إعلان
إعلان

العفو بوصلتنا والتسامح سَمْتُنا .. بقلم : أحمد حمادة

#سفيربرس

إعلان

إنه العفو الذي يعبر عن فكر السيد الرئيس بشار الأسد، الذي يشكل التسامح جوهره، والْأَخلاق النبيلة والرفيعة سمته وبوصلته، وهو الفكر النابع أساساً من جوهر ديننا الإسلامي الحنيف، وأصل الأديان السماوية، ومن عمق تراثنا الحضاري، وأعرافنا وتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا العريقة.

إنه العفو القادم من موقع المنتصر، القادر على المسامحة، الراغب في تضافر كل الجهود لعودة سورية إلى دورها الحضاري والإنساني والسياسي والعروبي، الداعي إلى تشمير سواعد السوريين للبدء بالنهوض والبناء والإعمار.

إنه العفو لمن أخطؤوا وأساؤوا في لحظة استغلال من المعتدين، الذين أرادوا تفتيت بلدنا وتقسيمه وتدميره، بأن يعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بذهنية الإصلاح لا الإرهاب، وبأخلاق التسامح لا الكراهية، وبالقيم الحميدة لا الرذيلة، وتحت سقف القانون لا الفوضى “الخلاقة” التي أرادتها واشنطن وأدواتها هدامة حتى النخاع.

هي المعاني والدلالات والمضامين التي حملها مرسوم العفو رقم (7) الذي أصدره الرئيس الأسد بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة قبل تاريخ الثلاثين من نيسان الماضي، وما أكثر المضامين والمؤشرات.

فهو المرسوم الأوسع شمولاً بين مراسيم العفو التي صدرت سابقاً، لأنه يشمل الجرائم الإرهابية، وكامل العقوبة في تلك الجرائم، ولم ينص على تشميل جزء منها، ناهيك عن أنه يكف البحث عن المشمولين به من مرتكبي الجرائم الإرهابية، إن كانوا مقيمين في سورية أو خارجها، وبمعنى آخر سيسهم في عودة الكثير من السوريين إلى وطنهم والمشاركة في إعادة إعماره.

وهو منعطف قانوني جريء، لأنه شمل جميع الجرائم الإرهابية بكل تفرعاتها وأشكالها، وشمل عدداً كبيراً من المغرر بهم، ما جعل حالة الرضا لدى الكثير من أهلنا كبيرة بحجم العفو، وحجم معانيه ودلالاته.

إنه العفو الذي يمهد لمسارات العلم والعمل وبناء الإنسان على القيم النبيلة التي يتصف بها مجتمعنا، لا مسارات الهدم والتخريب، وكم هو مؤثر صدوره حين يتزامن مع نهاية شهر رمضان المبارك، واحتفال شعبنا بعيد الفطر السعيد، وينسجم مع أخلاقيات الشهر الفضيل، فعاد الكثيرون إلى عائلاتهم وأحبائهم بلحظة فرح عظيم.

إنه العفو والتسامح، وكم هو مؤثر حين يتزامن أيضاً مع التسويات والمصالحات التي تجري بأكثر من مدينة وقرية في مختلف محافظاتنا، تعيد الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوعها المعطاء، تشكل فرصة ثمينة لكل من غرر بهم بالعودة إلى حضن الوطن، لكي يقوموا بواجباتهم الوطنية تجاه أهلهم، تحيّد العديد من المناطق عن موقع المواجهة وتجعلها ساحة آمنة ونقطة انطلاق لها باتجاه المناطق الأخرى التي مازال المحتلون والمرتزقة يعيثون فيها فساداً وقتلاً وتدميراً، وأخيراً تجعل الآلاف من السوريين تحت سقف الوطن الخيّر، وتسحب البساط من تحت أقدام الغزاة.

إنه العفو الذي يؤسّس إلى مرحلة التعافي السوري، والتسامح والمصالحة والغفران والتلاقي بين أبناء الوطن الواحد، ويشجّع آخرين على التخلي عن رهاناتهم الخاطئة على المحتلين، واعتماد الحوار سلوكاً وطريقاً حتى وأد كل آثار هذه الحرب العدوانية الظالمة.. وبعبارة مختزلة، إنه العفو الذي يضع نقاط العمل على حروف الأمل، كي يبدأ السوريون حقبة البناء الأكبر، وتبقى سوريّتهم حرة عزيزة كريمة مستقلة.

#سفيربرس _ بقلم : أحمد حمادة

رئيس تحرير الثورة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *