إعلان
إعلان

فتح “مسامات” السعادة..بقلم : لميس علي

#سفير_برس

إعلان

لا تعلم ممن سمعتْ تلك العبارة أو أين قرأتها، وتفيد: للامتنان مفعولٌ يشبه تزييت خلايا الدماغ، وبالتالي تصبح أكثر جودة.

كعادتها، باقتباس التشابيه وممارسة شيء من الإسقاط، تساءلت: لمَ لا نقوم بتزييت مفاصل يومياتنا التي يبدو أنها تعاني أحياناً بعضاً من “خشونة” الواقع..؟
لكن.. كيف ذلك؟
في كتابه (ميزة السعادة) يعيد الكاتب “شون آكور” التذكير أن أبحاث ودراسات علم النفس الإيجابي وجدتْ أن السعادة هي التي تجعلنا نثمّن ونشعر بالنجاح، وليس العكس.
بمعنى يجب التعود على الشعور بالإيجابية، صيدا ًلهرمون “الدوبامين” الذي يمنح السعادة ويجعل المرء أكثر ذكاء..
وكلّ ما علينا فعله هو تصنيع صور ذهنية “إيجابية ” و”سعيدة”، أي إطلاق قدرتنا على “التخيّل”.
ما يؤكّده “آكور” وغيره من كتّاب وعلماء نفس، وصلتْ إليه إحدى الدراسات النيورولوجية التي تبيّن أهمية العلاج بالفن أي بوسيلة تزيد من المتعة/السعادة، (فبعض المناطق في المخ تساهم بتقليص الألم حينما تنشط فتزيد من الشعور بالمتعة عن طريق الخلايا العصبية التي تنتج الأندروفينات “نواقل عصبية” المشابهة للأفيون في التأثير).
كيف لا تكون أجمل العلاجات بالفن وهو من أكثر منشّطات (الخيال/التخييل) لدينا..
وبالتالي زيادة قدرتنا على إنتاج “صور ذهنية” ذاتية الصنع.
ما تدركه تماماً أن “الفن/الإبداع” بمختلف تجلياته يزيد من فرص قدرتنا على الابتكار.. الخيال.. وضمان دوران عجلة “الحلم” كأفضل ما يكون.
في فيلم (قبل الغروب، Before sunset)، يتحدث (جيسي، إيثان هوك) عن أن الشخص السعيد سيبقى سعيداً حتى لو تعرض لحادث أليم أفقده القدرة على المشي..
جزئيةٌ تذكّر بما يُطلق عليه المستوى الشخصي من السعادة اليومية الذي يدعوه علماء النفس (النقطة المحدّدة/نقطة التحديد، Set point) وتعني أنه مهما تباينت ظروفك، أكنت غنياً مشهوراً، أم فقيراً معدماً، فهناك النقطة المحددة التي ستعود إليها، والتي لربما ورثناها جينياً أو تربوياً.
هل يمكن تعديل أو تغيير النقطة المحدّدة لأيّ منا..؟
علم النفس الإيجابي يجيب بالتأكيد.
إذاً.. كيف نستطيع فتح “مسامات” السعادة.. وتسليك قدرتنا على التقاط الفرح.. مهما اسودّت الظروف من حولنا..؟
بالنسبة لها.. فتمرينها الأكثر من فعّال الذي تمارسه يومياً، أنها تقوم بالمقارنة بين نسخها المتعددة..
ما كانت عليه، ربما قبل سنوات أو أكثر، وبين ما هي عليه الآن.
تشعر بنوع من غبطة.. حين تنغمس أكثر “بذات” حقيقية.. وواعية بما هي عليه..
ولتمارس نوعاً من الانزياح على مقولة البعض “الفرح لا نملكه إلا عندما نملك ذواتنا”، فتجعلها: الفرح هو ما يحدث حين نكتشف ذواتنا المتجدّدة والحيّة.
#سفير_برس _بقلم  _ لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *