إعلان
إعلان

إلى جديلة .. بقلم : حسين الحجي

#سفيربرس

إعلان

وكم أرغب أن تري أين وصلت بي أزمة فراقك، وهل مازلت أقوى على الحياة إثرك ؟

وكم مضى ومضى من السّنين وأنا أحبك بكلّ أمانة، وأنجبت منك كلّ قصائدي، هنّ حقاً بنات رحمك.

أشعر أنّك لي، وتراقبين مسيرة كفاحي في سبيل الأمل، وأنا يا أنتِ أحملك بقلبي، كما تحمل الأم جنينها الذي مات سرّاً دون أن تدري، ومازالت تترقّب هلال الولادة .

أحيا بقوة الإرادة، أسير مطعوناً بفراقك، لا أحد يعي كم خسارتي كبيرة، أفتح مجالس العزاء سراً وأرتدي كبرياء حرفي لأخفي تشرّدي بعدك، ومازلت أرى وجهك في كلّ الجميلات .

أنتِ معي أصطحبك مثل يدي وتنامين بقربي بكلّ حنين.

منذ أن تيقّنت أنّك لست لي، أكتب للرّحيل وأزفّ حبر الهوى من قلبي.

سرى الزمان بي وكنت أعتقد أنّك عابرة لكنّ الوقت لك ماضي وحاضر.

ياأنتِ ياضلعي السليب، أنا خلقت منك أنتِ، لا شيء أتى بي إلى هنا إلّا أنتِ.

آهٍ كم أذكر كيف مشينا وكيف انتهى الأجل منك، ماحال تلك المدينة التي لم تخبرني عنك منذ أن غادرتها وأنا الذي مازال وفياً لها؟

وأذكر جيداً كيف كنت أحلم بضفيرتك وهي تطوّق قصيدتي في كلّ نهاية لمبتغى الأدب.

مازلت إلى الآن أرتّبك وأحار في أسرار سحرك، منك وبك تعرّفت على مقولة الجمال.

هل تذكرين كم قطعت من الدورب لأصل إليك ذات يوم؟ وكيف كان الشارع فيّاض بنا؟ لاأشعر إلّا بك، حينها صعدتي بموكب من زحام وماتت الظهيرة وأداً ،وعدت إلى ذاتي أقصّ لها عن نشوة المشي وراء ظل جديلتك التي مازالت تسورني أينما ذهبت الى الآن.

أخبريني عنك وعن عرس عيونك في ساحات المدينة، وعن خصرك الملكيّ في مساء العنبر، قولي لي أين قدرك أضحى؟

أعلم جيداً أنك متِّ في قلبي، لكنّك حيّة في نبراس قلمي، أقصّ لهم عنك في كلّ حالة من جموح الخيال.

وماذا عن الأحمر القاني في شفتيك؟ وكيف كان يأسرني صريع لاحراك لي وكلّما رأيتك أغدو أصم، أبكم لاأعي حديثاّ ولاشيء سوى أنت، هذا هو حال الخوف من فقد الجمال.

أتذكرين كم كنت مذهولاً للمرة الأولى التي قطعت فيها خلوتي لتكوني معي في حب وكيف جمعتنا قاعة الامتحان وانتهاء الوقت؟

العالم كلّه لايسعني، لاوجهة، لااستقرار، سوى وجهة البندقية حيثما تهوى أنا .

ألجأ إلى عينيك بعد حرمان وانتظار، وصبر على الصبر واضطراب نبض القلب.

أنام على وسادتك كما ينام الحلم بين خلايا جسدك؛ لأخدع الزمن وأسترح بعيداً عن ضوضاء وجعي.

متعب يا أنا أحنّط الهال من دمع عيني لأسكر قهوتي من سكّر شفتيك، وابتسامة خدّيك التي تطفىء نيران آلهة الحرب.

ياروح الروح أفتقدك كما أفتقد قطعة مني، مازلت أحبك
أنا بخير لطالما أكتبك .

# سفيربرس _ بقلم  : حسين الحجي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *