إعلان
إعلان

الجيوبوليتيك . وهزيمة العدو والحلف _ بقلم: محمد فياض

#سفير_برس _ القاهرة

إعلان

لم تشأ الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن تبحث عن ثمة إنتصار في الصراع الدولي الذي خسرت فيه معاركها العسكرية والأخلاقية في كل جغرافيا وجّهت إليها أسلحتها الفتاكة . وبينما يتقدم الروسي في الميدان واضعاً خلفه عالم أحادي القطبية إلى غير رجعة يخوض حربه ضد الأمريكي والأوروبي في الجغرافيا الأوكرانية. وتقف واشنطن وعواصم الناتو على أظافرها تبحث عن مخرج لصياغة أي إنتصار فاتحةً مخازن الأسلحة كلها إلى كييف. وضاغطةٌ بعشرات الآلاف من العقوبات الإقتصادية..جرّبت كل سلّتها الوقحة مع الدب الروسي وتحقق الفشل تلو الآخر وهي واشنطن لتوّها التي صدّرت للعالم مشاهد هروبها المزعور من أفغانستان. فأتتها الصدمة الكبرى التي سطرت ملحمتها في 7 أكتوبر ساحة المقاومة الفلسطينية في غزة وكشفت كل عورات الجيش الذي لايقهر وأربكت العقلية الجمعية للعدو الصهيوني وبرهنت هشاشة الترسانة العسكرية وعطَبها وزُعر الجندي بِتَدَرُج رتبه الذي يقف خلف تلك الترسانة لتشغيلها.. ووقفت تل أبيب تلطم الخدود وتصرخ إلى واشنطن لنجدتها..فاليوم لايشبه أبدآ المربع الذي وقفت فيه جولدمائير في 6 أكتوبر..اليوم السابع من أكتوبر من العام 2023
الأمر جلل فالضربات في الداخل الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وليست الحكاية ( خناقة على ناصية الشارع أو في الفناء الواسع من الأراضي المصرية أو السورية.) الآن في القلب. وللمرة الأولى. تلقّى الأمريكي الصدمة التي زلزلت العقل الإستيراتيجي الغربي كله.
فماكان إلا أن حملت واشنطن ومعها أوروبا العجوز كل مابجعبتهم من عصي . حاملات الطائرات والفرقاطات والغواصة النووية. وخزائن النقود بلا حساب لغايتين الأولى ربما سنحت الفرصة لمواجهة التحديات القطبية في المياه الدافئة لقطع الطريق على موسكو وبكين.. والثانية نجدة إسرائيل وتثبيت حضورها الإقليمي في المنطقة.وبينما لم تأتِ الرياح بما اشتهت السفن والبوارج وحاملات الطائرات هذه المرة. وفاجأت قدرة المقاومة الفلسطينية العدو..كل العدو بأركانه الجيوسياسية الدولي والإقليمي والعربي أيضاً. من حيث التكتيك والسرعة في تسديد الضربات النوعية الموجعة حد إرباك منظومة الإستعمار العالمي وحلف الرجعية الذي يدور في فَلَكه. وإلى الآن يرى العالم الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية في غزة ويرى عويل جنود الإحتلال كالنساء وخناقات طبقة الحكم في تل أبيب. وردة فعل سكان الأراضي المحتلة من الصهاينة والنزوح الجماعي من مستوطنات الغلاف بحثاً عن مكان ٱمن لطالما تفاخرت حكومات العدو بقدرتها على صناعة الأمن المطلق لشعب إسرائيل.فلا يجدون أمناً في الداخل وصواريخ المقاومة طالت هذه المرة كل شبر من أرض فلسطين التاريخية.. وتزلزلت مشاعر الشعوب الحرة ضد حكامها لوقف مجازر العدو ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمشافي. وأوجعت المقاومة العدو بأسر عدد كبير لديها وقادة كبار في المؤسسة العسكرية. وخلف هذه المقاومة شعب مختلف يواجه الموت بصدور عارية وبلا أدنى مقوّم من مقومات الحياة.الماء والكهرباء والعلاج..لاوقت في غزة تحت القصف الممنهج المستمر للراحة أو للملمة شظايا الأجساد الطاهرة التي استشهدت..لا وقت ولا فرصة هناك للدفن..وبات الوضع مؤلماً لكل شعوب العالم..دون العربية. فقد إعتادت ربما هذه الأجيال وجوقة حكامها على الصفع الرتيب.. وربما هي منتوجات ٱلة كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وثقافتها ومذكراتها التنفيذية عبر عقود مضت..فبات الأمر ليس إلا حادث عنف كما انحرفت وسائط الإعلام منها محطة العربية وباتت تسميها كذلك في خطابها الإعلامي دون ثمة خجل..
وبات الأمر لايحتاج منا أكثر من علب الدواء وأجولة الدقيق.. !!
ويخطيء كثيراً من يصدق أن تل أبيب ستنتصر.. فقد إنتهى الأمر. إن من خطط وجهز ووضع إستهدافاته في مخططه وتجهّز للمنازلة وحدد ساعة صفرها وميدانها لينتصر..فقد انتصر..لايبقى سوى أن يعترف العدو بالهزيمة.. وسيعترف.وأركان حكمه وقادته الميدانيين وجنوده في التوغل في غزة قد اعترفوا..!فقد حددت المقاومة أهدافها بدقة.. الإنتصار على الجدار العازل.. الإنتصار على القبة الحديدية..نقل المنازلة إلى مستوطنات الغلاف وكسر نظرية الأمن المستقرة لدى المستوطنين اليهود.. الإنتصار على جهازي الشاباك والموساد.. تمزيق خيوط العنكبوت التي تتستر خلفها اسرائيل والمسماه بجيش الدفاع الذي لايُقهر ..العودة بالرهائن وثلة من قيادات عسكرية عليا..ترك مناخات الرعب يلتحف بها الشعب الإسرائيلي تدفعه في وجه أنظمة حكمه وكياناته الأمنية والاستخباراتية..إلقاء ظلال العملية برمتها على تصدير فشل طال المخابرات المركزية في التكهن أو التوصل إلى معلومة مايبيت به قادة المقاومة…التجهيز لمقامة طويلة الأمد متدرجة في تحقيق هزيمة للعدو. وقد حققت المقاومة الفلسطينية ماذهبت إليه..وذلك على نقيض ماذهبت إليه وأعلنته حكومة تل أبيب: الإجتياح البري الذي تراجع إلى التوغل البري الذي يثبت فشله كل لحظة وكلفته المرتفعة في فطائس ومعدات جيش الدفاع..الدبابة الأولى في العالم والمدرعة ناقلة الجند الأولى في العالم..والتي قضت عليها صبية الصف الثالث من جنود المقاومة الحفاه بأسلحة محلية الصنع وكلفة مالية تساوي الصفر..ومن مواجهات والتحامات من المسافة الصفرية..
حتمية القضاء النهائي على حماس وكتائب المقاومة.. والأخيرة تصطاد القادة العسكريين والجنود من الميدان قتلى وأسرى..تدمير شبكة الأنفاق. وباتت الأخيرة مفخخة من يقترب منها يفقد حياته ويرعب من لم يقترب بعد..
ولن تسقط المقاومة..ولم يثبت التاريخ أن المقاومة ضد الإحتلال قد انتهت إلا وقد قضت نهائيا على المحتل..
نعم يتم تمشيط غزة شبراً شبراً بالقصف حتى فقدت اسرائيل كل مالديها من قذائف وصواريخ وآلات التدمير..نعم تمدها أوروبا وواشنطن بالمزيد من الأسلحة..نعم يفقد الشعب العربي الفلسطيني عشرات الآلاف من أبنائه شهداء..نعم يتم قصف المستشفيات ودور العبادة دون تمييز..لكن هل حققت اسرائيل ماأعلنت عنه من أهداف لحربها ضد غزة.؟؟ . الإجابة: بالقطع لا..ولن تحقق.
ثم أعلنت ترانسفير لشعب فلسطين في غزة إلى الجنوب واشتد القصف لترحيلهم جنوبا في إتجاه سيناء المصرية..والسؤال هنا
..هل سسيتحقق للعدو هذا..؟
الإجابة: قطعاً لا.. الضيف والمضيف يرفضون ذلك قولاً واحداً..لامصر توافق ولا شعبنا الفلسطيني في غزة يوافق على ترك أرضه..
هل ستنتصر تل أبيب رغم كل هذا..؟؟!
الإجابة: نعم..نعم تنتصر خارج المنازلة..وفي انتصارها تسعى لجر المنطقة إلى حرب إقليمية كبرى تشتبك فيها واشنطن وحلفها الأوروبي والعربي الرجعي لاسترجاع قدر من الهيبة المفقودة ومن أدوات القطبية الأعلى..هل جاءت بارجات عسكرية أمريكا وأوروبا لغاية وحيدة هي إنقاذ اسرائيل..؟ نعم وطورتها للهدف الثاني حال الإنتهاء من تحقق إنتصار تل أبيب.والأخير لن يكون وفق ماخرجت اسرائيل للحصول عليه..
وإن ذهبت أمريكا إلى الخطوة التالية للتغطية على فشل الأولى هل تنتصر في المنطقة في حرب إقليمية كبرى ؟؟ بالقطع لا..لن يكون لها ذلك..
وبين محاولات اسرائيل في الحصول على نجاحات في غزة.وبين محاولاتها جر المنطقة لحرب كبرى تضع فيها أمريكا داخل الميدان مضطرة للفعل والمواجهة..
بين هذا وذاك..توجد المخاطر المحدقة ببعض البلدان العربية.مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق.. وغايةٌ تريدها تل أبيب وتذهب إليها واشنطن هي اسرائيل الكبرى. تساعد على ذلك فاتورة خليجية ومصالح تخطط لها هذه الدول مع تل أبيب.وبمراجعة الموقف الخليجي من المؤامرة ضد سورية ومئات المليارات التي أنفقت وعشرات التنظيمات المتطرفة الإرهابية التي كانت تُشَغّلها مثل داعش والنصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وجيش القدس وكثير من العناوين.. وفشلت في مسعاها وحلف واشنطن الذي تألف من 65 دولة منهم جيوش الناتو وأجهزة الاستخبارات كلها..فأين اليوم هذه التأليفات الإرهابية من الحرب غير المتكافئة ضد غزة..؟؟ وأين اختفى جيش الإسلام وجيش محمد وجند الله وأجناد مصر..والحرب المقدسة مستعرٌ أوارها بين العرب وإسرائيل..بين المسلمين والصهاينة..؟؟! .. بنفس الأنساق تقف إمارات الخليج الموقف اللائق بها وغاياتها ضد المشروع العربي..ضد قضية فلسطين وضد مصر..لكن ومهما احتدم النزال واشتعلت المنطقة لاقدر الله بحرب كبرى ستنتصر المنطقة..وتحارب الجيوبوليتيك ضد العدو وحلفه الغربي وأزياله في المنطقة.

#سفير_برس _ بقلم : محمد فياض 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *