إعلان
إعلان

كيف تجاوزت متلازمة السلق  .بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

قصة كتبتها إبان ثورة البلشفية و تمكن الجيش الأحمر من تسلم مقاليد الحكم هناك .
نبقى في السلق الذي أدمنته طيلة عقدين من الزمن و قد تنوعت الخيارات بين السلق المقلز مع البصل و الفطائر المحشوة بالسلق و البصل و أضلاع السلق المغموسة باللبن و الثوم خشية رميها و ضياع تلك النكهة اللينينية الغراء.
عشرون عاماً و أنا أمكث في ظل السلق ولا جديد يدخل معدتي إلا ما قل و ندر عن طريق الحسنة و الصدقة تارةً أو في ليلة رأس السنة حيث كنت أضع معظم ممتلكاتي تحت تصرف بائع اللحمة لاستجرار لحم الضأن المشوي على مهل .
قبل سقوط الإتحاد السوفييتي بفترة وجيزة تحسن الحال قليلاً و بدأ لطفي الأقرع جارنا إقناعي بترك السلق نهائياً و التوجه إلى اللحمة و الدهون و الأسماك الطازجة و غيرها من مكونات الرأسمالية و الإمبريالية الجلفة، و لأني فطن أكثر من اللازم تمسكت بالسلق و أضلاعه التي باتت خياراً وحيداً لابد منه لا أعرف لماذا، فقط هو الخيار الوحيد و المطلق .
يقول لطفي في رسالته الأخيرة :
“نحن نعمل في محلاتنا و لا نكاد ننقطع من الزبائن و التجار .. لقد تمكنا من شراء اللحم يومياً و بات الأمر شبه روتيني، كل ما علسك هو النهوض باكراً و تسلم عملك الجديد”.
لعل التحول إلى اللحمة أمراً فظيعاً بالنسبة لي لكنه وارد .. فلا مانع من ترك السلق اللعين بالرغم مما يثيره ذلك من رعب و خوف على مستقبل أحفادي. لقد أضحى تاجر السلق صهري و قد تزوج ابنتي الوحيدة ابتهاج . و ماذا سيحصل لو تركته ها ؟…
تباً لتاجر السلق .. كل ما سوف يفعله هو أن يقوم بقطع السلق. و إن يكن، فالمرحلة الجديدة تتطلب اللحوم و البيض و الحليب .. فليرحل بسلقه إلى الأبد و تحيا اللحمة.

#سفيربرس _ بقلم  : المثنى علوش 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *