إعلان
إعلان

عفراء في زمن العولمة – بقلم : محمود أحمد الجدوع

إعلان

عفراء في زمن العولمة حكاية من عدة أجزاء تروي قصة حب موشح بالخيال ومخضب بالصفاء ومعطر بالدموع.

” يامساء الخير “

شاءت الأقدار أن يلتقيا صدفة وهم في ريعان الشباب ، كان لقاء عابر في محطة سفر كل منهم أعجب بالأخر ولكن بصمت !..، مرت الأيام ليعود القدر والأيام ورغبة كانت مخفّية بالنفوس ليساهما في أن يلتقيا مرة أخرى!..

كذلك شاءت الأقدار أن يتم اللقاء نتيجة لظروف عمل ومن محض الصدفة وبعد مضي أثنى عشرعام من الغياب قرأت إعلان في أحدى الصحف ” مطلوب للعمل في شركة سياحية كبرى ”  !!..

وصلت عفراء إلى مقر الشركة صاحبة الإعلان وبعد أن سألت موظفة الاستقبال عن القسم الذي تتقدم إليه ارشدتها بالتوجه إلى مكتب المدير ، قرعت الباب ثم دخلت بكل وقار مساء الخير، رد شاب في العقد الثالث من عمره ” يامساء الورد وقف الأثنين بدهشة وذهول ” أنت .. أنتِ نعم …ثم  جلست في المقعد المقابل لتملأ استمارة العمل ” كدليل سياحي ومترجمة ” وتتطلع على برامج الرحلات والمجموعات السياحة التي تقوم بتنظيمها ومتابعتها للشركة التي كان عامر المديرالعام لها ، كانت يداها ترتجفان وهي تمسك القلم ولشدة الارتباك راحت الأوراق تتراقص بين اصابعها الناعمتين وراحتي يديها الرقيقتين !..، أنفاسها كانت تتصاعد بالتناغم مع خفقان نهديها ، هذه الصوره جعلت  عامر يترك مكتبه ويأتي ليجلس إلى جوارها ويأخذ الاوراق من يديها المرتجفتان ، ويلامس كتفه نهديها المتحفزان للوثوب من شدة الارتباك ، الذي سرعان ما سرى إلى عروقه كسريان الماء في الأرض العطشى !..

ولكنه استطاع أن يحبس أنفاسه ويتمالك أعصابه ، حتى ملأ الاستمارة ووضع عليها إمضائه ، وعاد مسرعا إلى طاولته يسترق النظر إلى عينيها تارة ويتحدث بصوت امتزج بالبحّة والحشرجة والارتجاف تارة أخرى؟..

خاطبها بلغة الواثق من نفسه ، اتركي الطلب في الديوان وسوف نتصل بك قريبا ، لم يكونا يريدان إنهاء اللقاء ولكنه قال ذلك خشية أن يفضحهما توترهما أمام موظفيه .

نهضت كعود الخيزران وتقدمت كالفرس الأصيل ” تمشي خبباّ ” نحوه ومدت يدها مودعة عامر بعد لقاء مر كلمح البصر وبعد تلال من الشوق والغياب ، فارتجفت كلتا اليدين ولم يستطيعا الإمساك  سوى بأطراف الأصابع قائلا لها وعيناهما تلتهبان من شوق دفين ، ” مع السلامة ” عفراء ” هذه بطاقتي فيها جميع أرقامي اتمنى أن أسمع صوتك في أي وقت ترغين ونراك قريبا بيننا..

ما أن خرجت عفراء حتى جلس إلى كرسيه ساحبا أنفاسه التي حاولت اللحاق بها ، رابطاً جأشه ، ليستعيد قواه التي تلاشت في وميض عيونها وحمرة خديها وعذابات السنين؟..

وراح عامر يسرح ببقايا عطرها التي سكنت مكتبه وروحه وأطراف أصابعه وأمعن في الخيال لدرجة أنه نسي نفسه في  متاهات الأحلام !.

لم تفارق خياله ولو ثانية ، وراح يحلم بلقاء قريب ، كذلك عفراء اصبحت المسافة التي قطعتها من مكتبه إلى الشارع والتي لاتتجاوز بضعة امتار وكأنها آلاف الآميال ، رغبة وشوق وطموح وحلم بدأت تتكشف ملامحه هذا هو حال عفراء التي ما أن وصلت منزلها حتى ارتمت إلى سريرها لتسعيد أنفاسها . التي تنائرت بين شفتيها والفضاء !..

ثم غطت في بحر من الأحلام لم تكن تهوى الخروج من غياهبه , مرت ساعات طوال وكأنها دهرًا بكامله ,  حتى انتصف الليل ، حينها لم تعد تطيق الإنتظار فأمسكت  بسماعة الهاتف واتصلت بعامر بعد حيرة وتردد, رفع عامر السماعة بلهفة وشوق شديدين , وكان على يقين أنها العفراء لأن قلبه أوحى إليه بذاك وبعد صمت دام دقائق إلا من الأنفاس التي كانت تتصاعد من الطرفين نطقا بنفس اللحظة ” يا مساءالخير “ ومن هنا بدء شريط الذكريات يتحرك على الميلين لتبتدئ الحكاية .

يتبع في الجزء الثاني………!.

بقلم : محمود أحمد الجدوع

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *