كتبت د. إلهام محمد التهامي نحو بناء جسور إنسانية راسخة

تُعدّ العلاقات الإنسانية السليمة والصحية من أبرز مقومات سعادة الإنسان واستقراره النفسي والاجتماعي. فالإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، مدفوع دوماً بحاجته الفطرية إلى التواصل مع الآخرين، وبناء روابط وثيقة معهم تُشبع احتياجاته العاطفية والوجدانية.

غير أن الحياة العصرية بما فيها من سرعة وانشغال وتعقيدات، قد تجعل من الصعب بناء مثل تلك العلاقات الإنسانية السوية. فقد يجد المرء نفسه -دون قصد- منغمساً في علاقات سامة وغير سوية، تنتهك حرمة مشاعره وكرامته، وتستنفد طاقاته دون وعي منه.

فهناك مَن يستغل طيبة القلب وينتهز الفرص لامتصاص مشاعر الآخرين واستنزافها من أجل مصالحه الذاتية. وهناك من يغرق نفسه في علاقات عاطفية قائمة على الانتهازية، فيعطي الكثير من وقته وجهده، ويهدر طاقاته في سبيل إسعاد الآخرين وإرضائهم، دون أن يجد التقدير أو المقابل اللائق.

مثل تلك العلاقات غير السوية والجائرة، من شأنها أن تترك آثاراً نفسية سلبية عميقة، وربما تدميرية، على من يقع فريسة لها. فهي تقتل فيه الثقة بالنفس، وتولّد الشكوك تجاه الآخرين، وتزرع بذور الكراهية والحقد نحو الحياة.

لذا فمن الضروري جداً أن نكون على وعي ويقظة تامين، عندما نخوض غمار بناء العلاقات الإنسانية المختلفة في حياتنا. علينا أن نتّخذ الحيطة والحذر اللازمين، فنميّز بين مَن يستحق أن نُقدّم له مشاعرنا ووقتنا وجهدنا، وبين مَن لا يبالي سوى بمصالحه الذاتية دون النظر لمصالح الآخرين.

دعونا نلتزم بهذه الحكمة النافعة: “لا تعط مَن لا يستحقك ما لا يستحق”. فالمحافظة على سلامتنا النفسية والعاطفية، بأن نعطي الأشخاص المناسبين فقط ما يستحقونه منا، هو أفضل ضمان لبناء علاقات إنسانية صحية وسعيدة تلبي حاجتنا للعطاء، وترتقي بنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

#سفير_برس _ الكويت _ بقلم : د. إلهام محمد التهامي