشكل، محشوة بالأنواع المتعددة من المكسّرات المغمورة بكريمة الحليب والسكر المحروق، وتتربع فوق كل تلك المكونات كرة كبيرة من الشوكولا المعجونة بالراحة مع قطع الفستق الحلبي.
تأملت “نايا” هاتين القطعتين بعينين تتطاير منهما شرارات النهم، وبدت كأنها غير قادرة على إزاحة نظرها عنهما. ثم أخذت ترنو بطرف عينها نحو ذلك الشاب وهو يداعب بشوكته قطع الكريمة، ويتلذذ بطعمها قبل الغوص إلى داخلها.. فشعرت وكأنه يداعب بشوكته شغاف قلبها، ويعزف على أوتاره لحن العذاب.. عذاب الحب والهيام.. تخيلتْ الوصول إلى تلكما القطعتين حلماً جميلاً من المحال تحقيقه.. فحاولت جاهدة أن تصرف نظرها عما يحصل، ولكن، ما إن اغترف الشاب لقمة عميقة من منتصف قطعته الأولى حتى شعرت أن صبرها بدأ ينفد، واعتقدت أنه لن ينجيها مما هي فيه سوى مغادرتها المقهى في أسرع وقت، قبل أن يقودها تفكيرها إلى أمور لا تُحمد عقباها.
لكزت نايا صديقتها “رهف” بطرف قدمها من تحت الطاولة، ثم أومأت لها بطرف عينها بحركة تقترح بها مغادرة المقهى.
ابتسمت رهف ابتسامة عريضة لما رأته من موقف عجيب مضحك تتعرض له صاحبتها التي ألهبت قطعتا “الكاتو” شهوتها. فأطبقت نايا بنانها بما يفيد التريث. لكن “رهف” تجاهلت ذلك، وراحت تتلفت باحثة عن النادل، ليحضر لهما فاتورة الحساب.
في غمرة ذلك تناول الشاب اللقمة الأخيرة من القطعة الأولى، وهو يغمض عينيه بحركة تدل على تلذذه البالغ بطعمها الأخّاذ، بطريقة جعلت نايا تبتلع ريقها بأسىً وحسرة.
مسح الشاب فمه بالمنديل بعد أن احتسى الرشفة الأخيرة من فنجانه.. ثم حمله وغادر المكان، تاركاً قطعة “الكاتو” الثانية وحيدة في الطبق، متربعة على عرش قلب “نايا” التي راحت تتأملها بحسرة.. انتابها فجأة إحساس غريب جعلها تهمس لرهف بالتخلي عن الإشارة للنادل بإحضار الفاتورة، فتأملتها “رهف” بنظرة استغراب وسألتها: ما بك؟. كأني أرى الضعف بدأ يتسلل إلى نفسك!
لم تأبه “نايا” لكلام صديقتها، لكنها شرعت تتساءل أمامها عن السبب الذي جعل الشاب يتخلى عن قطعته الثانية وينصرف.. وهنا أخذت الصديقتان تتبادلان التوقعات التي حدت به أن يفعل ذلك.. عرفت “رهف” في هذه اللحظة أن كل ما تتفوه به مع صديقتها لن يفيد بشيء، ومهما يكن من أمر فإن الرجل ترك القطعة وانصرف.. وعليهما الآن الانطلاق بالتفكير من هذه الزاوية..
همست رهف في أذن “نايا” بعدما شعرت أن عليها أن تقوم هي بالمبادرة.. فتداولت معها فكرة أن تقوما باقتسام قطعة “الكاتو” بينهما قبل أن يقوم النادل برفعها عن الطاولة، فهي بلا أدنى شك رزق ساقه الله إليهما، فتكونان بذلك قد كسبتا قطعة “كاتو” مجانية.. والأهم من ذلك تطفئ “نايا” نار شهوتها المستعرة في داخلها، وعلى الرغم من شعورها بالحرج من ذلك التصرف الذي لا يخلو من تهمة الاعتداء على أملاك الآخرين من دون إذنهم، إلا أنها خفضت عينيها إيحاءً بالإيجاب، وبلمح البصر مدّت يدها إلى الطبق وسحبته إليها، وتناولت سكيناً، وقسمت قطعة “الكاتو” إلى قسمين متساويين.
دفعت بنصف القطعة إلى رفيقتها التي داهمها للحظات شعور غريب بالدونية لأنها لم تعتد على مثل ذلك من قبل، لكن إغراء القطعة التي صارت بين يديها جعلها تتخلى بسرعة عن أي تفكير، وبدورها تناولت نايا شوكة قريبة منها وأزالت كرة الشوكولا التي تعلو القطعة، ووضعتها في فمها وهي تغمض عينيها وتحرك رأسها يمنة ويسرة تعبيراً عن غبطتها بطعمها الطيب اللذيذ.
فتحت “نايا” عينيها فصافحها وجه ذلك الشاب، وهو يعود للجلوس مكانه وقد ملأ كوبه مجدداً بالنسكافيه مع الحليب.. ثم راح يرنو بدهشة واستغراب وعجب نحو قطعة “الكاتو” المسلوبة، والمقسمة، والتي أضحت مضغة بين فكّي الفتاتين اللتين تشرّبت وجنتيهما حمرة الخجل، بلون يضاهي لون حبة الكرز التي كانت ما تزال متربعة فوق عرش حصة “نايا” في تلك القسمة العادلة، حيث نظرت إليه مبتسمة وقالت بصوت خفيض وهي تذبل بعينيها: قطعة لك، وقطعة لنا.
***
ناي على وجع الفراق .. والشاعر الفلسطيني رضوان قاسم
عضو اتحاد كتاب فلسطين، له ثلاث مجموعات شعرية (فاء أنا، علمني كلام الماء، قم واعتذر للبرتقال)، الفائز بعدة جوائز على الصعيد المحلي، يكتب الشعر العمودي والتفعيلة.. وله العديد من المشاركات الأدبية والثقافية والشعرية..
من مشاركته ناي على وجع الفراق نقتبس:
إني أغني وبعض الدمع في طربي/ ما بحةُ الناي لولا أنَّةُ القصبِ
بعضُ الأغاني من الأحزان رقصتها/ رقصَ البنفسج من ريحٍ بلا تعب
لا الريحُ تدركُ ما المعنى لغضبتها/ ولا البنفسجُ يخفي ضوعةَ الندب
أسكنتُ قلبي بوادٍ غيرَ ذي زرعٍ/ أدعو ليرزقَ بالأعنابِ والرُّطب..
ألقيتُ فيكَ اشتهاءَ الماءِ من ظمأي/ ألقيتَ في جنونَ النار في الحطب
وهمتُ فيكَ كصوفيٍّ بوحدته/ غابَ الوجودُ وذكرُ الله لم يغب
أستعذبُ الآه من صدري معتقةً/ هل نشوةُ الكأسِ إلا صعدةُ الحبب
كان نوحي كالورقاءِ في أيكٍ/ واستبدلت غصنها حطَّت على هدبي
واختتمت الفعالية بشكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بحضور ما يقام في فرع دمشق من فعاليات أدبية وثقافية..

#سفيربرس _ ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *