إعلان
إعلان

الأمريكي.. ودفرسوار الحسابات الخاطئة _بقلم : محمد فياض

#سفير_برس _ القاهرة

إعلان

منذ ساعات مضت أنهى بايدن الإتصال التليفوني الطويل نسبياً مع نتنياهو بطريقة غير دبلوماسية تفصح عن الإعلان الممتعض من الديموقراطي الحاكم بعدم الرضا عن اليمين النينياهو في إدارة إسرائيل ورفض الأخير وقف الحرب وخلافه مع الإدارة الأمريكية..والخروج بالخلافات العميقة بين واشنطن وتل أبيب إلى العلانية التي ظل الإتفاق لسنوات طويلة مضت نافذاً بحصرها في القنوات الخلفية.. وبالرغم من هذا الذي يريده الديموقراطي لغاية تأمين أصوات الناخبين لكسب الولاية القادمة للحزب في البيت الأبيض.. وليس تأميناً لأواح الشعب الفلسطيني في غزة..فإن الأمريكي يطالب الإسرائيلي بوقف القتال تارةً وتخفيف حدة استهداف المدنيين تارةً أخرى.ودعوة نتنياهو إلى تهيئة البيئة المناسبة للوصول إلى هدنة لاتنسى واشنطن نعتها بالإنسانية أحياناً ودعوة الفصائل الفلسطينية المقاومة إلى الإفراج عن الأسرى ( المختطفين في الخطاب الأمريكي والعربي المتصهين) وحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ..في أحايين أخرى..
ربما البيت الأبيض _ المقموص _ يبدو مختلفاً مع تل أبيب وأنه يبعث رسائل ضد الحرب على غزة ويسعى مع العواصم العربية في حظيرة التطبيع إلى التهدئة أو الهدنة لوقف القتال..لكن العالم لم يضبط واشنطن أو أيًً من عواصم التطبيع في حالة تَلَبُس وهي تمارس ثمة ضغط أو تستخدم ثمة وريقةً واحدةً من التي بين أيديها _ وهي كُثُر_ لغاية الضغط على إسرائيل لوقف المجازر النازية ضد شعبنا الفلسطيني في غزة . ولم تجرؤ عواصمنا من إتخاذ موقفاً دبلوماسياً تجاه تل أبيب أو الدول الداعمة لها.. وتستطيع إن تجلّت الإرادة السياسية الحرة أو تم إستدعائها من القبور.
وواشنطن تدعو..وتطالب وفي ذات السياق دون أيه مواربة و تدفع عن الصهيونية تكاليف عقد وثيقة التأمين الشامل لدى الشركة الأمريكية لتغطية نفقات الحرب الإسرائيلية على غزة وإرسال أحدث الأسلحة والمعدات ووضع الأقمار الصناعية والقادة العسكريين في البنتاجون في خدمة النازية الصهيونية ومظلة الفيتو في مجلس الأمن..مظلة تأمين واسعة وشاملة ودون أسقف لارتكاب المجازر الإسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني..قوات الدلتا والقادة العسكريين الميدانيين في الميدان تحارب الأطفال والنساء والشيوخ والبيوت والمشافي ودور العبادة لافرق بين مسجدٌ وكنيسة.
والمقاومة تُسقِط الأمريكي من كل الحسابات الختامية لترتيبات المنطقة وتحذفها من العناوين الصاعدة التي تدفع المقاومة في كل الساحات أثمانها من فواتير الدم..
يخطيء من يعتقد أن مايحدث كان نتيجةً أو رد فعل لطوفان الأقصى.
سرعة حضور البوارج وحاملات الطائرات والغواصات النووية والجيوش العائمة من أوروبا هلعاً جنباً إلى جنب مع الأمريكي إنما جاء بمناسبة طوفان الأقصى ولكن لوضع مشروع الشرق الأوسط الكبير موضع التطبيق وفي القلب منه اسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات على كامل فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وأرض من العراق وسيناء المصرية..لا لغاية تأمين دولة يهودية فتية كبرى وقوية تحمل السلاح وتكشِّر عن أنيابها لتصوغ بالبطش العسكري عنواناً إقليمياً جديداً يرتع في المنطقة وظهيره الإقتصادي الصيهوني الذي تم تجميعه وحشده في سلة الأرض العربية في الإمارات..لا من أجل اسرائيل العظمى بل هذه الأخيرة في حد ذاتها ليست غاية بل وسيلة عبّر عنها الأمريكي صراحةً ” لو لم تكن اسرائيل موجودة لاخترعناها ”
وهذا ليتم صرفه في عنوان الصراع القطبي مع روسيا والصين.
لكن الأداة الإسرائيلية لم تكن بالجاهزية الحقيقية التي تُمكِّنها من المنازلة الفاصلة مع الجغرافيا الكبرى مروراً من فناء غزة.والأخيرة قد صدمت كامل المشروع الأمريكي وخلقت المقاومة مفاجأة خارج حسابات البيت الأبيض وأوروبا الباحثة عن ثمة وريقةً شرق أوسطية تضعها مع الأمريكي على الطاولة أمام الدب الروسي أو تناور بها في الميدان العسكري..وتدير المقاومة حتى الآن 84 يوماً صموداً وتكتيكاً أرهق مدارس الحرب الغربية وأزعج البنتاجون..وتدخلت الساحات وفق معايير قتال منضبطة تم التخطيط لها باحتراف وممارسة التصعيد بتوزيعات جغرافيا المقاومة من حيث الإتجاه وإنزال العصا الأمريكية تحت الأقدام المقاومة دونما أي حسابات قوةٍ لغير قوة الحق والمواجهة النارية دون أسقف من حيث وِجْهَة الإستهداف والقدرة على تطويع أجيال قديمة من السلاح على مواجهة أحدث الأسلحة الأمريكية والغربية من منطلقات الأرض والعرض والكرامة..وفاجأت الساحات العدو الأمريكي المُشَغِّل للإسرائيلي بوحدة الهدف..على خلاف الإرتباك في ممارسة الفشل لدى الأمريكي ونتنياهو في صياغة الأهداف من الحرب على غزة..تُحقق ساحات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين المحتلة..ولم تحقق تل أبيب.
يخسر الأمريكي والصهيوني في تل أبيب بسبب الحسابات الخاطئة.
وكان ينبغي عليهم في البيت الأبيض جمع أطراف المؤامرة من أوروبا العجوز وتل أبيب لدراسة المشهد قبل وضع الأيادي على الزناد وقبل الخروج إلى الميديا وإطلاق التصريحات وإعلان الحرب والأهداف.. كان على الأمريكي أن يضع الأسئلة الصعبة على الطاولة في قلب المخطط.هل ٱن أوان تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الآن..؟؟
هل هناك أذرع إقليمية وعربية على الأكثر والأهم تملك القدرة على تنفيذ مايوكل إليها من سيناريو الخيانة وباحتراف..؟؟
وهل بدون الخيانة العربية وقدرتها على تحقيق النجاحات في صالح خدمة الصهيونية.يمكن كسب المعارك والذهاب إلى تقسيم المنطقة وتجاوز العتبات الصعبة..؟؟
وهل الوقت الكافي يكفي وفق المخطط للّحاق بالعناوين الكبرى في الصراع القطبي قبل تجاوز الدب الروسي الحدود البولندية والتي لن تُصلِحُها عناوين إقليمية ٱتية من تحقيق نجاحات في الشرق الأوسط..؟؟
وهل تملك عواصم التمويل في الخليج الأمصال الكفيلة بالحيلولة دون إنزال الشعوب حكام الخيانة من فوق العروش..؟؟
وبعد أن يجد الأمريكي كل الإجابات الشافية لمثل هذه التساؤلات..هل هناك الملك عبدالله الأول الآن..ليقوم بتجريد الشعب الفلسطيني من أسلحته وإخراج الشعب من البلدات بحجة أن جيشه سيقاتل العصابات الصهيونية عنه ويطلب إبعادهم خشيةإصابتهم أثناء القتال ثم يتولى تسليم البلدات للعصابات الصهيونية دون قتال وينتقل لتجهيز بلدات أخرى بذات الخيانة..؟! _ حتى وإن تم قتله وهو في طريقه للمسجد الأقصى على خيانته _
وهل وجدت اسرائيل ملك حسين بالجاهزية كما كان في علاقته بجولدمائير..وأثناء حرب 1967 يترك الضفة الغربية مجاناً ودون قتال للجيش الإسرائيلي بعد تجريد الفلسطينيين من السلاح وكان بإمكانهم قتال شوارع كما فعلت بورسعيد..؟؟!
وهل وجد الأمريكي ملك فيصل ليدعو واشنطن بحتمية ضرب عبد الناصر الآن لأنه يشكل خطراً على إسرائيل وعلى المملكة..فكانت 67 .. وهل فيصل اليوم يملك قرار تمويل الحرب كما مولها فيصل الأمس ضد مصر وسورية.؟؟.
وهل لدى الأمريكي الآن كيسنجر..يقترح على القاهرة التحريك..وهل وجدت تل أبيب سادات يلتزم التحريك ويرفض تطوير القتال وينتظر ثم يتخذ القرار بالتطوير في توقيت مختلف والجسر الجوي قد بدأ الوصول والإسرائيلي بات مطمئناً على توقف الجبهة المصرية فيركز قتاله على الجولان والجيش السوري الذي كان قد وصل إلى الجليل وبتوقف الجبهة المصرية تغيرت الموازين في القوى وتم اصطياد الثغرة.. لتبدأ مبكراً كامب ديفيد..؟
هل جاء المشروع الآن والأمريكي يملك أدوات خيانة وكيسنجر وملك حسين وسادات ليصنع دفرسوار في الحرب على غزة ويلتف على المقاومة ويدفعها للإستسلام..ليأتي الأمريكي لتطوير القتال لجهة الشرق الأوسط الكبير..؟؟!
إن الساحة اليمنية قد أربكت حسابات واشنطن واللبنانية أوقفت مائة ألف من جنود وقادة جيش الإحتلال على هذه الجبهة خَصماً لتخفيف الضغط على غزة.
جاءت حسابات الأمريكي هذه المرة في البحث العاجل عن دفرسوار يصنع منها إنتصاراً على حسابات خاطئة.
من السهل أن تضع واشنطن في سلتها حزمةً من الخونة العرب.لكن الحسابات دون ماكانت عليه في السابق وحديث البندقية يرسم خارطة الطريق التي سوف تدفع العدو إلى الطاولة لصياغة هدنة طويلة بعض الوقت كهدنة كامب ديفيد.

#سفير_برس _ القاهرة __بقلم : محمد فياض

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *