إعلان
إعلان

لماذا يتذمرون؟ بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفير_برس _ الكويت

إعلان

لقد شعروا بقلة الحيلة، وعرفوا أنهم لا يستطيعون فعل شيء أمام الأمر الواقع الذي لا يد لهم به، ولا يستطيعون تغييره..

لقد وصلوا إلى نقطة لم يعودوا يعرفون الخطأ من الصواب في ظل اختلال الموازين من حولهم..

لقد قرروا أن يعبّروا عما بدواخلهم بكلمات ظنوا أنها ستجعلهم يشعرون بحال أفضل..

لقد كان التذمر طريقاً للحصول على تعاطف من يشبهونهم ويشاركونهم ذات الألم..

لقد فقدوا القدرة على تغيير واقعهم، لأنهم لم يشعروا بالاستحقاق الذي يتناسب مع مؤهلاتهم..

لقد كان الإحساس بالظلم يسيطر على كلماتهم ويعطيهم جرعة أخرى من الشعور بعدم التقدير..

لقد أرادوا تحقيق إنجاز ما، ولكنهم لم يوفَقوا إليه..

لقد سارت الأمور على غير ما يشتهون، فاستاؤوا من ذلك.

ولكن..
هل التذمر وسيلة للتغيير؟
هل يغير التذمر حالاً إلى أفضل منها؟

حسناً،
العجيب أن من يتذمرون هم العاديون، نعم الشخص العادي هو الذي يتذمر، وهو لا يعلم بأنه يضيع وقته وحسب! وعلينا أن نعلم بأن هنالك أشخاص إذا لم تَسِر الأمور كما يجب، فإنهم يبادرون إلى:
– فعل شيء لتعديل المسار.
– تغيير نظرتهم تجاه ما يحصل فتتغير أساليبهم في التعامل معه.
– تجديد أدواتهم التي لم تعد تجدي نفعاً.
– تحديث قناعاتهم التي لم تعد تتوافق مع المستجدات.

يقول صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

في المرحلة الثانية من الحديث الشريف وهي مرحلة إنكار المنكر باللسان لا تعني التذمر، فهي تعني التغيير باستخدام اللسان، مثل أن تدعو من تسبب بالمنكر إلى الصواب؛ وهذا التصويب لا يدخل في خانة التذمر الذي هو وسيلة للتعبير عن السخط وليس الرغبة في التغيير إلى الأفضل.

أسوأ أنواع التذمر هو الذي يصدر من شخص صاحب سلطة، أي بيده تعديل الأمور وتصويبها، فهذا الشخص إما أن تكون سلطته وهمية لا وزن لها، أو أنه منافق يملك الحل ولكنه لا يريد أن يفعله، لعلّة في نيته أو أهدافه.

الإنسان القوي..
لا يتذمر،
يمقت دور الضحية،
لا يغريه أن يشفق عليه أحد،
عندما يتعثر، لا يندب حظه.

الحل:
إذا رأيت الأمور تسير على غير ما يرام، اعقد نية صالحة للتغيير، ثم استخدم كل الوسائل والأدوات الصحيحة لتغيير المعادلة لجعل العالم أفضل؛ فالإنسان صاحب رسالة على الأرض وما كان على من يحمل أمانة الرسالة أن يتخلى عنها ويكتفي بالتذمر والشكوى التي لا تفضي إلى شيء..

#سفير_برس _ الكويت _ بقلم: محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#التغيير #التطوير #التحفيز
#إدارة_الذات

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *