إعلان
إعلان

الضريبة.. أين تذهب؟. بقلم : المثنى علوش

#سفير_برس

إعلان

لعلنا لو قمنا بوضع صندوق في الطريق العام، و طلبنا من المارّة أن يضعوا فيه مبلغاً و قدره ألف ليرة مثلاً لجمع مبلغ كبير بهدف بناء مستشفى في ذات المنطقة و شراء الأجهزة و الأدوية الخ من مستلزمات الطبابة و العلاج…

كم تتوقعون نسبة المشاركين في هذا العمل؟..
بالتأكيد و كما يدور في أذهانكم أن المشاركة ستكون واسعة و بكل رحابة صدر، خصوصاً و أن من يجمع هذه الأموال جهة موثوقة و ستنفذ فعلاً هذا البناء و بأقصى سرعة ممكنة ..
طيب… فلنعد إلى ذات الفكرة و نضع أمام المارّة ذات الصندوق بهدف جمع ( ضريبة) ستذهب إلى الحكومة و تقوم هي بترتيب التوزيع ..
هل سنرى ذات الإقبال ؟..
بالتأكيد لن نرى فلساً واحداً داخل هذا الصندوق، لذلك تعمد الحكومات إلى فرض الضريبة بطرق شبه إجبارية على المعاملات كنوع من الإبتزاز الناعم أو القانوني كشرط لإتمام المعاملات التي هي ضرورية للجمهور ..
إذاً ما الفرق بين تلك و تلك؟.
للإجابة على هذا السؤال علينا البحث عن المستفيد من هذه الأموال كي نفهم لماذا يسلك معظم المواطنين سبلاً من شأنها التهرب من الدفع و لو كلفهم ذلك دفع بعض الرشى لمن وضع الصندوق، و التي تعتبر هدراً كبيراً فيما لو جمعنا قيمتها على الطويل، فتذهب الرشى إلى جيوب الموظف حامل الصندوق ممثل الحكومة !!!! .
و هنا يكون المستفيد هو صاحب الصندوق الذي طلب الضريبة ليس إلا، و الخاسر الوحيد هم الجمهور الذين قرروا عدم توجيه أموالهم للحكومة ..
و هنا نسأل .. هل كان انعدام الثقة بالحكومات هو السبب الرئيسي في سلوك المواطنين؟
على الأرجح و هذا في خاطر كل منا أن الحكومات عندما تتحصل على المال سيذهب معظمها إذا لم يكن كلها إلى جيوب المنتفعين من تلك الحكومات( بينزين-سيارات-مؤتمرات- عشوات و غدوات – الخ)  ، كونها غير واضحة في تحديد الهدف من الجمع .. و لأن المواطن في مراحل بناء الدولة يحتاج إلى إشباع عقله بالمبررات المنطقية و طمأنته بأن الهدف هو محدد و واضح، و ذلك عبر ترجمة هذه الطمأنينة بأفعال حقيقية يراها أمام عينيه و يتأكد من أن المال الذي جمع ذهب إلى الهدف الصحيح.
في ظل ما نعيشه من ضبابية و فوضى، فإن الفساد سيكون هو سيد الموقف و لن يرى الجمهور أي من الأهداف يتحقق مطلقاً، و تلك نتيجة حتمية و ليست تخمين .
أما عن الحلول فهي أقرب ما تكون إلى الخيال عندما نقول يجب أن يتم ذلك في جو من الديمقراطية و الشفافية و المراقبة الصارمة من قبل الجمهور و ممثليهم و الصحافة الحرة .
إلى أن يتحقق ذلك الحلم، صدقوني سندفع بكل حب و دون أدنى شك سيمتلىء الصندوق .. و الحلم يبقى حلم .

#سفير_برس _ بقلم : المثنى علوش

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *