إعلان
إعلان

د.عبير الحيالي : الصين بعد فرض نفسها كقوة سياسية واقتصادية فهي ستكون أحد اللاعبين الرئيسيين في تغيير النظام العالمي وولادة عالم متعدد الأقطاب.

#سفيربرس ـ أواز زيود محمد

إعلان

في حوار خاص مع وكالة روج نيوزصرحت الدكتورة عبير الحيالي نائب رئيس تحرير سفيربرس:

 مع قرب ولادة نظام دولي متعدد الأقطاب.. مساعي صينية لتعزيز حضورها على الساحة السياسية

في خضم الصراعات الإقليمية والدولية يتجه العالم لنظام دولي جديد متعدد الأقطاب تسعى فيه قوى عدة على رأسها الصين لتعزيز حضورها على الساحة السياسية والتحول للاعب محوري في هذا النظام الدولي الجديد، معتمدة على عدة مقومات أبرزها تطورها الاقتصادي وقدراتها العسكرية الضخمة.

بالاعتماد على نمو اقتصادها السريع، تسعى الصين إلى تعزيز حضورها كلاعب رئيسي على الساحة السياسية العالمية، وتعمل على أن يكون لبكين دور محوري في نظام دولي جديد متعدد الأقطاب الذي يقترب من الولادة وفقاً لكثيرين، بعد سنوات من الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي.

وتعتبر الصين ثان أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة وسعت لتعزيز هذه المكانة عبر استثمارها في العديد من المشاريع المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والبنية التحتية .

وعقب تغلغها اقتصادياً في العديد من  بلدان الشرق الأوسط عبر مجموعة واسعة من الاستثمارات وتحقيق تعاون وشراكات استراتيجية كبيرة لاسيما من خلال مبادرة طريق الحرير (الحزام والطريق) الذي سيشكل ربط بين بلدان العالم ببعضها البعض، وذلك في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي بمنطقةالشرق الأوسط في عهد الرئيس جو بايدن.

توجه الصين للعب دور أكبر على الساحة السياسية الإقلمية والدولية بشكل واضح حينما توسطت في آذار 2022 “في مفاوضات بين الجانبين السعودي والإيراني تكللت باستئناف العلاقات بين البلدين وإنهاء  قطيعة استمرت 7 سنوات.

واليوم تستكمل الصين هذه المساعي من بوابة الحرب في غزة إذ رعت حواراً بين فصائل فلسطينية عديدة من بينها حركة حماس وحركة فتح، أفضى لإنهاء الانقسام بينها وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وخلال الأشهر الفائتة كثف المسؤولون الصينيون محاولات لعب دور أوسع في تبني قضية الفلسطيينين في المحافل الدولية، إذ دعوا إلى عقد مؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني أوسع نطاقا ووضع جدول زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.

المساعي الصينية امتدت للحرب الأوكرانية الروسية التي تتصدر المشهد الدولي إذ أبدى وزير الخارجية الأوكرانية دميتري كوليبا في محادثة مع نظيره الصيني وانغ يي خلال الاسبوع الفائت “استعداد كييف ورغبتها بالتفاوض مع روسيا”، بعد حظر كييف أي تفاوض مع موسكو بموجب مرسوم أصدره زيلينسكي.

الوساطة الصينية في اتفاق الفصائل الفلسطينية وكذلك ورعايتها لمفاوضات بين الجانبين كييف وموسكو وما قبلها من مفاوضاتطهران و الرياض على طاولة واحدة تطرح الكثير من التساؤلات حول الدوافع والدلالات والأسباب في ظل المرحلة الحالية.

لعل أبرز هذه التساؤلات، هل عملت الصين على استغلال تراجع الاهتمام الأمريكي بمنطقة الشرق الأوسط لجعلها بوابة لتعزيز حضورها على الساحة السياسية؟

الباحثة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية د.عبير الحيالي أشارت  إلى أن السنوات الأخيره شهدت تحولا في السياسه الأمريكية تجاه الشرق الاوسط حيث تراجع اهتمامها وزاد وارتفع تأثير دور القوى الاقليميه الأخرى ومنها الصين.  ولأن الصين تدرك أهمية الشرق الاوسط الجيو اقتصاديه وكذلك أهميتها كمسرح لكسر الهيمنة الأمريكية عملت على تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي وخصوصا في منطقة الخليج، وربما تطبيع العلاقات الإيرانيه السعوديه تحت رعايتها هو أفضل الأمثله على تنامي الدور الصيني ونجاحها في مخاطبة وتعبئة الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة.

وتابعت الدكتورة عبير في حديثها، كما “أنها اختارت نهج “أصدقاء الجميع” لكسب الحلفاء السياسيين والشركاء الاقتصاديين في منطقه الشرق الأوسط حيث استطاعت تقديم نفسها كشريك اقتصادي وحليف سياسي ناجح عبر نشر السلام والتنميه وإقراض الأموال للدول بشكل مغاير للولايات المتحده التي تفرض الشروط السلطوية مقابل الإقراض فتحولت الولايات المتحده إلى دوله صانعة للاضطرابات وغير جديرة بالثقة وكثيرة الانقلاب على حلفائها بمقابل الصين التي استطاعت أن تلعب دور البديل المنافس سياسيا واقتصاديا بمنهج أكثر أمنآ وسلامآ لدول المنطقة”.

وفي رد على سؤالنا حول مدى إمكانية نجاح المساعي الصينية من تحقيق صعود سياسي وتوسيع نفوذها في الساحة الدولية وما العوائق التي تحول دون ذلك ؟

أوضحت د. عبير الحيالي أن تحظى الصين بحضور مميز في مختلف المؤسسات الدولية مما يجعلها مؤثرة في مسارات العلاقات الدولية. ولذلك هنا لابد من القول أن التطور الذي تشهده الصين على عدة مستويات سيسمح لها في المدى المتوسط بإحداث بعض التغييرات وخلخلة النظام الدولي الذي وضعته الولايات المتحدة وهو ما تدركه الأخيرة تماما وتسعى جاهدة غلى الحد منه.

وتابعت: أن “الصعود السلمي” في الصين منذ عام ٢٠٠٣ إلى تقدمها على الساحة الدولية ومما ساعدها في ذلك التسارع في انحدار القوة الأمريكية والذي كان واضحا بعد هجمات أيلول وحرب أفغانستان والعراق. ومن المؤكد أن الصين استغلت الموقف السياسي والاقتصادي للولايات المتحده وصعدت بوتيره أسرع وحرقت العديد من المراحل وهنا بدأ الحديث عن الخطر الصيني وتمكنت من التحول إلى قوة دولية اقتصادية وعسكرية.

وتتمتع الصين بالمقومات التي تجعلها إحدى القوى الوازنة على الصعيد الدولي كقدراتها البشرية الهائلة من الناحية الفكرية وتطورها الاقتصادي المذهل وغزو الفضاء والاستثمار في مجالات الطاقه وغيرها حيث لابد هنا من التذكير أننا نتحدث عن القوة الاقتصاديه الثانية عالميآ والتي تتموقع على رأس قائمة الدول الأكثر نموا .

كما أنها تحتل مكانة متميزة على صعيد التجارة الدولية وتملك الصين قدرات عسكرية ضخمة بأكبر جيش مدرب في العالم. وأصبحت تمثل قوة نووية دولية وازنة الى جانب الولايات المتحدة وروسيا.

لنجاح الخطة الصينيه والوصول الى الريادة في النظام العالمي يتطلب منها التمكن من الاستمرار في النمو الاقتصادي بذات الوتيرة المتصاعدة ، وتعزيز الوحدة الداخلية وتماسكها بالاضافة الى قراءة التحولات المتسارعة في النظام الدولي والعمل بذات الوتيرة مع الحلفاء لحل القضايا الدولية وتعزيز التعاون .

فيما يخص تأثير الصعود السياسي للصين على تغير النظام الدولي القائم

أوضحت الباحثة في العلوم السياسية و العلاقات الدولية د. عبير الحيالي أن توزيع القوة في الوقت الحاضر يختلف عن جميع الفترات السابقة وهو يتحدد بحسب طبيعة سياسات الفاعلين فيه ولذلك من المؤكد أن النظام الدولي الحالي يعيش حالة مؤقتة وهي مرحله الانتقال إلى التعددية القطبية ، وخصوصا أن القطبية الأحادية ليست قادرة على مواجهة الأزمات التي تعصف بالساحة الدولية. ولأن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن ليست قادرة على إدارة هذه الأزمات فأصبحت أكثر مرونة اتجاه فكرة ضرورة المشاركة في إدارة الساحة الدولية وتدرك أن الصين بعد فرض نفسها كقوة سياسية واقتصادية فهي ستكون أحد اللاعبين الرئيسيين في تغيير النظام العالمي وولادة عالم متعدد الأقطاب.

#سفيربرس ـ أواز زيود محمد ـ روج نيوز

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *