إعلان
إعلان

الإعلام في مواجهة التحديات _ بقلم : مها صبري جحجاح

_ سفير برس

إعلان

عادة ترمم التجربة العقل النظري وتعطيه من خبرتها ، تفتح افقا جديدا يرتبط بالواقع ، منسوجا بحياكة جديدة نسميها الابداع . بدون الابداع هذا، تتقوقع النظرية في كتاب ، او يتشتت الواقع الى مجموعة من الاعمال بعيدا عن الاهداف . فالعقل النظري ينهل من التجربة ، تماما كما التجربة تستفيد من النظرية في مسيرتها لتحقيق الجدوى . وحين تتطابق النظرية مع الممارسة ، وجب اتقان الادوات الخاصة بكل منها، لتصبح كلا متكاملا في هرمونية متناغمة ، او لوحة تفسر الوانها بعضها البعض .
فبعد عقد من الحرب الكونية الارهابية على سورية و التغطية الإعلامية المستمرة هل أبدع بدوره في ادرة الأزمات و مواجهة التحديات ؟
و كيف يمكن للاعلام أن يكون من أجل المواطن و يجد لنفسه موقعا” بين المواطنين؟
و ما مهامه الجسورة في مرحلة العمل؟
معركة حقيقية شرسة خاضها الإعلام بوسائله المتعددة المرئي ،المسموع و المقروء خلال عقد من الحرب الكونية على سورية كمكون رئيسي من مكونات استراتيجية تكاملية لمواجهة التحديات .
فأمام المخاطر و الصعوبات و الأزمة الاخطر في العالم التي تعيشها سورية في التصدي للارهاب قام الاعلام بمهام كبيرة في مواجهة حملات التضليل والتزوير و الضخ المتعمد للإشاعات التي تقودها وسائل الإعلام المعادية و وضح أبعاد و أهداف و مكونات هذه الحرب الكونية المركبة كما خصص مساحات إعلامية كبيرة لتقديم تطورات ما تشهده البلاد و ما يقدمه الجيش العربي السوري من إنتصارات
وما تحققه الأجهزة الأمنية من انجازات فى ضبط الأسلحة والمعدات والمتفجرات التى كان يتم إعدادها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة لتنفيذ عمليات إجرامية ،إضافة إلى تقديم برامج تتضمن تحليلات الخبراء حول تفسير سلوك التطرف والإرهاب، كما أبرز تضحيات الجيش و الإعلام فى مواجهة العمليات الإرهابية، وكشف زيف العديد من وسائل الإعلام االدولية التى حرفت الحقائق وقدمت معالجة غير مهنية .و روجت مصطلحات لزرع الفوضى الفتن و الوهن .
و أظهر الشفافية الوطنية و المصداقية بنقل الصور الحية من أرض الميدان
ما جعل منه المنفذ و المصدر و المعلومة و الخبر
و الشرح و التبيان بصوره الحية للمواطنين لحمايتهم من متابعة الإخبار و المعلومات الكاذبة التي صنع لهم من أجل هذه الغاية غابة من القنوات الفضائية و الجيوش الالكترونية المدربة مسبقا” لتصدير مصطلحات وزرع الفتن و التحريض و زرع الوهن و الاحباط و التفرقة
فمثلا الكثير من المناطق التي اجتاحها الإرهاب تم الحديث عن أنها بيئة حاضنة، وهي ليست كذلك، بل في أسوأ الأحوال يمكن وصفها بأنها بيئة “حاضنة بالإكراه”، وهذه البيئة الحاضنة بالإكراه سرعان ما تتحول إلى بيئة “نابذة بالضرورة” مع اقتراب الجيش العربي السوري من أية منطقة والبدء بتطهيرها وتحريرها، ولا أدل على ذلك من استقبال الجيش بالزغاريد والورود في العديد من المناطق التي تم تحريرها.
و بالصور الحية ترسخت الرسالة الإعلامية: إن الشعب الذي يستقبل جيشه بالزغاريد قادر على تشكيل مقاومة شعبية، وتلك المقاومة قادرة على أن تصبح رافعة أساسية من روافع النصر الحتمي والقريب
و كثيرة الرسائل الاعلامية ذات المهنية العالية بمصداقية و شفافية من تضحيات و تكافل اجتماعي و انتصارات توجت بانتصار السيادة الوطنية السورية بلوحة شعبية اطلق عليها العدو و الصديق تسمية المعجزة في سورية دولة المواقف النهج و المناهج الرائدة في الإنسانية
و ما أصرت القنوات اللااخلاقية على عرضه رفضه إعلامنا الوطني مراعاة و التزاما بالمعايير الإنسانية في المؤسسات الاعلامية.
بمواجهة الماكينة الاعلامية المعادية و و الحملات التخريبية على الشبكة العنكبوتية و التي تدار من الخارج لتصنيع مواد تدخل الشك لقلب و عقل اي مواطن مدعومة بامكانيات ضخمة مادية و فنية من الدول الداعمة للارهاب إضافة إلى تسخير قرارات دولية جاهزة من قبل من يدعي الحيادية كان الضخ الإعلامي الوطني بجدية و مسؤولية و مصداقية بمساندة الوعي السوري الذي كسر مفاهيم المعركة الإعلامية و قلب الموازين ليس اعتمادا” على إمكانيات مادية بل ايمانا” و عقيدة انتماء و مبادئ حق و صدق و تلبية واجب وطني أخلاقي .
انتزع اعجاب و احترام و متابعة حتى من يكنون العداء لسورية و كثيرا ما سمعنا مقولة : انتظروا إعلامهم ماذا سيقول
و كثيرا” ما تصفحنا عبارات : نقلا” عن شاشة الإعلام الرسمي .
ما يجعل اي متلقي وطني يقول : لقد جرد الاعلام الوطني الاعلام المعادي القابه و سمى كل وسيلة كما هي
فمن كانت تدعى امبراطوريات الإعلام بات اسمها قنوات غش مكر خداع و تضليل.
اليوم و سورية تمر بأزمات شرسة مع تعدد و تعاظم المشاريع العدوانية
الحرب الكونية, الكورونا, الحصار الإقتصادي و العقوبات الدولية, سرقة نفطها و غازها و محاصيلها من قبل دول عظمى بذريعة إنقاذ شعبها, تجويع أبنائها و قطع الدواء و الغذاءعنهم من قبل الغرب بحجة خوف هذه الدول على هذا الشعب, انخفاض سعر عملتها و الغلاء الفاحش , و غيرها من جرائم انسانية و إقتصادية ارتكبها المجتمع الدولي بحقها و الاسباب, كثيرة و
معروفة فمن المسلم به أنهم يسعون للحصول على ما عجزوا عن تحصيله بأقذر حرب عرفتها البشرية،
و هل هناك أقبح من سياسة المكيالين !!! فالشعب السوري الشجاع الصامد الذي يستحق الاحترام تمت معاقبته .
نعم هذا التصعيد في معاقبة السوريين لأنهم بقوا مع دولتهم، ودافعوا عن وطنهم ومصالحهم وسيادتهم وكرامتهم، والدولة التي صبرت وصمدت عقد من الزمن في مواجهة جيوش وجحافل من الإرهاب التكفيري بدعم لا محدود إقليمياً ودوليا تعرف كيف تتعامل مع التداعيات المحتملة، وكيف تحول قرارهم المشؤوم من تحدِ وتهديد إلى فرصة حقيقية لمراكمة أوراق قوة إضافية يجترحها السوريون بتكاتف الجيش والشعب والتفافهما حول القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس الفريق بشار الأسد.
لكن جولة الحق كل لحظة و ساعة فهذه البيئة الإستراتيجية القائمة يمكن أن تتحول إلى فرصة نوعية لمحور المقاومة لكسر الهيبة الأمريكية أكثر فأكثر، وهذا رهن بالتعامل مع تطور الأحداث وتداعياتها المفتوحة على شتى الاحتمالات، وعلى من يعملون على تجويع الشعوب وتهديد الحياة أن يتيقنوا بأن البنادق المحمولة للدفاع عن الحياة ستبقى مذخرة وبأيد أمينة وقادرة على إجبارهم بأن إرادة الشعب السوري منتصرة .
لذلك علينا الخروج من هذه المرحلة الشرسة ايضا منتصرين باتخاذ قرارات استثنائية على حجم هذه التحديات.. .
لذا يجب علينا وجوبا” مقدسا” ١_الحفاظ على ما حققه الجيش العربي السوري العقائدي .
٢_ حشد كل الطاقات البشرية ، والمادية لمواجهة هذا المشروع العدواني من خلال مختلف وسائل الإعلام ، والتركيز على مواجهة الشائعات التي أصبحت السلاح الأقوى الذي يستخدمه الأعداء لتفكيك المجتمع من الداخل ،
٣_ تشكيل فريق عمل مركزي يوحد كافة الجهود ويضع استراتيجية المواجهة ،
٤_ تشكيل فريق وطني في كل دولة أو إقليم مهمته التنسيق مع الفريق المركزي ، لقيادة مشروع مواجهة إعلامي مزود بكل مقومات النجاح المادية والمعنوية .
٤_العمل على تسويق كل خطوات النجاح والمواجهة التي يقوم بها الفريق الإعلامي
و اعتماد الشفافية الوطنية ،منهجا وتقديم توصيف واقعي للتحديات الراهنة. ويكون ذلك عن طريق وضع استراتيجية إعلامية وطنية تقوم على خطة مدروسة تهدف إلى تغييرالصور السلبية عن إلاعلام الوطني، وتعلي من روحية
الوفاق الاجتماعي وقيم المواطنة كما تقلل الفجوة الحادثة بين المواطنين ومؤسسات الدولة،

مواجهة صعوباتنا الراهنة، كجزء لا يتجزأ من عملية التعافي الوطني،
٥_ .العمل على تغيير المناخ الفكري والمزاجي والثقافي السائد عن أن الحرب طويلة، و أنه من غير المجدي
السير في عملية إعادة الهيكلة القيمية والثقافية في ظل استمرار ألاعمال العسكرية، بوساطةإبرازصور
إيجابية تؤكد أن المناعة الوطنية تستند إلى أهمية استمرارالتساؤل والبحث عن إلاجابات والحلول
للهشاشة غير المتوقعة في النسيج الوطني
كجزء من عملية التصدي والصمود بهدف
تحقيق النصر. إذ من شأن ذلك،
تعزيز ثقة المواطنين بالنصر، وتعزيز ثقة المواطن بنفسه
وبالمؤسسات الوطنيةوقدرتها على الصمود
في هذه الحرب غير العادلة.
٦_ .ربط عملية إعادة الهيكلة الثقافية الوطنية بتأكيد استقلا لية القرار الوطني، وإرادة الشعب السوري
وتطلعاته ورغباته، وهو أمر يدعم روح المبادرة الوطنية، ويحفز روح المسؤولية والرغبة بالمشاركة في
صنع القرارعلى المستوى الوطني.
٧_ .العمل لواقع حال الوطن
ً
على أن يكون إلاعلام انعكاسا لواقع المواطنين بشكل يردم الهوة بين إلاعلام
الوطني والفئات الاجتماعية المختلفة التي لا تجد في وسائل إلاعلام الوطنية أدنى انعكاس لحياته

في ظل الانتشار الواسع لتكنولوجيا الإتصال والإعلام وعصر الانفجار المعلوماتي من يمتلك المعلومات لديه قدرة على الإقناع أكثر فثمة العديد من الصفحات التي تتبع لأجندات معادية ترفع شعارات إصلاحية وعقلانية وتصل الى قيام العدو بإدعاء الإنسانية و مد يد التعاون، و هي سياسة تنتهجها الدول المعادية و تقوم على معادلة الإقناع الإعلامي

أي الطرف الأقدر على إقناع العالم بتوصيفه للأحداث والوقائع بصرف النظر عن الحقائق والمعايير الأخلاقية. وهو ماعاصرناه في الحرب النفسية والالكترونية و التي تعمدت نشر الأخبار الكاذبة و إثارة الأحداث بمفردات لاواقعية بهدف التأثير على العقول و النفوس و زرع الفتن و الوهن .
فالدول المعادية التي ابتكرت و صنعت التنظيمات الارهابية استغلت واستثمرت في وسائل الاعلام وخاصة في الاعلام الجديد، وأنشأت أقسام متخصصة للدعاية والتضليل،
و لزرع الخوف و الضغط على على من معهم تم بث الفيديوهات الإجرامية .

وفي ساحة الحرب الناعمة ينبغي لجمهور الاعلام الوطني ادراك أهمية المعلومات والاخبار ومن اين يستقون هذه المعلومات والاخبار، وكذا التحليلات السياسية، وضرورة ” فلترة ” كل ما ينشر في وسائل الاعلام لأن الدول وأجهزة المخابرات المعادية تعتمد بنسبة كبيرة لتسويق مشاريعها السياسية والثقافية وحتى العسكرية على ضخ معلومات وسيناريوهات وحروب نفسية ودعايات مغرضة وتضخيم شخصيات فارغة وتصغير شخصيات كبرة، وكذا اشاعة قيم فاسدة تحت عناوين الانفتاح والحريات و” الرأي والراي الأخر ” وكلها أكاذيب خادعة ثبت ضلالها على مدى السنوات الماضية بكثافة لا نظير لها .
وبالمقابل، لدينا منظومة اعلامية قوية يشهد لها الصديق و العدو بالمصداقية والتأثير والحصافة والرصانة و الأخلاقية المهنية
و عبارة انظروا ما يقول الإعلام السوري في أكثر من حادثة و حدث دليل على ذلك

من الضروري لعدم انطلاء الأخبار المزورة على المستخدمين، توخي الدقة في متابعة تفاصيل الخبر، لأن التضليل كثيراً ما يعتمد على تقديم معلومة صحيحة لكن مجتزأة من سياقها. كذلك التساؤل عن هوية كاتب المنشور على شبكات التواصل الاجتماعي، وعن المستفيد من نشر هذا المحتوى بالتحديد، وما إذا كان أغفل أي معلومات هامة متعلقة بالموضوع؛ فمنهج التساؤل سيساعد على كشف الحقيقة.
من الهام فحص الحقائق ز التدقيق في جودة المحتوى سواء كان نصاً أو صورة أو مقطع فيديو، فإذا كانت الجودة متدنية أي تحتوي على سبيل المثال أخطاءً إملائية أو تورد معلومات دون ذكر مصادرها، فذلك يستوجب الشك في صدقيّة ذلك المحتوى. أيضاً الانتباه إلى طريقة عرض المحتوى، فإن لم تكن احترافية علينا أن ندقّق في فحواه أكثر. ومن الجيّد أن نحذر من تصديق الأخبار الصادمة، أي التي تتضمن عناصر مبالغة، إذ يسعى غالباً مروجو الأخبار الكاذبة إلى افتعال استجابة عاطفية كثيفة لدى المتلقي.
على المتلقي إذا أراد ألّا يكون ضحيّة للأخبار المضللة وحملات البروباغاندا، أن ينتبه إلى سياق الخبر وما إذا كان في خضمّ حرب إعلامية، أي إن كان الناشر يمثلّ طرفاً والخبر الذي يروج له يستهدف الطرف المقابل، في هذه الحالة علينا الحذر من أن يكون الخبر جزءاً حملة دعاية سياسية.
من الهام توخي الدقة في المعلومات الواردة قُبيل الأحداث والمناسبات الكبرى
ومن الضروري وضع التوجهات و التحريات في الحسبان أثناء الحكم على صحة خبر ما. إذ على الأرجح سنميل إلى تصديق ما يتوافق مع قناعاتنا وينسجم مع نظرتنا إلى العالم، ونرفض ما يتعارض مع معتقداتنا وآرائنا.

و من المفيد تكثيف الدورات التدريبية الاعلامية و تقديم المعلومات بهذا الشأن
و احداث دورة لتنمية المقدرات على كشف الاخبار الزائفة و تطوير مهارات التفكير النقدي وتفعيلها في مواجهة التضليل والفبركات، عبر فحص الحجج التي يتضمنها الادعاء، ومحاولة دحضها من خلال استدعاء فرضيات مغايرة لتلك التي يقوم عليها الخبر. كذلك من المهم تقييم البراهين بطريقة عقلانية، وتبنيّ المقاربات العلمية في النظر إلى كل ما يُنشر في الفضاء الرقمي.
فمع التطور التكنولوجي المتسارع باتت مواقع التواصل الإجتماعي هي الأكثر متابعة شعبية ورواج وتخطت مجالات استخداماتها حدود الَاتصال والتواصل إلى متابعة الَاخبار السياسية والاجتماعية والَاحداث الجارية وتكوين مواقف وآراء تجاه القضايا المجتمعية عبرها و من خلالها
و ختاما” و أولا” و الأهم تبني استراتيجية إعلامية ناجحة تكاملية ألف باء العمل فيها يتجسد بقول السيد الرئيس بشار حافظ الاسد:
دور الإعلام يتمثل في أن يكون جسرا” بين المواطن و المسؤول، إن لم يدخل الإعلام في طرح الحلول لن يجد لنفسه موقعا” بين المواطنين.

#سفيربرس _ بقلم : مها صبري جحجاح

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *