إلى متى سنبقى هكذا.. بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس
في الفيلم العربي( زوجة رجل مهم)، يقوم أحمد زكي بإغلاق سماعة الهاتف و يتغير لونه إلى القاتم بعد الإستغناء عن خدماته في أمن الدولة ..
يتحول زكي إلى رجل تطبق عليها القوانين و الأنظمة و يسعى جاهداً لاستعادة مجده القديم لكنه لم ينجح مطلقاً بذلك.
و هكذا هي الحال بين من يحاول تغيير البلاد و تحويلها إلى قطعة من أوروبا فجأة، و بين من يحبها شرقية سوفييتية يخاف عليها من نسمة الهواء الغربية .
لا ذاك يشرح لنا كيف تتم هذه التحولات بدون مصائب و كوارث و لا الآخر يمكن إقناعه بأن بعض التغيير قد يجدي نفعاً كي نتماشى مع تطور و تقدم العالم الذي نسمع عنه في الأخبار فقط.
لذلك ابتدع القائمون فكرة الشكل و المضمون، فصنعوا قشرة رقيقةً تحاكي ماكياج سيدة طاعنة في السن لا تستطيع الحركة إلا بمساعدة الٱخرين لكثرة أمراضها، و اعتمدوا على أصحاب السوابق لإحياء الإقتصاد و ادعوا أن المركب تسير و الكلاب تعوي.
لقد أفلح الذين قالوا بحماية لقمة العيش ولو على حساب الكماليات و قد نتفق معهم لأن المهم الٱن هو البقاء على قيد الحياة..لكن السؤال الأكثر أهمية هو إلى متى؟.
يقدر عدد صفحات الفيسبوك التي تقود عملية الإنتاج أكثر بكثير من عدد العمال و المصانع و أدواتها و هذا إذا دل، يدل على تلك السيدة التي استغرقت بالماكياج و نسيت الفيتامينات أو العمليات الجراحية التي تعيد لها بعض الحيوية و النشاط في الزمن القادم .
وهذا الخيار ليس حلاً بالتأكيد.
الخيار الثاني هو الإعتماد على مصادر مؤقتة لجذب العملة الصعبة كالحوالات أو الإعانات و غيرها من الوسائل التي ستنتهي يوماً ما أو أنها لن تكون تكون كافية بأفضل أحوالها .
أما الخيار الثالث هو سكب الزيت الفاسد و إعادة تصفيته و الطبخ به مرة بعد مرة إلى وقت يصبح فيه مراً و ساماً و قد يؤدي إلى المرض و الموت المحتم و أقصد هنا الضرائب الجديدة و رفع الأسعار و السير إلى التضخم و غيرها من الأساليب التي تؤدي إلى التهلكة.
الخيار الرابع و هو تغيير السياسة النقدية و الإنتاجية _ و هذا شأن الخبراء الحقيقيين_ و فتح السوق للمنتج و المصدر و تخفيض الضريبة عليهم أو إعفائهم و بذلك محاكاة للتجربة الصينية و الفيتنامية ولكن بصورة تناسب الوضع السوري و هذا له إيجابيات و سلبيات متعددة .
ولكن بالنظر إلى إيجابياته التي تغلب سلبياته على المدى الطويل الذي من خلاله يمكن وضع البلاد على طريق الدول المنتجة و اكتساب قوة إقتصادية ذاتية تمنع حدوث كارثة أو كوارث لا قدر الله.
و للإجابة على السؤال إلى متى، فهذا أمر يتطلب اختيار الخيار الصحيح حتى ولو كان صعباً.
#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش