رقصة العشق الالهي
#سفير_برس _ هبة دهمان _ فيينا
سما أو المولوية هو نوع من أنواع الذكر عند متبعي الطريقة الصوفية , منذ القرن الثالث عشر الميلادي بالهام المعلم الروحاني المتصوف جلال الدين الرومي , العالم الصوفي الفارسي ؛ يوصف بأنه ذو رؤية تمثل رسالة عالمية تخاطب كافة حضارات العالم باعتبارها مصدر إلهام لكل الناس .
سما هي حركة الدوران حول النفس بهدف الصعود الى مرحلة الكمال , فالدوران هو المبدأ الأساسي للوجود , حيث كل شيئ يدور في هذا العالم.
بدأت بعهد السلجوقيين في قونيا وانطلاقتها من هناك أثر في الفن والتدين التركي ومنها انتشرت في أماكن أخرى من البلاد الاسلامية .
طقوس سما تتألف من سبعة أقسام :
النعت الشريف : ترنيمة خاصة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهي من نظم جلال الدين الرومي .
“كن” : تسمع قرعة طبلة ممثلة الأمر الالهي “كن” .
النفخة الالهية: تمثلها تقاسيم الناي التي أعطت الحياة لكل المخلوقات .
أنصت إلى الناي يحكي حكايته
ومن ألم الفراق يبث شكايته
ومذ قطعت من الغاب، والرجال والنساء لأنيني يبكون
أريد صدراً مِزَقاً مِزَقاً برَّحه الفراق
لأبوح له بألم الاشتياق
فكل من قطع عن أصله
دائماً يحن إلى زمان وصله . “جلال الدين الرومي “
دورة السلطان ولد : يدور الدراويش ويلقون السلام على بعضهم ثلاث مرات ويكون الدوران عكس عقارب الساعة اشارة الى تحرره من قيود الزمن .
الدروشة فى الصوفية هي أول درجات الترقي فى التطور الروحي. والدراويش الصوفيون هم زهاد شديدي الفقر والمتقشفين عن اقتناع وايمان يعيشون على احسان الاخرين زهدا في متاع الدنيا
السلام: يتكرر الاسم أربع مرات كل سلام هو درجة على سلم الصعود .
يقوم الدرويش بخلع عبائته السوداء التي ترمز الى الجسد مرتدياً تنورته البيضاء الطويلة التي ترمز الى الكفن يبدأ بالدوران البطيئ ثم يفتح يديه كما الأجنحة .
– السلام الأول : هو ادراك الانسان لذاته ولخالقه العظيم , الدوران يكون بثبات القدم اليسرى التي تدور في مكانها بينما تلتف القدم الأخر في تتابع سريع .
القدم الثابتة هي الشريعة والقدم المتحركة هي الدنيا وماعليها .
- -السلام الثاني : هو الاستسلام الكامل لقوى الحضرة الالهية
-السلام الثالث : الموت قبل الموت يده اليمنى ممدودة نحو الأعلى تستقبل الحق ويده اليسرى الممدودة نحو الأرض تنشر ما تستقبله الى الارض والخلق
في خضم هذه الغبطة يتغلب على رغباته وذاته محققاً مقولة “مت قبل أن تموت “
-السلام الرابع : هو اكمال الانسان لرحلته الروحية عائدا ليخدم .
تستمر طقوس سما بتلاوة أية من سورة البقرة وتختم بالدعاء .
فيما بعد الدراويش لا يتكلمون مع أحد ويعتكفون بصمت للتأمل .
” ليس لكل أحد أن يكون محبوبًا، لأن المحبوب يحتاج إلى صفات وفضائل، لا يرزقها كل إنسان، ولكن لكل أحد أن يأخذ نصيبه في الحب وينعم به، فإذا فاتك أيها القارئ العزيز أن تكون محبوبًا، فلا يفتك يا عزيزي أن تكون مُحبًّا، إن لم يكن من حظك أن تكون يوسف، فمن يمنعك من أن تكون يعقوب؟ وما الذي يحول بينك وبين أن تكون صادق الحب دائم الحنين؟
دين الحب منفصل عن كل أشكال الديانات، العاشقون أمة واحدة ودين واحد وهذا هو الله ”
جلال الدين الرومي .
هبة الله دهمان_سفيربرس_فيينا
