إعلان
إعلان

حقٌّ لا يموت _ بقلم : ديما يوسف سلمان

#سفير_برس

إعلان

” كانَت تُسمّى فلسطين..صارت تسمّى فلسطين” ..هي ” أمُّ البداياتِ أمُّ النهايات ” ..إلى قدسِها ترحلُ العيونُ والأفكارُ والأحلام..ومن ترابها تنبتُ أزهارٌ عطِرة كل زهرة تحكي قصّة شهيد…وكلّ حكاية من حكاياتها الحزينة تسائل الزمن..لماذا شعبٌ يُسلَب أبسطَ حقوقِه ؟! يسرقونَ منهُ أرضَه وغرسَه، وأحلامَه الأولى.. فعبرَ ما يقربُ القرنَ منَ الزّمن ، عانى الإنسانُ الفلسطينيُّ الظلمَ والعدوانَ والتنكيلَ ، قدَّمَ الفلسطينيون عشراتِ آلاف الشُّهداء على مذبحِ وطنِهم الجريح وحريّتهم السليبة..وإلى اليوم تتجدّدُ معاناةُ الفلسطينيين أمام عدوٍّ همجيٍّ ؛ العنصريةُ والإرهابُ ديدنه..وما شاهدنَاه في حربِ غزّةَ الأخيرة ، يعيدُ إلى الأذهانِ حكاياتِ المجازرَ الوحشيّة التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ منذ تأسيسِه ، منذ ما قبلَ النّكبة عام 1948 وبعدها ..ويعيدُ إلى الأذهانِ صورَ أطفالِ الحجارة ، بينما العدوُّ يصبُّ جامَ أحقادِه في وجهِهم ..هل هو قدرٌ على الفلسطينيّ هذا الظلم ؟ يقولُ شاعرُ فلسطين الرّاحل ابراهيم طوقان واصفاً معاناةَ كلّ فدائي وكلّ إنسان فلسطينيّ وحزمَه في مواجهةِ عدوٍّ باغٍ لا يرحم :
صامتٌ لوتكلّما
لفظَ النّارَ والدَّما
لا تلوموه قد رأى
منهجَ الحقّ مظلما
وبلاداً أحبّها
ركنُها قد تهدّما
وخصوماً ببغيهم
ضجّت الأرضُ والسّما
هو بالبابِ واقفٌ
والرّدى منه خائفٌ
فاهدئِي يا عواصفُ
خجلاً من جراءته
إنّها فلسطينُ حكايةُ شعبٍ تهزُّ الضَّميرَ الإنسانيّ ، في عالمٍ تسودُه ازدواجيةُ المعايير ، والتي باتَتْ أكثرَ من واضحة بعد حربِ غزّة الأخيرة ، ونحنُ في القرنِ الواحدِ والعشرين ، حيث تتشدّق الدّولُ الكُبرى بمفاهيمِ الإنسانيّة والديمقراطيّة وحقوقِ الإنسان ، تمَّ العدوانُ على غزّة على مرأى العالم بأسرِه ، حيث يُقتَل الأطفالُ والشّيوخُ والنّساءُ بدمٍ باردٍ ..كلّنا رأينا ورغمَ محاولاتِ الإعلام الغربيّ التعتيمَ على مجازرِ الاحتلال ولكن عبر الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي ؛ الكلُّ شاهدَ المجازرَ الوحشيّةَ في مشفى المعمداني وفي كل مكان يلجأ إليه المدنيون العزّل ، هذه المجازر الوحشية التي فضحت زيفَ الغربِ وزيفَ ادّعاءاته عن حمايةِ حقوقِ الإنسان..لكنّها غزّة الصّابرة الصّامدة ، العاتية على العاتي ، الصّارخة في وجهِ الظّلم والظّلام ، الناطقة بدماءِ أبطالها حروفاً من أبجديّةِ العزّة والشّموخ والكرامة ، التي لا تعرفُ استسلاماً أو انهزاماً…
نعم هي غزّة في هذه الحرب الأخيرة باتت عنواناً للشهادة و التضحيات، وإنّهُ الطّوفانُ ؛ طوفانُ الغضبِ والكرامة ، هذا الطّوفانُ الكبيرُ الذي أرعبَ العدوّ وأربَكه وحطّمَ أسطورةَ تفوّقِهِ ..وأعادَ الى الأذهانِ القضيّةَ الفلسطينيّةَ..هذه القضيّةُ العادلةُ ، التي رغمَ التّطبيعِ ومحاولاتِ التّهميش ، و رغم كلّ همجيّة العدوّ وسياسَة الإبادة الجماعيّة التي ينتهجُها.. بقيت حيّةً راسخةً تتوارثُ الأجيالُ جيلاً بعدَ جيلٍ بذورَها ، وتنافحُ في سبيلِها..لتكتبَ بدماءِ أبطالِها قصّةَ حقٍّ لا يموت..ولن يموت..

#سفير_برس _ بقلم : ديما يوسف سلمان

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *