القيم و الفقر و الفاقة!! . بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس

كان السؤال المطروح دوماً، كيف يمكننا نشر الوعي و ترسيخ القيم في المجتمع؟
في الحقيقة لم أجد ولو مثالاً واحداً عن مجتمع يعاني الفاقة( الانهيار الاقتصادي) و قد نجحت عملية تحويله إلى مجتمع منضبط و يحتكم إلى القانون و محب للتنظيم ..
فالمجتمع الجائع لكل شيء هو مجتمع تحول إلى الحالة البهيمية و قد صار كالإسفنجة يشرب من أي ماء .
و كان لا بد لي أن أفرق بين الفاقة و الفقر الذي هو حال الكثير من المجتمعات التي نعرف أنها تعاني من صعوبات مادية لكنها لم تصل إلى الحد الذي يجعل الطعام مثلاً حلم أو غاية .
مرّ المجتمع السوري بالفقر في كثير من الأوقات و على مدى سنين طوال لم يصل المجتمع إلى درجة اعتبار بعض السكر و الأرز غنيمة .. فكان البيت الفقير الذي ندخله كضيوف يقدم فيه معظم أنواع الأطعمة أو الضيافة التي اعتدناها، و لم تكن ترهق صاحب المنزل إطلاقاً.. و لو عرضت على صاحب الأسرة تشغيل ابنته في دول الخليج ستلمس امتعاضه و رفضه المطلق للفكرة برمتها، على عكس الحال اليوم فهو قد يدفع بها و لو مجاناً للسفر بالرغم من كل المخاطر التي قد تتعرض لها و منها مسألة السمعة .
هنا يجب التفكير قليلاً و الوقوف على الفرق الكبير بين الفاقة و الانهيار و بين الفقر .
ففي الدول التي تعاني من الانهيار الاقتصادي لا مجال مطلقاً للنصيحة أو محاولة التوعية و نشر القيم السامية لأنك أمام قضية حياة أو موت .
و يقال الفقر ليس عيباً، و لكن الفاقة أكبر عيب و سقوط .
# سفيربرس بقلم : المثنى علوش