إعلان
إعلان

صحة الشباب ثروة الغد _ بقلم : الدكتورة روله الصيداوي

#سفيربرس

إعلان

الشباب مرحلة انتقال، ينتقل فيها المرء من مرحلة الطفولة في الاعتماد على الغير، إلى الاستقلال والاعتماد على النفس·
يعمل خلالها الشبان والشابات على إثبات شخصيتهم الفردية بكافة مصاديقها
مستعينين على ذلك بكل ما فيهم من اعتزاز بالنفس، ومن مشاعر القوة ورؤى المال والمطامح،
كما يعملون على إقامة العلاقات الاجتماعية وتوثيقها بما يضاعف شعورهم بالاستقلال ويثبت
قدرتهم على إشباع رغباتهم المشروعة وممارسة إمكاناتهم المبدعة·
إن طاقة الشباب، قوة طاغية هائلة تسعى إلى التعبير عن نفسها من كل منفذ، وقد تفلت دون ضابط ولا هدف، ولعلها إن جاز التشبيه تكون أقرب إلى طاقة النار من بين طاقات الكون جميعًا، فهي
بقدر ما يمكن أن تحرق أو تستحيل إلى هشيم· ويعتبر قطاع الشباب الشعلة التي تضيء وهجاً قطاعات المجتمع، لأنه القطاع النابض بالحياة والقوة والقدرات والطاقات الكامنة، وهو بحيويته وتفتحه يكون محور تقدم المجتمع البشري وأساس رقيه، ومن ثم كان لزاماً علينا جميعاً أن نعمل
من أجل بناء الشباب على أسس قويمة من سلامة الروح والجسم والعقل·

تأثير المتغيرات الاجتماعية على الشباب:
يمثل الشباب أكثر من ثلث البشريـة ويعيش في العالم النامي أكثر من ثلاثة أرباع الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين خمس عشرة وأربعة وعشرين سنة وعلى ذلك فإن التحدي على أقصاه ليس لأنهم ينتقلون من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ فحسب، بل لأنهم اليوم على العتبة الفاصلة بين طريقة الحياة التقليدية وطريقة الحياة العصرية،
وذلك بسبب التحول الكبير من الريف إلى الحضر، واتساع المدن ، وإحاطة
شبكات العالم الافتراضي و التواصل الاجتماعي مما يجعل التغييرات تتم بإيقاع سريع يختلف عما كان يحدث في الماضي.
لذلك كان الاهتمام بصحة الشباب عاملاً أساسياً من
أي وقت مضى، كذلك أصبحت كنوز العالم من المعرفة متاحة بشكل أفضل لهم، فأصبحوا قادرين
على استيعاب الأفكار الجديدة والانتفاع بها.
و نلاحظ أن في وسع اليافعين أن يكيفوا الأنماط الصحية لهم وللجيل القادم باهتمامهم بالصحة والتوعية الصحية، وصحيح أن الصحة هي أمر مختص بالأطباء والمستشفيات والكوادر الطبية ….الخ ، لكن من الصحة بأن يحكم المرء نفسه ويتمكن من استثمار كرامته المثالية ،بحيث تتجاوز هذه الكرامة صحة الفرد لتشمل صحة المجتمع الذي يعيش فيه· واستثمار طاقات
الشباب وتوفير قوة الدفع اللازمة لتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية وتحسين رعاية المسنين مع زيادة الاهتمام بالبيئة·
ونترك لهم حرية التعبير عن رغباتهم في مستقبل أفضل وأكثر صحة.
الشباب ثروتنا،
ثروة يجدر بالعالم عدم تبديدها·
ومن أجل ذلك فإننا ندعو المهتمين والمسؤولين عن الشباب إلى الحرص أشد الحرص على التعرف على
السمات المميزة لهذه المرحلة المتوقدة من مراحل النمو البشري، وذلك بتفهم مشاكل الشباب والإصغاء إليهم وتلبية متطلباتهم الصحية والاجتماعية والسياسية، والاعتراف بحقهم في توفير الفرص لهم لاستثمار
وظائفهم الحيوية
الحقيقية في الحياة وتوجيههم إلى تجارب واقعية رشيدة تكفل لهم نمواً طبيعياً صحياً جسدياً و نفسياً واجتماعياً ويقنعهم على اجتياز أزمات القنوط والإحباط والعجز وتساعدهم على مجابهة الشكوك التي يغرسها في نفوسهم عالم سريع التغير.

# سفيربرس بقلم:  دكتورة روله الصيداوي
أختصاصية علم نفس
أستاذة جامعية
مسؤولة الصحة النفسية جامعة الحكمة .

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *