افتتاح الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي و عشاق الدنيا عقولهم مسلوبة والنوبة تحويل وجهة. ..
#سفيربرس _ نور الهدى الزاير _تونس

لا يختلف إثنان عن نجاح مسلسل النوبة في نسختيه
ولا يشك أحدهم في حرفية المخرج الشاب ” عبد الحميد بوشناق” ولا في خياله الذي أمتعنا به مرارا وتكرارا من “هاذوكم” الى “دشرة” إلي “النوبة” الى “كان يا ماكانش” وصولا إلي فرططو ذهب.
كم إنتظرت أول تجربة في تاريخ تونس, تلك التي ستتحول من عمل تلفزي الى عرض مسرحي فرجوي تاريخي,
كم أحببت أن ينال مني علامة إمتياز, لأنني لا طالما آمنت بذكاء هذا المخرج وبآمكانياته الإبداعية.
عرض “عشاق الدنيا” لم يبلور فكرة حفرتها انا في ذهني ولم أرى فيها تجديدا ولا إستمرارية ولا توثيقا ابداعيا لعمل درامي كاد أن يكون الأول من نوعه, كيف لا وأبطالنا تتحدث ورائحة البخور تجوب مسرح قرطاج الدولي, تعشيق عزيز الجبالي توريق وسيلة بكاء “هالة عياد” وهي تروي معاناة المرأة والأم ,رقص أميرة الشبلي وحضورها الخاطف للأنفاس رومنسية بلال البريكي وعزيز الجبالي, جمال الرائعة ياسمين الديماسي وروح باب الهادي الممثل القدير بحري الرحالي, صرامة مهذب الرميلي, وذكورة برنقا “شاذلي العرفاوي” الذي إعتقد انه الحاكم فتحاكم.
تجمل المسرح بصوت العملاق لطفي بوشناق, وهاجت ذكرياتنا فآنتظرنا تلك اللحظة التي سيقال لنا فيها نحن نوبة بوشناق نحن عشاق الدنيا, سوف أريكم ما أخفيت عنكم في كواليس المسلسل وتمنيتم رؤيته لن أحرمكم من متعة الإكتشاف, ولكن تحولت وجهتنا الى عرض النوبة الذي طبع في ذاكرة بوشناق الإبن بآعتزاز وفخر أنه حقق أخيرا ذاك الحلم الذي جعل منه بوشناق اليوم.
أمتع الحاضرين طبعا وكان عرضا ناجحا جماهريا وهذا كان مؤكد بعد برمجة العرض الثاني وإقبال الجمهور المتزايد, فمن لا يتشبث بالأصالة والرقص وصوت البندير والمزود و الفن الشعبي. من لا يحن الى التسعينات وأزقة المدينة العربي.
لكن هل هذا حقا ما يستطيع إقناع نخبة بوشناق الإبن التي كانت تنتظر مخرج المستحيلات كما لقبته سابقا, الذي غابت عنه الإستثناءات الإبداعية حتى نوثق نوبة بوشناق وعشاق الدنيا وليس نوبة التسعينات.
كم تمنيت أن يتعمق في روح الدراما المستنسخة في عرض فرجوي, أن يترك مساحة أكثر للأبطال, أن يجمعهم مشهد و حوار, أن لا تكتفي الجميلة ” ريم الرياحي” بالحديث,
أن تعانق “وسيلة” كبدها “بلال سلاطنية” وأن تتصالح الشخصيات وتنتهي الإختلافات ولا نكتفي بالرقص والمزود لنفسح مجالا أكبر لفناني الفن الشعبي على حساب أبطال مسلسل النوبة.
عرض عشاق الدنيا هو نوبة جمهور الشاشة الصغيرة, ربما تناساها بوشناق الإبن فمر وفقط عوض أن يستقر على هذا الركح التاريخي للأبد, لنتحدث غدا عن عشاق الدنيا ونوبة بوشناق الذي صنع مستقبلا بني من ذاكرة و تاريخ.
فلما حرمتنا من هذا الإنجاز يا بوشناق.
#سفيربرس _ نور الهدى الزاير _تونس