إعلان
إعلان

الحساب الختامي بين الأمريكي والمقاومة. : بقلم: محمد فياض

#سفير_برس

إعلان

لم يعد هناك شك لدى الذهنية الأمريكية في انتصار غزة. وإن ظل الرأي داعماً يبحث عن تهيئة فرصةً لوضع اسرائيل في مشهد الإنتصار.
والباحثون عن أدوات التهيئة وإن أجهدتهم تكتيكات المقاومة كلما لاح لهم شعاع توطئة نصر على أيٍّ من الصعدإنتكسوا . فتارة يطلبون من تل أبيب إعلان إنتهاء القتال.وتارةً أخرى يناولون كل مابجعبتهم العسكرية إلى نتانياهو يدفعونه لمواصلة الحرق والإحتراق. فلا الأمريكي يرغب في وقف الحرب ولا يملك أمارات جيدة لنتائج إستمرارها . وهو ذاته الأمريكي يملك أمارة واحدة على فشله الذريع الذي جسدته المقاومة في كل الساحات. وارتباك واشنطن جليٌّ في دعمها المسعور لإسرائيل التي تحاول الذهاب إلى عنوان واحد من العناوين الرئيسة التي أعلنتها سلة أهدافٍ لحربها على غزة.وبعد حملها في الشهر الخامس الذي قارب على الإنتهاء. وستُتِم لها المقاومة السابع والتاسع لتصل تل أبيب إلى قناعة الإجهاض لاستحالة تحقق أي من العناوين التي أعلنتها أهدافها من الحرب دون امتلاك أدوات لتحقيقها .
إن الأمريكي يملك حزمة من العِبَر في منطقتنا التي حلحلته عن أحادية القطبية. واجهته المنطقة في الدبلوماسية والحرب. حزمة من الملفات هزمت الدبلوماسية الأمريكية في الملف النووي الإيراني. وملف التطبيع الخليجي الصهيوني. وتطويع الثقافة والتعليم كرافعة عربية.سنية وشيعية داعمة لتل أبيب.وبات من المنطق إعلان هزيمة إسرائيل وفشلها في تحقيق ثمة إستقرار لتموضع الولايات المتحدة الأمريكية رائدة في الخرائط الجديدة للمنطقة . لكنه المنطق الذي لاتعترف به الإدارة في البيت الأبيض ويضع الصهيوني في تل ابيب إلى الزاوية. وماالحرب في غزة سوى _ في واقع الصراع _ حلقة في مسلسل بدأت حياكة سيناريوهاته في العام 1897 وتمخض عنه المشروع الصهيوني. لأ من أجل وطن لليهود كما أعلنت المنظمات الصهيونية العالمية بل لأجل تفخيخ الوطن العربي من محيطه إلى خليجه . والأمر لم يكن يعدو حزمة المصالح التي تم إستهدافها لمنطقتنا وتحديد خطوط السير الجيوجغرافي والجيوسياسي ومالازم ذلك من ضرورات حتمية للإنفاق على المشروع.. لإنتاج بيئة عربية في غاية التنافر لحد الإحتراب نزولاً بها من أعلى غايات التوافق . ولم يكن سهلاً مالم يتم إنشاء مدارس لتخريج الخونة والعملاء..وأخرى لتدريب ثلة الحكام وتجهيز البدائل التي تسهم في إستقرار جاهزية منطقتنا للإنفجار البيني بما يخدم المشروع الصهيوني الأمريكي..ولم يشأ أن يعمل الأمريكي لدى الصهيوني على جانب ومن قبله كان البريطاني لأجل الصهيونية.وعلى الجانب الآخر .يعملان لدى دولة العصابات التي تأسست في فلسطين في العام 1948. بل جلهم في الواقع يعملون لدى الأمريكي.. وتقاطع المصالح في الإقتصاد والسياسة أوصلهم معاً إلى إتفاق حديدي _ يشبه ما أسست له وصاغته بريطانيا العظمى في شبه الجزيرة العربية بين تقسيم السلطة السياسية والسلطة الدينية الوهابية على أبناء مردخاي بن افراهام بن موشيه .لتظل دون تباين إلى الآن.وغايات التكوين لها وفق المشروع ومعها الجهة الثانية للحضّانة الدينية جماعة حسن الماسوني لتؤدي دورها لحماية الجنين الشاذ الذي ألّفته أشتيرن وتسفاي والأرجون في مايو 48 .. ويستمر الأمريكي في فرض بطشه وعنجهيته خارج القانون الذي تم التأسيس له في يالطا بعد الحرب الثانية.
وظلت الأدوات الأمريكية تستخدم الوهابية وتفريعاتها على جانب والصهيونية بطموحاتها وتمويلاتها على الجانب الآخر للمشهد..ولأجل الأمريكي القطب الأوحد..
وهاقد اندلعت الحرب الكبرى وقبل الأخيرة في الصراع من أجل تحرير فلسطين واختفت نهائيا مئات التنظيمات الراديكالية المتأسلمة الوهابية من المشهد..ولأن المُشَغِّل لايطلقها إلا لأجل مشروعه..وخزائن التمويلات توقفت لأنها لاتغدق على تمويل الجماعات الجهادية إلا بالأمر المخابراتي المركزي وفي الجغرافيا التي تخدم مصالح المشروع الأمريكي..
وبينما المقاومة تنتصر بفلسفة الإنتصار الحقيقي في مثل هذا النوع من الصراع.وبينما اسرائيل تلعق مرارة هزائمها الإستيراتيجية في الحرب الدائرة في الساحات المختلفة .والعالم يرى بأم عينيه الحقيقة الكاملة الكاشفة عن حقيقة الصراع الحقيقية. وسلة العناوين الأخلاقية التي تحكم القتال في جانب الفلسطيني..وبنك العناوين الرئيسة التي أعلنتها اسرائيل أهدافاً لحربها ضد غزة ولم تحقق منها شيئاً والشهر الخامس يغلق أجندته الرقمية.ولن تستطيع لأن من أراد أن ينتصر في هذه المنازلة انتصر وانتهى الأمر ولم يبق سوى إعتراف الأمريكي وليس الإسرائيلي بالهزيمة..والأخير يعلم أن إعلانه الهزيمة في هذه المعركة ستفضي به إلى خسارة الحرب على كافة الأصعدة وتدفعه إلى تفكيك الأواصر مع أوروبا العجوز بسبب حالة الوهن ويحمل العم سام مشروعه المريض إلى الطاولة مع السيد بوتين في حضرة بكين لمراجعة الإتفاق وإعادة صياغة ماكان في يالطا… وإن كان الأمريكي يعاند لازال..فهذا لأسباب منها أنه لايرغب رغم إيلامه الكبير بفعل سلاح المقاومة والتي لم يحسب لها اللائق بها من حسابات حال الإرتكاز على رجالات الدولة والسياسيين وأصحاب الأعمال والقرار في بيوت الحكم من المحيط الى الخليج..وظنه أن ماوافق عليه الكونجرس بالإجماع في العام 1983 والذي يُنعَت بمشروع برنارد لويس سوف يكون كافياً وأن تقارير المخابرات تطمئن إلى وضع المنطقة تحت الخيمة.
وإبان الصراع المترامي الحلقات والجغرافيا والملفات كانت تنتصر المقاومة عبر المراحل وبهدوء منذ سبعينيات القرن الماضي وإلى 7 أكتوبر.
الذي أرعب المعسكر الأمريكي وأربك تصرفاته من حصار المنطقة بحاملات الطائرات والغواصات النووية والجيوش المحمولة بدعم غربي كبير إلى الإنزلاق لهاوية السقوط تحت نيران الحوثي وجرأته على كسر الهيبة الأمريكية.ليبقى ملف الحرب وملف التفاهمات موارباً .. على جانب من الطاولة. والعقلاء من صقور واشنطن وتل أبيب _ لأنه ليس بينهم حمائم _ يدفعون إلى تلبية مطالب غزة التي عندها تتوقف المعارك في كل الساحات والتي أعلنت توقفها حال توقف الاعتداء الإسرائيلي على غزة والإنسحاب خارجها..وأعلنت المقاومة أنها لن تسمح بالقضاء على حماس.. وأن القتال تصعيد بتصعيد..
ويعلن المشروع الأمريكي خسارته ومرضه واعتلاله في هذه الحرب..لكن الأمريكي سيستمر لفترة من الوقت ليبحث فيها عن ترتيبات خرائطية وموضع قدم في تشكيل الجغرافيا الجديدة ومواطن القوة والتموضع فيها..ويعلم الأمريكي في الحساب الجاري بميزة حلف المقاومة وقدراته العسكرية القتالية وإن تمايزت قدرات العدو التكنولوجية الحديثة عن مثيلاتها في صفوف القتال على اتساع الساحات..و يعلم أيضاً أن المقاومة ذاهبة بجدية بعد ماأنجزته من انتصارات في تحقيق أبجدية التوازن المؤهلة حال استعدادات مستقبلية بأدوات قتال دفاع جوي تحمي سماء غزة والساحات في النزال القادم..ذاهبة بجدية إلى تثبيت خرائط أنتجتها المعركة وتفضي إلى خلق توازنات وحسابات لصالح المنطقة وتحررها..وإن كنت أرى أن الأمريكي مازال ضاغطاً لخلق حلف إسرائيلي عربي لزعزعة قدرة المقاومة في الحساب الختامي مع الأمريكي على تثبيت الخرائط الجديدة من ناتج الإنتصار. ومن الممكن أن يفلح نسبياً حيث تقاطع مصلحة الأمريكي مع حلف إقليمي تزعجه إنتصارات حلف المقاومة.لكن ولإعتبارات التاريخ وسيكلوجية الجغرافيا لن يكون ناتج الحساب الختامي بين الأمريكي وحلف المقاومة في غير صالح الأخير . وإن كنت أرى في زيارة أردوغان إلى القاهرة تكليف أمريكي في مهمة سرية مع المقاومة للحصول على دور الوسيط الصدوق. الذي تثق فيه المقاومة وسيلعب دوراً يليق به وخياناته لصالح إسرائيل.

#سفير_برس _ بقلم : بقلم: محمد فياض

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *