إعلان
إعلان

رواية حاكمة القلعتين “العجائبية” في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية

#خاص-سفير برس

إعلان

تسترد لينا هويان الحسن “الخارق والمتخيّل” في رواية جامحة عن عوالم السحر والجنّ والخرافة، وتُدخل القارئ في تلك، المساحة الغامضة التي يجتمع فيها الواقع واللاواقع.

يتداخل الحقيقي والمتخيّل، تشتغل لعبة المرئي واللامرئي بين الحسي والوهمي. تمد قوى خفية وفوق طبيعية، أذرعتها وتأخذ القارئ في رحلة غريبة وماتعة، قوامها التشويق والمعرفة. من يقرأ هذه الرواية سينظر إلى السماء كثيرًا ويتحرّى النجوم، ويفكّر بالأحرف وقوتها الفريدة. سيكتشف القارئ معلومات مدهشة عن عالم الحروف وقوّة الكلمات وأسرار روحانية تغذي حياته ويومياته، في زمن يعصف الاكتئاب بالبشر. يمكن اعتبار الرواية وصفة أدبية فلسفية لحياة معافاة من الاكتئاب. رغم أن الأدب الغربي يضجّ بمثل هذه الأعمال التي تستلهمها ” هوليوود” بشغف كبير، لكن عربيًا تبقى التجربة خجولة، ويتجنّب “النقد ” الخوض في نصوص تعتمد ( الخارق للعادة) علمًا أنّ التراث العربي يتزّين بكتاب ألف ليلة وليلة الذي غدا ملهمًا عملاقًا للغرب. عدا عن السير الشعبية التي يعدّ ” العجيب” عمودها الفقري.

في وثبة أدبية غير عادية تأخذنا لينا هويان الحسن صوب اللامألوف، وتعثر على مصدر ( العجب) في سير قلاع وقصور وساكنات غريبات لتلك الأمكنة التي لها تاريخ عريق في بلاد الشام، مثل: ( حلبية وزلبية، قلعة النجم. .)

تبدو هذه الرواية ” النافرة” ذات الوجوه المتعددة: الفلسفية، السحرية، التأملية، الواقعية، فائضة بالتقانات التي حاولت الكاتبة الإفادة منها وتطويعها لصالح فكرة مدهشة وأخّاذة، تمنح قارئها كمًّا كبيرًا من المعرفة التي لا تُقاربها عادة الروايات العربية الجادة. لكن، هنا قدمت “هويان” نصها السردي المتكامل ببناءٍ محكم يتناول نمطين من الوقائع تاريخية ومتخيلة، لصياغة رؤية جديدة يمكن أن نسميها:” السحر الأبيض” الذي يسخر البخور والروائح الطيبة والأفكار التأملية الشافية للروح عبر استحضار قصص فيها كثير من العبر والرؤى التي تضفي معنى جديدًا للحياة.

اعتدنا كقرّاء وثبات “هويان” العجائبية منذ روايتها:

” بنات نعش: سيرة صيّاد الفرات” ولاحقًا رائعتها: “سلطانات الرمل” حيث فتحت لنا بوابات العالم البدوي والصحرواي، وبعدها أغنت تجربتها بسلسة أعمال ثرية عن مدينة دمشق:( ألماس ونساء، نازك خانم ، خيانة كاملة: سيرة نسليهان بنت الباشا) وفي روايتها( ليست رصاصة طائشة تلك التي قتلت بيلا) قدمت سيرة حلبية جديدة للقارئ السوري والعربي، وعن الاحداث السورية اكتفت بكتابة تجربتها الشخصية المؤلمة في رواية ( الذئاب لا تنسى)، وإضافة لذلك قدمت ثلاثة أعمال أدبية للفتيان، ووصلت الأعمال الثلاث للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب. وفي هذا الموسم تنافس روايتها ( أنطاكية وملوك الخفاء) في جائزة الشيخ زايد وقد وصلت حديثًا للقائمة الطويلة للجائزة. ومجددًّا وصلت ” حاكمة القلعتين” إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية التي تُعرف بالبوكر العربية، وهي جائزة أثارت دائمًا جدلًا باختياراتها وهذا الجدل صبّ في صالح رواجها وغدا موعد اعلان قوائمها حدثا أدبيًا سنويًا.

ويُذكر أنّ للروائية “هويان” مجموعة شعرية واحدة بعنوان ( نمور صريحة: في شاعرية الافتراس) صدرت عن وزارة الثقافة السورية في عام ٢٠١١ وهو نص نثري عن المفترسات الجميلة مثل: ( الذئاب، النمور، الأفاعي) إضافة لقصيدة عن الشاعر العربي امرؤ القيس.

سبق وأن وصلت روايتها، ألماس ونساء، للقائمة القصيرة للبوكر العربية. وحصل كتابها، كعب الجنيّة، على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات.

عُرِف عن الكاتبة غزارة انتاجها منذ بدايتها في عام ١٩٩٨ مع روايتها البدوية( معشوقة الشمس) وروايتين أيضا: التروس القرمزية، والتفاحة السوداء، لكن موعد حضورها الحقيقي بدأ في ٢٠٠٥ مع رواية، بنات نعش.

تعيش الكاتبة في مدينة بيروت منذ عام ٢٠١٢ ولها حضورها الواضح على السوشيال ميديا عبر بروفايلها في الفيسبوك الذي تطل خلاله بإطلالات مدروسة، ومنتقاة بعناية واضحة، وعلى صفحة الاعجاب الخاصة بها، تستذكر بغزارة ابداعات أدباء سوريا الراحلين، وأمكنتها الأثرية، ولدمشق حصّة كبيرة منشوراتها على وسائل التواصل.

تقول الكاتبة في روايتها السيرية، الذئاب لا تَنسى :

‏(مهما كانت رؤوس الجبال عالية شامخة ، ثَمَّ صقر سيحوّم هناك في فسحات السماء بحثاً عن ارتفاعات اخرى ..)

#سفيربرس- خاص

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *