إعلان
إعلان

كتبت راغدة شفيق محمود :هل نجحَ سمو الشّيخ محمد بن راشد آل مكتوم عما عجزَ عنه مثقفو العرب ؟ ( تحدّي القراءة العربيّ ).

#سفيربرس

إعلان

سنواتٌ مضت وأنا أنشرُ في الجرائدِ والمجلاتِ العربية عن أهمية القراءة وعن لغتنا العربيّة التي هي الرمزُ والهوية والملجأ للتعبيرِ عن شغافِ القلوبِ ومعينِ العقولِ … استطعتُ أن أحفز أطفالي وطلابي لقراءة بعض الكتب، ولكن لم أجد هذا في هذا الحافز سوى زيادة المفردات اللغويّة، والتمكّن من ناصية اللّغة العربيّة من خلال الإلمام بقواعدها وعشق نحوها وصرفها، وما أدهشني وأثار تفكيري وإعجابي أن أطفالي الثّلاث في أوقاتِ استراحتهم يلتزمون غرفهم وأجدهم يقرؤون ويتحاورون ويناقشون بعضهم بعض عن شخصيات روائية وأسماء مؤلفين ودور نشر عربية يقرؤون بمتعة وقد تكدّست أمامهم الكتب وعلقوا على جدران غرفهم ما قرؤوا وما أحبوا مع بعض الرسومات لشخصيات أثارت خيالهم ، لماذا يفعلون ذلك بعد أن قرؤوا عن مسابقة تحدي القراءة العربي؟ ولم يفعلوا ذلك قبل زمن مع العلم والتّوضيح كنت أمنحهم جوائز مالية عند قراءة أيّ كتاب ونتناقش به… إذن ليس الهدف المال بل هو التنافس والمشاركة التي استطاعت أن تدفعهم للنظر للأعلى وحبّ التفوق على القرين وإثبات الذات …. أنا كأمّ ومربية أوجه جزيل الشّكر والتقدير لسمو الأمير محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي لما زرعه في نفوس أبنائي وطلابي من حافز للقراءة وحبّ اللّغة… وأظهرُ عجزي كمثقفة وأمّ وباحثة أمام هذه المبادرة العربيّة التي دفعت الشّباب العربيّ للاجتماع في حديقة لغتنا العربيّة وتحت مظلة الكتب التي تقيهم من الجهل والتخلف وتبني لهم جدرانا من المعرفة تحصنهم، ونوافذ يطلّون من خلالها على العالم الارحب.. استطاع سموه تصحيح المسار وهذا الخوف الذي كتب عنه المثقفون معظمهم، وهو تراجع القراءة وأن أمة اقرأ لا تقرأ، ومن خلال هذه الجائزة وهذه المبادرة غرس حبّ القراءة في نفوس أطفال الأمة العربيّة من الصف الأول الابتدائي وحتّى المرحلة الثانوية… فاستطاع أن يحدث نهضة كبيرة وينشر قيم المحبة والتسامح وملأ أوقاتك فراغ الشباب بأشياء تفيدهم وتصقل شخصيتهم وتدفعهم لحبّ لغتهم والافتخار بالمفكرين والباحثين والأدباء العرب فللكلمة أجنحة والكتاب الذي لا يقرأ لا قيمة له. أطفالي وطلابي سعداء بإنجازاتهم من خلال ألوان جوازات التحدّي الحمراء والخضراء والزرقاء والفضية وهي السّعادة الغامرة بالحصول على جواز التحدي الذهبيّ.. فمن عشقَ القراءة وذاقَ لذة مذاقها لن يتخلى عنها سيواظب ومن خلال التعلم بالنظير سيمنح رفقائه الكثير من المعارف وسيكون قدوة وقائداً في المستقبل لأنّ العالم يقوده المثقفون… مسابقة تحدّي القراءة العربيّ يقدم المشارك خمسة كراسات صغيرة كلّ كراس مكون من عشر صفحات في كلّ صفحة عرض موجز تلخيص الكتاب في سطور واسم الكتاب والمؤلف وعدد الصفحات ودار النشر… هي مهمة سهلة يتم اختيار الأفضل على مستوى المدرسة ثم المنطقة وبعدها القطر العربي المشارك لتعلن النتائج النهائيّة بفرق عربية تجتمع في دولة الإمارات العربية وتعلن النتائج… مبادرة تستحق الاحترام والتقدير وأن توثق لتكون دليل عمل في كلّ البلدان العربية لحض الأبناء على كلّ عملٍ مفيد وما من شأنه الارتقاء بالذائقة الثقافيّة والفكريّة والنهوض بواقعنا العربي لنعيد العصر الذهبي لأمتنا، حفظك اللّه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وبالتوفيق للجميع لأنّ الفائز الحقيقي هو مجتمعنا العربي من المحيط إلى الخليج.

#سفيربرس _  بقلم :  راغدة شفيق محمود.

#كاتبة وباحثة سورية 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *