يزن عيسى.. على عتبة الانتصار.بقلم : يزيد جرجوس
#سفيربرس

من فَترَةٍ كُنتُ قَد غادَرتُ صَفَحاتِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ الَّتي لم أتَوَرَّط أساسا مِنها، إلا بالقَليل.. إلى أن جاءتني رِسالةٌ مِن الصَّديقة الوفيَّة الأستاذة أميمة ابراهيم رئيسة فرع اتّحاد الكتاب العرب في حمص، تزفُّني فيها خبر وصوله إلى نهائيّات المسابقة الأهم في الشِّعر، على مستوى العالم العربي.. لقد أزهرت تلك الرِّسالة على سطح جهازي، كما تورِقُ العزيمة مِن قلب التَّعب، لأنَّ “أعلى درجاتِ القوَّة هي التَّظاهر بها” كما يقول دويستويفسكي.. أوليس ظهور الجمهوريَّة العربيَّة السّوريَّة وهي تلمُّ جراحَها، وتقبض على جمرها بعد سنوات من الحريق، أوليس ظهورها على مسرح شاطِئ الرّاحة وهي سيدة التَّعب، وحده وسام للفوز والبطولة..
على ذلك تناولتُ جهازي الذَّكي، وبدأت أبحث في يوتيوب (أحد التطبيقاتِ النّاجية من فرمان الابتعاد من حمّى التواصل، لما فيه من فوائد) عن قناة تنقل البرنامج الجميل، وفعلا وجدتها.. الحلقة ٦ من البرنامج، وها هو يزن من سوريا يُطِلُّ على مسرح البرنامج، إطلالة السّوريّ الهادئ العميق، الواثق دون تكَبُّر، والمؤدّي دون تكلُّف..
وهنا تحديدا أجدني أمام واجب إطلاع القراء الأحبة، على نقاط تميُّزِه بشكل منهجيٍّ كما رصدتُها:
• أسلوب الإلقاء الطَّبيعي البعيد عن الاستعراض والخطابيَّة.
• الذكاء والتواضع في الرّدود والتعليقات، آن في اللَّقطات المُمنتَجة أو على خشبة المسرح.
• عمق الطرح للأفكار في الشِّعر، وهو ما يضعه في قاربٍ ركبه من قبله حسن بعيتي ومحمود درويش.
هذه النقاط، تضع شاعرنا الجميل بثقة على عتبة الفوز باللقب، عن استحقاق إذا ما أخذنا فيه بعين الاعتبار المتعب من سنوات الحرب والصِّراع، كلّ ما يعنيه من اجتهاد المجتهد، واكتمال الموهبة من خلال ذلك، يمكننا أن نصف فوزه المرتقب بـ “الانتصار” لأنه حسب كل ذلك، يعني حجما يفوق حجمه وجماله من جهة، ولأننا كسوريين أيضا ولفرط الانهاك، نتوق لانتصارٍ وليس لمجرَّد فوز.. وقد تكون أيضا لغة ومفردات الحرب قد أخذت طريقها لتبرز بين جملنا، حتى عندما نتحدَّثُ عن الحب والخير والجمال.
على المستوى الشخصي، لا أستطيع أيضا أن أتهرب من الاعتراف بأنَّني سعيد بوصول يزن كونه يعني لي كثيرا فهو قريب مني إنسانيّا ووجدانيا، وحتى مناطقيا وهو ابن مدينتي صافيتا العشق.. كما أنه وبكل الفخر مع زميله السوري الجميل المتمكِّن زياد شودب، الذي رأيته أيضا في نهائيات المسابقة، من خريجي مسابقة حمص الشّعريَّة التي كنت أسَّستها وأطلقتُها عام ٢٠١٩ يوم فاز زياد بالمرتبة الثانية في دورتها الأولى، بينما حصل يزن على تنويه لجنة المسابقة وقتها، ثم ليفوز بلقب الجائزة ودرعها الأول في دورتها الثانية ٢٠٢١
إنَّ وصول يزن وزياد إلى نهائيات أمير الشعراء، يمنحني شعورا كبيرا بالرّضى لأنه يثبت أنَّ مسابقتنا كانت تعمل بشكل صحيح.
نحن لسنا على موعد مع الفرح عند انتهاء المسابقة، لأننا فرحنا بالفعل.. بوصول يزن، إلى شواطئ الإبداع والكلمة.. وتلهُّفنا تجاوز يوم إعلان النتائج، إلى سنوات سنقرأ فيها دواوين سيجود بها على اللغة والفكر.
#سفيربرس ـ بقلم : يزيد جرجوس