شخصنات إبليس.. بقلم د. عدي سلطان
#سفيربرس

تنتشر هذه الايام ظاهرة “قذرة”، وهي ظاهرة ترتبط بقذارة من أوجدها وهو إبليس الذي ابتكر “الشخصنة” فكان أول المشخصنين، عندما قال ”أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين” سورة الأعراف(12)
ما دفعني لكتابة هذه الزاوية حادثة شهدتها في إحدى المؤسسات الأكاديمية، حيث حضرت أحد المقابلات الأكاديمية لأحد الأصدقاء التي كانت أبعد ما يكون عن التقييم العلمي الموضوعي، بل كنت أشاهد مسرحية هزلية سخيفة، لم تتسم بأدنى معايير الموضوعية، وربما سأضطر آسفا لبيان ماحصل أمامي بالتفصيل والأسماء خلال الأيام القليلة القادمة.
المهم أن أولئك الأبالسة المشخصنين استأثروا بالوقت والموارد على حساب وقت الناس عندما ضيقوا الكثير من الفرص على الآخرين الذين كان لديهم الرغبة والدافع والمبادرة للمشاركة والمساهمة في تنمية بلدهم باستخدام أساليب الإقصاء وألوان الإيذاء ومن خلال اعتقادات خاطئة وغير منطقية تدور حول بقائهم للأبد في مواقعهم ومناصبهم.
ليس غريباً أبدا وجود هذه الشخصنة في بعض الإدارات، وقد مارسها بعض “المعاقين نفسياً ” في الماضي، فأصبحوا اليوم يجرون أذيال الخيبة والفشل بعد ان تركوا بصماتهم الخبيثة في مفاصل العمل، والتي تحتاج العمل كثيراً لإزالة آثارها.
إن خطورة هذه الظاهرة تكمن في وصولها للمؤسسات العلمية والأكاديمية، وخاصة عندما تغيب المعايير وتدخل الأهواء والعلاقات المشبوهة في تقييم الأبحاث العلمية ورسائل الدراسات العليا، وفي فحص الانتاج العلمي، والأمثلة كثيرة(ولا أعمم) وحاضرة في الكثير من جلسات الدفاع وتحكيم رسائل الماجستير والدكتوراه التي تعرض أصحابها للظلم والشخصنة، ودون اي إنصاف، بل تزداد هذه الظاهرة قذارة عندما يتعلق الأمر بالتعيين والترقية وما إلى ذلك.
والسؤال الذي أطرحه لهؤلاء الأبالسة ( وهم قلائل ولا يمثلون الجميع) يحاولون اختزال مؤسساتنا في شخصياتهم المريضة بحيث يصبحون المصدر الوحيد للقرار وفي صغير الأمور وكبيرها وعلى أي مستوى وفي أي ظرف ، دون اعتبار للعمل المؤسسي ولا مراعاة للقواعد الإدارية والقانونية والإجراءات الفنية اللازمة:
-هل غاب الحياء عن نفوسكم؟!
-فعلاً.. إن لم تستح فافعل ما شئت!
# سفيربرس _ بقلم : د. عدي سلطان
إعلامي وباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية
دمشق ٢٠-١٠-٢٠٢١