إعلان
إعلان

العفيدلي ل ” لسفيربريس” : العشق يصنع دفاتر الإبداع

#سفيربرس _ حاوره: قحطان صليبي:

إعلان

يتميز هذا الشاعر بقدرته على تطويع المفردة بأي نوع يكتب به، لقد استطاع أن يترك بصمة وخصوصا بالشعر النبطي الذي كسر النمط التقليدي له وقدمه بطريقة حداثية رشيقة بأسلوب السهل الممتنع الذي لايجيده سواه … عبدالكريم العفيدلي الشاعر والكاتب الصحفي عن ديوانه ” مصّور بالعشا” كان لنا معه هذا الحوار:

-بداية لوتحدثنا عن ديوانك النبطي ” مصّور بالعشا” الذي صدر مؤخراً ، والذي أصبح حديث الوسط الاجتماعي بالجزيرة ؟

” مصور بالعشا ” هو ديواني النبطي الأول ، اشتمل على اكثر من خمسين قصيدة منوعة الأغراض بين الوجداني والغزل والوطنيات والنقد الاجتماعي ، اخترتها من القديم والحديث بشكل متوازن وقدم للديوان الاستاذ الشاعر والناقد ” ممدوح السعيد” وهو من كبار الشعراء في قبيلة عنزة وبلاد الشام وله بصمة معروفة بهذا المجال .
الجديد بهذا الديوان اني قدمت اسلوبي في كتابة القصيدة النبطية بروح الحداثة دون المساس بالقالب والتي جاءت أقرب ماتكون الفصحى وهذا حقيقة الشعر النبطي وسمي بالنبطي لأنه استنبط من الفصحى يتشابه مع بعض بحوره أو تكون بعض بحوره مستولدة من البحور الفصيحة وإن كان لها مسميات مختلفة ولكن هذا مفهوم عند أهل الإختصاص .
اعتمدت الأسلوب السهل الممتنع بلهجة مفهومة للجميع ..لقناعتي بأن الشعر الشعبي عموما يلامس القلب بدون استئذان .وله وقع في المجتمع أكثر من أي جنس أدبي وخصوصا لدى القبائل العربية لأنه جزء أصيل من موروثها.
– هناك من يقول أن الشعر النبطي لاينتمي لموروث القبائل السورية ؟
هذا كلام مغلوط جداً والدليل حضور القصيدة النبطية بالدواوين والمناسبات والقبائل السورية خرج منها كبار الشعراء النبطيين.
ولم تستطع الألوان الشعرية الغنائية أن تحط من مكانة القصيدة النبطية التي تنافس الفصيح بقوة .
وبلاد الشام عموماً وسوريا خصوصاً تتميز ببيئات مختلفة على عكس الأقاليم العربية الأخرى .. وهذا التميز انعكس في نتاج شعراء الشام وتنوع ألوان الشعر لديهم على عكس غيرهم .

– ” مصّور بالعشا” ألا ترى معي أن العنوان قصيدة بحد ذاته ؟

– هو فعلاً قصيدة ” يضحك” ، واخترتها عنوانا للديوان وهناك من قال لي أنه يثير الفضول هو إعلامي اكثر ماهو شعري .
عموما هي قصيدة نقد اجتماعي لحالة طغت بالأونة الأخيرة تمثلت بالدعوات التي لا تمت للكرم بصلة رغم تكاليفها الباهظة وهي محاولة تنبيه بطريقة المقارنة بالمفهوم حول هذه الصفة النبيلة بين أصالتها قديما ومحاولة تشويهها حديثا من خلال الرياء والدجل لبعض الناقصين اجتماعيا ممن أصبح لديهم حفنة مشبوهة من المال .
فقديما كانوا يطفئون النار وأضوية القناديل كي لايحرج أحد من المدعويين ويأكلوا بأريحية .
واليوم نجد من يقدم صحن لضيفه أو يعطي شيئا لجاره المحتاج يوثق الأمر بصور ومقاطع فيديو بغرض الدعايات الرخيصة .
وبصورة أوضح ” مصّوت بالعشا” هو لقب لأمير الفدعان من عنزة وهو من كرماء العرب المشهورين .
وبمعنى أدق ذهب زمان ” مصّوت بالعشا ” وأقبل زمان ” مصّور بالعشا” ، وبما أن الشاعر لسان حال المجتمع كان لابد من التنبيه لبعض الأمور المحدثة .

– ما أعلمه أن قبيلة العفادلة أو البوشعبان عموما لم يهتموا بالقصيدة النبطية ولم يعدوها يوما من موروثهم ؟

على العكس تماما لو اطلعت جيداً على موروث قبيلة البوشعبان والعفادلة خصوصاً لوجدت غنى وتنوع شعري قل ماتجده عند القبائل الأخرى .. ربما لأن كثير منه لم يدون لكن مادون منه كانت القصيدة النبطية حاضرة وبقوة مع أسماء كبار منهم الشيخ حجو الملحم والذي ذكره الأمير محمد السديري في كتابه” أبطال من الصحراء ” والشيخ خلف الكنعان وحسين العصمان ومحمد الذخيرة ومحمد النويران ومحمود الذخيرة والشيخ زيد الهويدي وخلف الكريدي .. وغيرهم كثير من الأسماء كانت القصيدة النبطية حاضرة بنتاجهم بقوة .
إنما غلبت اللهجة الفراتية على قصائده رغم أنهم ضمن القالب التقليدي وهذا ليس عيباً يأخذه النقاد أبدا لأن من يفهم طبيعة منطقة الرقة هي تجمع بين الحاضرة والبادية فهذا المزج أنتج مدرسة جمعت بين مدرستين بالأدب الشعبي .

– ماهو الفرق برأيك بين القصيدة النبطية النجدية والشامية؟

تتميز القصيدة النبطية الشامية عن النجدية بأنها أكثر عذوبة وتواكب الحداثة بالمفردة بمعنى أدق حداثية ومفهومة أكثر من النجدية وهذا يعود لطبيعة البيئة فبيئة الشام تختلف عن بيئة نجد الصحراوية وهذا بلا شك لابد أن ينعكس بنتاج الشاعر فهو ابن بيئته .
لا أريد أن أقول أن شعراء سوريا والشام هم أكثر ثقافة بل هم أكثر عذوبة وحداثيين .

– إلى أي مدى تقبل النقد بقصيدتك ؟
باعتقادي لاتوجد قصيدة كاملة ، والنقد والإبداع يمشيان بمحاذاة بعضهما ويرتبط تطورهما بتطور الأدب .
والشاعر الذي لايقبل النقد لا أعتقد أنه سيصل ، أنا من النوع الذي أستشير بقصيدتي أهل الاختصاص وأطلب منهم الملاحظات وهذا يزيد من جماليتها وقوتها .
ولست مع من يقول ” لايوجد نقاد حقيقيون والساحة الثقافية بشكل عام تفتقد للنقد البناء “، قديكونون قلة إنما لم ينعدموا ومن يدعي النقد ويتعمد التجريح والهدم فهو ليس بناقد . فالنقد البناء يضيء على زوايا القصيدة المظلمة فتصبح أكثر إشراقا .

– برأيك ماسر نجومية بعض الشعراء بينما يبقى الأخر بعيدا عن الأضواء ؟
تلعب في هذا الأمر عدة عوامل منها القرب من الإعلام، التوجيه والدعم لشاعر على حساب آخر ، قناعة البعض بأنه لايبحث عن الشهرة من مبدأ أنه يكتب الشعر لغاية الشعر ، لكن في الحقيقة أنا أعتقد بأن “الشللية” هي السبب الرئيسي وراء غياب كثير من المبدعين .
وأستطيع القول بشجاعة أنها الآفة الأخطر التي يخشى على المشهد الثقافي العربي بشكل عام منها .

– هل انت مع من يقول أن ” العشق ملهم الشعراء” ؟
الشعر بحد ذاته هو حالة عشق متجددة والشاعر عاشق لكل ماهو جميل بالطبيعة .فالعشق يصنع دفاتر الإبداع .

– ماحكايتك مع الحزن ، نراه حاضرا بقوة في أشعارك ؟

دائما ما أقول أن الشعور بالسعادة هو شيء مؤقت مايلبث أن يزول بزوال المؤثر ، ويبقى الحزن صديقنا الدائم .

أستحضر هنا بيتين من قصيدة فصيحة لي :

– الحزن مع الحزن إلا صدق عاطفة
أضأت منها فوانيساً لأخيلتي

ماكُنت أعلم أن الحزن يلهمني
تلك الجداول لولا أنتي ملهمتي

– مارأيك بالمسابقات الشعرية التي تقام ببعض الدول ، ولماذا لانراك مشاركا ؟

رغم أن هذه المسابقات والبرامج أعادت إحياء التراث والموروث لحد بعيد ،إلا أني أجد هدفها الأول تجاري وربحي فقد جعلت من الشعر سلعة كأي سلعة تعرض بالسوق .
ناهيك عن طريقة التقييم المعتمدة والشللية وإمكانيات بعض المحكمين المحدودة وكثير من الشعراء الذين دخلوها ليسوا بأقل من لجان التحكيم . ومع هذا لم يحالفهم الحظ وخرجوا مبكرا منها .
انا عن نفسي لست مقتنعاً بأن هناك ” سوق عكاظ ” جديد لذلك لم أسعى للمشاركة .

– برأيك ماذا قدمت وسائل التواصل الإجتماعي للشعر والشعراء ؟

بالنسبة للشعراء لاشك أنها قدمت أسماء كانت مغيبة ووجدوا بها منصات أسهمت بانتشارهم لحد بعيد . ربما لولا هذه المواقع لم تصلنا أشعارهم .
أما عن الشعر فقد ضربت الذائقة لعدم وجود ضوابط بالنشر كما هو الأمر بالاعلام وهجنت المتلقي على محدودية القصيدة بحيث أن لاتتجاوز بيتين أو ثلاثة، ناهيك عن حالة الإدمان والفضاء الجامع الذي ساوى بين المثقف والجاهل.

– قصيدة تهديها للقراء ؟

…………….. غفلة شعور…………………..

جرعت البارحة هم السنين ودمعة الإحساس
لك الله ياجرح (عبدالكريم) و موطنك ذاهب

تزين بعينك الدنيا و تبرق كنها الألماس
ويكبرهمك و تكبر أماني بصدرك الراهب

أماني كنت أسميهاربيع العمر و الأنفاس
سرقها وقتنا بغفلة شعور و زلةالكاتب

أنا ياصاحبي قصة كتبها الحزن و الوسواس
حملت بداخلي كل الشتات و بوقة الصاحب

أنا اول عشق بالدنيا نبيل ومخلص وحساس
ولكن حظي العاثر و لدني والزمن كاذب

صريخ الشوق علمني أناجي عبرتي بالكاس
أخط الشعر بدموع اليتيم و طيفك العاتب

أمانة لا تخليني بمحطات الشقا و الياس
ترى مليت من زيف الوجوه و لونها الشاحب.

#سفيربرس _ حاوره: قحطان صليبي.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نبارك لـ( الساحة الشعرية ) انضمام ( مصوّت بالعشا )
    ونشكر الاستاذ الشاعر/ عبدالكريم العفيدلي
    الذي اضفى هذا الديوان الجوهري المليء بـ (عبدالكريم) الذي انفرد وامتاز بأنتقاء الحرف قبل المفردة واجاد صياغتها بكل سلاسة وسهولة وهذا النهج والابداع لا يجيده الا القليل من الشعراء أمثال عبدالكريم، وفقك الله وزادك من علمه.
    ( أدب عبدالكريم يعيد الابتسامة للأدب ).
    ونحن في بلاد الخليج العربي نبادل بلاد الشام فرحتهم بهذا الديوان المميز عنوانا ً ومحتوا.

    من الكويت إلى بلاد الشام
    بقلم: الشاعر/ صالح الزويّد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *