إعلان
إعلان

ملح من بحر طائش . بقلم : الإعلامية مها جحجاح

#سفيربرس

إعلان

الإعلام هو إمكانية المعرفة و الرؤية في مرآة واضحة لا لبس فيها و لازيف.
وحين تغيب الشفافية و المصداقية ،و تبدو الرؤية و الحقائق مقلوبة ، وتصبح الصورة ليست الأصدق ، و حيث الرؤى معلٌبة جاهزة ،،ممهورة بزوائد ملوّثة كيف شاء لها المونتاج ، فهذه هي الحرب الدعائية .
وما بحر المرايا من كل حدب و صوب ، بكل مقاس و شكل ولون إلاٌ بروباغندا مالحة سوداء ، صناعة الولايات المتحدة الأمريكية ،وسلاحها التمهيدي المرافق والموافق لأجندتها العسكرية و الإقتصادية ،
فما يجري في العالم من أحداث و أزمات ليس نتاج صدفة و ما من مبالغة في القول أن السؤال المعتاد كيف تفكر؟ قبيل لحن و قهوة ليس بريئا” كما يعتقد البعض .
و على قاعدة” كيف تفكر تكون “،
من اليسير لدولة الانتهاكات معرفة أفكار الشعوب و تركيبة الانفعال الشعبي و مفاتيحه و تقمٌص رغباته،
ومن ثم تحديد الفئة التي يمكن استهدافها تمهيدا” لزراعة أفكار و سلوكيات محددة ، لتبديل قناعات المستهدفين و تغيير أفكارهم و حرفهم عن مسارهم و مواقفهم.
لتأتي بعدها مرحلة التوجيه _ التصنيع و إعادة الهيكلة و يصبح السؤال الأساسي ضمنا”،على النحو التالي _كيف يجب أن تفكر و تشعر !و بالتالي ما المطلوب منك أن تكون للإندماج كمكون من مكونات حربها الإعلامية الغير ظاهرة . و لهذا الدور الغير نبيل يوجد العديد من المؤسسات الإعلامية ،الفضائيات ،المواقع الكترونية ،دور نشر و رفوف مكتبات في مختلف أنحاء العالم ، مأمركة ، ممولة من شركات كبرى . و جميعها تصوغ محتواها بتقنيات التضليل الإعلامي وفق مضمون أجندة الحرب الدعائية الأميركية بما ينال رضا رأسماليي البنتاغون عنهم.
فمن يتابع الإعلام حول الدول التنموية التي لا تتوافق مع أميركا الشوفينية. سوف يكتشف الصورة النمطية التي يتم اعتمادها و بثها بنفس التكتيك و السيناريو ، وذات الصيغة و الذريعة . ولا جدال أن من يكرر التشغيل سوف يشاهد ذات المشهد _ مئات الكاميرات تلتقط الصور لعشرات المتظاهرين المدفوع لهم مع من يْزُج بين صفوفهم مع التركيز على سلميٌتهم لسلوك محبوك بدقة و منسجم مع المعلومات المفبركة .
ثم يتحول هؤلاء إلى مسلحين و يتم استقدام من تم تصنيعهم من المتطرفين و المتشددين الممولين ثم يٌلصق بالدولة المستهدفة المعاناة المفترضة و طلب التدخل.
ليبدأ ضخ القنوات المأجورة بمواد إعلامية من تحضير طهاة الإشاعات في الكواليس، صور مروعة و لقطات من أماكن مختلفة يتم نسبها إلى البلد المستهدّف ، شهود زور ، تحريف ،تخويف و ترهيب ، صور اللاجئين،مفاهيم هدامة و استبدال للوقائع كإشارات مفتعلة بقصد التهديد بالعقوبات و فرضها. بالتزامن مع تنديد دولي بالمجازر التي تْرتكب ثم رأي عام دولي يتشكل و ذريعة يتم اختلاقها تمهيداً لشن الحرب العسكرية بزعامة المحرك و المحرض و غالبا” الذريعة
‘الحرب على الإرهاب” بينما باطن كل حرب تشنها أميركا بغطاء دولي هي ‘حرب للإرهاب .”.
وعلى الرغم من صناعة الدولة التي يفترض أنها عظمى_ لمثل هذا الإعلام الذي ينأى عن الوقائع كما هي و يصور القاتل أنه الضحية .
و رغم كل ما ارتكبته دولة هذا الإعلام من إبادة الملايين من سكان أمريكا الأصليين و إدخال قواتها للعديد من الدول منها كولومبيا ، كوريا ، المغرب نيكارغوا، هايتي ،لاوس و الصين ،
إلى غزوها و قتلها الملايين من الأبرياء و المدنيين في دول عديدة منها بنما،المكسيك ،نيكارغوا،كوبا،هندوراس،،غواتيمالا ،السلفادور، يوغسلافيا ،إلى جانب إشعال الحروب الأهلية في العديد من الدول اليونان ، لبنان .و ممارسة كل أساليب الوحشية ، التعذيب ،القتل و التشويه في فيتنام ، “لهانوي” ، “غواتيمالا”،
وصولا” إلى حروبها التدميرية المباشرة أو بالوكالة في كوسوفو، أفغانستان، العراق، ليبيا و اندونيسيا،جورجيا ،بولندا، ،سوريا ، اليمن ، السودان و القائمة تطول بالعديد من الدول التي خلقت فيها أمريكا المعاناة و هيأت لها سبل استمرارها كما يحدث في فلسطين .
إضافة إلى الكثير من الانتهاكات الأميركية، و ما تسرب من أحداث عما جرى في “أبو غريب” و “غوانتانامو” و مافيها من أسوأ أنواع الإستعلال و أقذر السلوكيات و الذهنية يعطي فكرة واضحة عن عدوة الإنسانية أميركا.التي تواصل أفعالها بأساليب التنميط عبر إعلامها و النسخ الكرتونية و برامج الدجل و المنجمين للتركيز على اللاوعي و زرع الخوف ، الجهل و التطرف بغاية ضرب منظومة الاخلاق الدين و القانون ، على نحو شاذٍ، مدمر بسلوك
إعلام دولة ازدواجية المعايير
التي تشن الحروب بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل و هي أول و أكثر من استخدمها.
و تمارس الضغط على العرب للتطبيع مع الكيان المحتل بينما تدمير التطبيع بين المواطن و وطنه غايتها.
تتكلم عن الدول التي تبالغ في قلقها من دول مجاورة من المحتمل أنها تهدد أمنها. و مامن مبالغة في خلق الصراعات و سن الحروب على الدول البعيدة عنها و عن حدودها مسافات شاسعة .
تنادي بحرية التعبير و الإفراج عن الصحفيين . بينما تكم أفواه صحفييها و تمنع وصول الكاميرات حيث الاحتجاجات على أراضيها.
و على الرغم من كل ما هو واضح للعلن و على مرأى و مسمع الجميع من المستغرب الموجع أنه مازال لهذه البروباغندا القاتمة،
متابعيها و مشاهديها رغم شظايا مراياها في شرايين هذا الفضاء المليء بالفقد الأخطار ، الأمراض و الأزمات ، ،دون الإستفادة من أي تجارب سابقة.

#سفير برس _ بقلم : الإعلامية مها جحجاح

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *