يســـــتقرون ولا يعــــبرون .. بقلم : سعـــاد زاهـــــر
سفيربرس
إعلان
بدلاً من قراءة رواية أو ديوان شعر أو أياً كان من فنون القص والسرد، بتنا نتابع أعمالاً درامية أينما التفتنا نرى مشاهدها والاهتمام بها مع مرور الوقت يتزايد بما لا يدع مجالاً لأي نوع آخر.
إنها الهيمنة الدرامية ولكن ليست محلية بل هي موضة عالمية يعتمد عليها في إيصال مختلف الأفكار بحيث باتت هيمنتها تتزايد ونستمد منها الكثير من الاقتباسات التي ترد على لسان أبطالها.
ميزانيات ضخمة توضع لهذه المسلسلات وبات تحول نجوم السينما ومؤلفوها ومخرجوها أمراً عادياً بعدما كانوا يعبرون إليها سريعاً ليعودوا إلى أفلامهم، ولكن هذا العبور لا يكون على مستوى السينما لا من حيث الشكل البصري ولا المضمون، يبقى للفيلم بعده وعمقه المختلف عن خلطة الدراما السريعة والطويلة بما يتناسب مع قيلولة فكرية تنتهي غالباً بتسلية ومتعة آنية.
ولكن يروج لهم في الأعمال الدرامية على أنهم أبطال وقد نمضي معهم غالبية المسلسل الذي قد تزيد حلقاته عن ال(30) خاصة تلك الأعمال المستنسخة أو المقتبسة من أعمال أخرى.
مع بطولات أولئك الذين يفترض تحجيم أدوارهم، ولكن إنها لغة الاكشن الدرامية التي لم يعد يهمها سوى رص المشاهد البصرية خلف العنف كي تجذب المتلقي لكلّ هذه الألاعيب وخطورة الأمر أنه يعتاد كلّ هذا القبح الأخلاقي الذي أتقن تبريره درامياً وتنشط مختلف الفضائيات ومنصات العرض الدرامي في تسويقه.
لم تعد حالة طارئة بل هي نشاط درامي دائم تدعمه أهم المنصّات التي هي أيضاً عابرة يمكنها أن تطال أي موقع جغرافي عبر تلك العروض ،المنصات المغلقة منها والمفتوحة وعندما تضخ هذه التحولات الدرامية بكثافة عبر مختلف المنافذ فإن خطورتها أنها تمتد الى الواقع وتستقر هي الأخرى وتصبح منفذاً غريباً لكلّ هذه القيم المشوهة.
سفيربرس ـ بقلم : سعـــاد زاهـــــر
إعلان