إعلان
إعلان

بستاني يزرع الأوركيدا…! بقلم سعاد زاهر

#سفير برس

إعلان

الكتابة تشبه الحب المستحيل، الحب المتمكن منك حتى الثمالة…تتلاشى بدونه، ولكن بالكتابة تعيد تشكيله كأنك رسام تختط ريشته ألف لون، أو نحات ينحت الطين بإبداع، أو موسيقي ترتعد كل خلاياك وأنت تسمع إيقاعاته …فنون تتشابه وتتشابك مع عوالم الكاتب اللانهائية.

عوالم قادرة على اخضاع كل مالا نرغب به، تشعر دائماً أنك بصحبة مختلف أنواع الورود، حسب مزاجك الكتابي، ولكن هل تكفي رومانسية الكتابة كي توقد شغفنا المفقود حالياً.

لا يمكن للكاتب أن يفقد شغفه، دائماً يحث روحه على اختراع بدائل تحيي الشعلة، ولكن كيف يحييها وباتت مجرد حالة فردية قد تدفن مباشرة بعد الانتهاء من قراءاتها..

حين تمر من أمام محال الوجبات السريعة، وتجد كل هذا التعلق بها، من أمام محال الألبسة حيث تمرر صرر النقود بيسر تام، ومن أمام المقاهي الحديثة والديسكوهات الفاتنة…. وكل أنواع الصناعات التي أتلفت حتى دخول الهواء إلى رئتينا…هل تتذكر الكلمة، أيا كانت قوتها ومتعتها وعمقها…؟!

يواكب هذا كله، المزيد من صور تتقافز أمام أعيننا بتوهج لا ينطفئ، أي موقف مهما كانت تفاهته وصيغ بصرياً، تتلقفه الأعين ومن ثم تهز الرؤوس له وتلتهب الأكف تصفيقاً دون أن تعي كلمة واحدة، إنه اللاشيء… ولكنه يسيطر ويزيح الكلمة…وبات كل كاتب في خضم انشغاله الشاق بتوليد أفكاره، يفكر لمن أكتب…؟

هل أكتب لنفسي…؟

ولكنها ألا توحي بمسحة من الأنانية…؟

حين يرى الآخرون الأمر من وجهة نظر الكاتب الحقيقي، باعتباره بستانياً يزرع الزهور كي يستنشق عبيرها الجميع، ولكن يحبطه اكتفاء البعض أحياناً بزراعة الأوركيدا..

تلك الزهرة الفخمة والتي قلة منها تمتلك رائحة الفانيليا بينما غالبيتها بلا رائحة، ولكنها تنزاح لتحتل الصدارة، وتنتقى منها العبارات وترسخ ليعيش بعدها شرخا يدرك معه أنه مهما اختار نوع الزرع وأياً كانت البذور،لا شيء ينبت بدون تربة مهيأة كي تزهر الروح…!

#سفير برس- سعاد زاهر

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *