إعلان
إعلان

هبة القلب السماوية

#سفيربرس_ هبة الله دهمان _فيينا

إعلان

قال  المصريون القدامى عن الحب إنه “هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير”

ارتفاع في معدل ضربات القلب , اتساع الحدقتين , احمرار الوجنتين , الم وتشنج في البطن , إرتعاش في الأطراف تشتت الأفكار 

كل ذلك أعراض طبيعية تصيب أي شخص يدخل في حالة الحب وغالباً ما تعد هذه المرحلة الأجمل في حياة الإنسان. 

الحب عبارة عن امتزاج مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابية والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير ذات نزعة أخلاقية وروحية سامية وهو سياق عريض تندرج في أوساط العديد من المشاعر المختلفة حسب تدرجاته منها المودة والألفة والرفق والسماحة والاهتمام.

في البداية يكون الإنسان  في مرحلة الاختبار الأولي للعواطف المتدفقة غير المألوفة له حيث يستمتع بها بما تحمله من حالات الإسترخاء والسعادة , عند هذا الثوران الغير مضبوط للعواطف ينتشى الإنسان بمجموعها (إعجاب إنجذاب خجل غرائز..) يطلق عليها حالة حب لكن فعلياً هي فورة هرمونية و تدفق مضطرب من الإنبعاثات الفيرمونية وزوبعة من النواقل العصبية .

ما هي الفيرمونات :

الفيرمونات هي عبارة عن مواد كيميائية تفزرها الكائنات الحية في النوع الواحد بهدف إرسال رسائل خاصة بين أفراد النوع الواحد بحيث تتناسب المادة المرسلة مع المستقبلة ,وبالتالي تصبح أقرب الى وسيلة إنتقال للمعلومات بين الطرفين عند الحيوانات تفرز من أجل مواسم التزاوج , أما عند الإنسان تفرز بنسب مختلفة عند كل من المرأة والرجل من الغدد الموجودة تحت الابطين وحول المناطق التناسلية وهذه المواد تؤثر بشكل مباشرعلى الطرف الآخر وترسل إلى  الجزء المسؤول عن الأحاسيس في الدماغ وللعلم إن لكل انسان فريمونات خاصة به تميزه عن غيره  وتسهل بالغالب عملية التجاذب الجنسي.

وفقا لعلم النفس يحدث الحب في الدماغ في الدقائق الأربعة الأولى  ليقرر اذا كان منجذباً للشخص الذي أمامه أو لا ,وحالة الإنجذاب ذات انفعال جسدي للشخص المقابل أكثر من كونها عاطفية كلامية فهو مزيج من الموصلات العصبية يمر بمراحل مختلفة إذ أن مناطق مختلفة في الدماغ تصبح نشيطة ويبدأ الحب بعد انجذاب خاص بين شخصين ويظهر بالرغبة في الحديث وإن طال وفي هذه المرحلة يتم التركيز على صفات الطرف الأخر وسلوكه وكلامه..

في المرحلة الأولى له تطلق عدة نواقل عصبية مثل هرمون “الدوبامين والسيرتونين ” المسؤولين عن حالة الفرح والسعادة والحب ,كوكتيل هرمونات السعادة يمنح العشاق النظرة الإيجابية للحياة. 

وبعد هذه المرحلة يطلق هرمون “اوكسيتوسين” الذي يسمى هرمون الحب بعد إجتياز المرحلة الأولى من الإنجذاب يمكن أيضاً وصفه بهرمون الترابط الذي يضمن حالة من الهدوء ويعد المسؤول عن تعميق الرابطة وترسيخ الروابط وتوطيدها بين المحبوبين كما إنه يعزز عند الاتصال الجنسي وفي تعبير آخر يرى العلماء أنه في حالة الحب يحدث نوع من النشاط الجنسي المرتفع وهذا النوع من الحب مختلف تماما عن الحب العذزي شائع الذكر في أوساطنا العربية والذي يخلط بشكل مغلوط بمفهوم الحب الرومانسي يعد الحب الرومانسي نوعاً من أنواع التعلق العاطفي الغريزي مع الشريك والتي تتكون وفق رابطة عاطفية هائجة غير مستقرة بين الطرفين وصفها شعراء العرب أنها أول حالات العشق التي تتطور لتصبح فيما بعد شغفاً وغراماً وصولاً إلى الجنون, على عكس الشائع فالحب الرومانسي لا علاقة له أبداً بالبعد الروحي للفرد انما يكون ذو منطلق وصفوه عند الاغريق بجوع الجسد للجسد 

الحب العذري : 

هو الحب الخالي من الغريزة المعنى فقط بذات المحبوب ,اذ يقع العاشق في حالة من التعلق العاطفي اتجاه الحبيب نتيجة الحاجات النفسية الغير المشبعة والبيئة والمجتمعات التي يعيشون بها تؤثر أيضا بمشاعرهم وهذا ما يفسر لنا الاندفاع المهول للشعراء قديما كعنترة وقيس وغيرهم … فالمرأة لديهم هي امرأة خارقة ولكن عند دراسة حالة العشق لديهم ماهي الا سيطرة الحاجة العاطفية وهيمنتها القوية على العقل وتضخيمها بشكل لاعقلاني حتى يفقد العقل قدرته على التركيزوالحالة المزاجية ولكن وفي بواطنها تختبئ الحاجات الغريزية . 

وأخيراً …

الحب بمفهومه الحقيقي بعيد أشد البعد عن الحب الرومانسي الشائع هو حب وافر غير مشروط فلا يشترط على المقابلة والمطابقة إنما حالة روحية سامية تصل بصاحبها الى ائتلاف كل ما يخص الطرف الأخر وادراك حالة السلام بداخله.

يجب ادراك أهمية العقل وضبط العاطفة وعدم إطلاقها دون تفكر, والانتباه لتسييرها في المضمار الصحيح لكي لا تضل عن المنحى المخصص لها .

كن متزناً ومعتدلاً ولا تكن مسرفاً ولا شحيحاً كن كعود البان لين في حركاته صلباً في قوامه غيرمتكلف لكي تعيش الحب كما ينبغي أن يعاش.

#سفيربرس_ هبة الله دهمان _فيينا

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *