إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر: كيف تكلم المتنبي؟

#سفير برس

إعلان

أحياناً…كانت الطرقات تطول…

ولكنها بأحاديث الإبداع تختصر، ولا نشعر بها…

على إيقاع مهرجان الشعر العربي في الشارقة، كان لنا لقاءات ثقافية لا تنسى …

جمعتني إحدى جلساتنا في الحافلات التي تقلنا إلى قصر الثقافة، مع الشاعر المصري المخضرم أحمد عنتر، الشعر الذي كان الخلفية لكل اللقاءات الثقافية، تعرفت عبره أن للشاعر عنتر عدة وجوه فكرية فهو لا ينظم الشعر فقط، بل ويكتب النقد وله دواوين عديدة نال عن كتابه (هكذا تكلم المتنبي) جائزة البابطين.

وأنت تنتقل في الحديث معه، كأنك تقرأ على مهل أول دوواينه الشعرية الذي أطلقه في الثمانينات (مأساة الوجه الثالث) وتنتقل بتدفق شاعري يحيي فيك توقداً مغايراً لكل هذا الخواء الذي يعشش حولنا، لتسارع إلى تسجيل عناوين كتبه الجذابة (مرايا الزمن المعتم، الذي لا يموت أبداً، أغنيات دافئة على الجليد، حكاية المدائن المعلقة،….)

تلك الشخصيات الفكرية العتيقة حين يحالفك الحظ وتجالسها، تشعر بنشوة فكرية لا تضاهى، بعبق عطري لا يزول مع الزمن، ولا يستكين الحديث بمنحى وحيد بل يجرك إلى مواهب واهتمامات أخرى …

سرعان ما حضرت عن قصد في حديث الشاعر عنتر، أم كلثوم، توقعت أن يأخذنا الحديث إلى كلمات الشعراء التي كتبوا لها، وغنت أروع الألحان على وقع كلماتهم، إلا أنه يفاجئك عن الشغف الذي تملكه حيال المطربة الخالدة، وكيف اشتغل ليجمع مقتنياتها، وتقطعت به سبل العودة حين زار منزل أهلها على ما أذكر واضطر للمبيت في ليلة عاصفة.

المتحف حالياً يضم كل الأوسمة والنياشين التي منحت إلى السيدة أم كلثوم كذلك جميع مقتنياتها الشخصية وكذلك الثياب والفساتين الخاصة بها والتي غنت بها في أشهر الحفلات…

كنا نصل إلى مكان قصر الثقافة في الشارقة ولا ينتهي الحديث…!

وكيف له أن ينتهي مع شاعر جاوز السبعين ولايزال يقول” إنه عمر التأمل والكتابة والآن يزداد حماسي للعطاء واستكمال المشاريع المؤجلة ولا يهمني متى أكتب، بقدر أن أكون قارئاً باستمرار، فغياب القراءة يستدعى القلق، وأنا أسكن بمكتبة إلى جوارها غرفة نوم، وأضع عليها عبارة لست مثقفاً بمقدار ما قرأت إنني جاهل بمقدار ما لم أقرأ…”

#سفير برس- الثورة- سعاد زاهر

 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *