السوريون يفقدون جزء من ذاكرتهم وبلادهم كل يوم

دمشق اليوم حزينة كعادتها ولكن حزن مبالغ به
فهي ودعت أحد أبنائها واحتضنته في ترابها
احتضنت إنسان لا يمكن وصفه واختزال الكلمات
لأن احترامه وأخلاقه ولباقته أكبر من كل تلك الكلمات
لأول مرة في حياتي حزنت لأنني صحفية غضة الأطراف في عالم الإعلام

بالرغم من أن مسيرتي لم تتعدى عشرات المقالات التي لا أستطيع أن أقول وصلت إلى قلوب الناس كلهم
وصلت إلى عدد لا بأس به وخطوت في أحلامي
أما اليوم
ف شعرت أن حظي قليل لأنني لم أجري مقابلة صحفية قط مع الراحل محمد قنوع الذي عرف بأخلاقه واحترامه
ومسيرتي لم تسنح لي الفرصة بكتابة مقال عن نجم محترم يشبه البلاد
كل ماترجل فنان عن بلادنا حزنت
لأن من كانوا يوثقون البلاد ويصورون الأيام الحلوة والأمان رحلوا
وأنا أيضاً لم يعد لدي من البلاد مايبعث السرور في نفسي
ماامتلكه الآن هو شريط البحث في يوتيوب عن أعمال سبقت ال2011

عندما كان الأمان هو عنواننا والحب والألفة

ولكن للأسف نحن بلاد لاتتذكر مبدعيها إلا عندما يرحلون
وياليتهم يقرأوون ويعرفون
أن بلادهم كانت تحبهم وأناسها سيتذكروهم دوماً
ولكنها خجولة في التعبير ولا تقوى على مخاطبة الأحياء

ولكننا سنحكي لأطفالنا عن نجوم ودراما مبدعين في حضرة الغياب كلما نقر باب الحارة
أو كان عنا اجتماع مع بنات العيلة على الرغم من كثرة الغزلان في غابة الذئاب والزمن الذي هو أشبه بكسر عضم
ولكنها الدنيا ك ملح الحياة
ولكننا دوماً مانعود إلى أصولنا وأيامنا الحلوة التي تعكسها مرايا كل ما احتجنا إلى الدفء المفقود ومن نبحث عنه
محمد قنوع لروحك السلام
وعائلتك المحترمة قلوبنا ودعائنا معكم ،وما أوجع قلوبكم أوجع بلادنا بأسرها
أوجعنا غيابك المفاجئ كأنك فرد من عائلة كل أحد منا…ولكننا سنذكرك دوماً بأعمالك الخالدة في قلوبنا قبل شاشاتنا.

#سفيربرس _ لين الزين