الأرواح العاشقة للعطاء،. بقلم : راغدة شفيق محمود

عندما أتلمس أوراقه وأنظر لتموج أحرفه وكلماته ، أشعر بأن روحا عاشقة تفتح قلبها لبوح شفيف ، ما أجمل أن نتحدث مع من يشبهنا ولا نراه ….

أحلّق إلى ذاك العقل المفكر الذي عصر الأيام في كؤوس من البوح لترسم على جدار الزمن لوحة تجذب من يعشقها .
هل الكتب الالكترونية هي الأفضل أم الورقية ؟
أينما وجد الكتاب فهو حديث الأرواح ، وكم من مهجة تغفو تحت التراب ، توقظها برفق مهجة حيّة فوق التراب فتلبسها برود العز وأفواف جديدة من خلال ما تركت من ذكريات .
الكتب أرواح ترقد في مقابر الزمن تحيا من خلال القراءة والذكريات ، يوم الكتاب هو يوم له قدسيته ، لأنه دعوة لزيارة بساتين العلماء والمفكرين وانتقاء ما يحلو لنا من ثماره .
وسعادتي غامرة وأنا أترك هذا الميراث لأطفالي وأحفادي ، عصارة الفكر والتجارب أتركها لتجاوز الزمن وامتلاك جناحي العزة ومواجهة الصعاب فمن يقرأ لا يكون عبدا ذليلا منكسرا ، وما نراه من ضياع في توافه الحياة وعري الأجساد والفكر يدفعنا للعودة إلى ميراث الأجداد في عصور الحضارة حيث بغداد دار العلم والشام منارة الشعراء ومصر ملتقى الأقلام والعباقرة ونتوجه لتونس الخضراء وقصائد الشابي وفي الجزائر نجد من يحدثنا عن معاني الكرامة وحب الأوطان ،ثمّ نعود لرمال الجزيرة ورجالها الصناديد الكماة ولاتنسَ أن تطلع على حضارة إرم ذات العماد واليمن السعيد حيث عرش بلقيس وقصص سليمان .
هذه القصص والأساطير هي التي تجعل منك إنسانا مفكرا . لقد خلقنا الله لنكون كتبا حيث أمرنا أن نقرأ وتكون القراءة من المنطوق والمحفوظ والمقروء . فالقراءة جهد شخصي أشبه بجنة من جنان الدنيا فأنت هذا البستان وبقدر ما تقرأ وتتقن زراعتك تنل أجرك ويحفظ التاريخ عملك وذكرك .

#سفير_برس _ بقلم : الأديبة والباحثة راغده شفيق محمود