الرحلة التنموية السورية بدأت.. بقلم : محمد عفيف الفرقان
#سفيربرس

من أراد خدمة هذا البلد الجميل يمكنه أن يقوم بواجبه من مكانه وحيث يستطيع، فلا علاقة للأمر بمنصب رسمي. إن من يعتقد أنه لا يستطيع المساهمة في النهضة السورية الحديثة إلا بصفة رسمية عليه أن يراجع نيته أولاً وقدرته على ذلك ثانياً.
التحديات أمام الدولة السورية الحديثة أكثر من أن تحصى، والطريق إلى النمو والازدهار ليس مفروشاً بالورود، ومن السذاجة الاعتقاد بأن كل شيء سيسير على ما برام، لأن المتربصين داخلياً وخارجياً يريدون لهذه التجربة أن تفشل بأي ثمن. من كان يؤمن بأننا نستطيع صناعة دولة مؤسساتية حديثة ومعاصرة، فليقل خيراً أو ليصمت ويدع العجلة تسير، فإن أحسن القائمون على ذلك شجعناهم، وإن لم يحسنوا إدارة الدولة نصحناهم.
المهم في هذه المرحلة أن يعي المواطن السوري أهمية دوره مهما كان بسيطاً وأن يساهم في النهضة-الصعبة بما يستطيع، لعلنا نتفوق على ضعفنا بإرادتنا وعلى هوى أنسفنا بصلابة عزيمتنا.
إن تبني عقلية الدولة واجب على كل فرد سوري أن يدركه في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة، وذلك يشمل تبني العقلية الناقدة التي تشير إلى الخلل من أجل تصحيحه، لا من أجل تحطيم المعنويات. أما التفكير بعقلية المصالح الفردية والفئوية الضيقة، فلا مكان له على متن الرحلة التي أقلعت للتو معلنة بدء مرحلة جديدة مليئة بالأمل والحرص على عدم التفريط بمكتسبات التحرير. إنه وقت العمل ولا مجال لرجوع القهقرى.
أخي في المواطنة،
* كن واقعياً يرى الإنجازات ويشجع على المضي قدماً بها، ويرى الإخفاقات فيشير إليها ويساهم في حلها.
أو
* كن مساهماً بما تستطيع في بناء الدولة وكن كفؤاً على الثغر الذي تقف عليه.
أو
* كن ناقداً وناصحاً لتصويب المخطئ لتتم عملية التحسين المستمر.
أو
* كن صامتاً مراقباً لمجريات الأمور دون أن يستخدمك أحدهم معولاً للهدم والتعطيل.
أو
* استمتع بنشوة التحرير، فقد كُفيت عناء البحث عن وطن بديل.
تفاءل بدون سذاجة!
اعمل بلا ضجيج!
ساهم بما تستطيع!
ساعد ولو بالقليل!
وأهم من ذلك كله، حدد موقعك في العملية التنموية واضعاً نصب عينيك المصلحة العامة، وتصرف كصاحب رسالة سامية، فالحياة برمتها رحلة قصيرة توشك على الانتهاء، ولا أظنك تريد أن تخبر أحفادك بأنك كنت على مدرجات المتفرجين عندما كان المجد بُصنع في ميادين الملاعب.
#سفيربرس _ بقلم : محمد عفيف الفرقان